الإدارة العامة للمرور السعودي.
المرور يفاجئ زوّار مؤتمر الحج بابتكار مذهل .. خطوة واحدة تنهي الزحام تماماً!
كتب بواسطة: محمد بن سالم |

استعرضت الإدارة العامة للمرور في جناحها ضمن مؤتمر ومعرض الحج أحدث منظوماتها التقنية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإدارة الحركة المرورية في المنطقة المركزية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وقد لفت العرض اهتمام الزوّار لما تضمنه من حلول رقمية متقدمة تهدف إلى تعزيز السلامة والانسيابية خلال موسم الحج.
إقرأ ايضاً:وزارة الصحة توجه إنذاراً عاجلاً للأسر والطلاب .. السر وراء ارتفاع الإصابات في هذه الفترةمنصة إعلامية متطورة للحج .. المملكة تُحدث نقلة نوعية في التواصل مع الحجاج

وقد أكدت وزارة الداخلية أن هذه التقنيات تمثل نقلة نوعية في أساليب إدارة المرور، إذ تتيح رصداً فورياً للحركة وتحليلاً دقيقاً للمخاطر المحتملة في الطرق الحيوية، كما تمكّن الجهات الأمنية من اتخاذ قرارات سريعة في الوقت الحقيقي لتفادي الاختناقات.

ويأتي هذا التطور في إطار جهود المملكة لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 التي تضع التحول الرقمي في مقدمة أولوياتها، إذ تسعى إلى توظيف الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في تحسين جودة الخدمات العامة بما فيها منظومة النقل والسلامة المرورية.

وبالفعل فقد شهد جناح الوزارة توافد عدد كبير من زوار المؤتمر من مختلف الدول الإسلامية الذين أبدوا إعجابهم بالمستوى التقني الذي وصلت إليه المملكة في إدارة الحشود خلال موسم الحج، وأشادوا بقدرتها على تحقيق التوازن بين الكفاءة الأمنية وسلاسة الحركة.

وقد عرضت الإدارة العامة للمرور مجموعة من الأنظمة الذكية التي تتيح مراقبة الطرق عبر كاميرات عالية الدقة مرتبطة بخوارزميات تحليل مرئي، بحيث يمكنها اكتشاف السلوكيات الخطرة أو الحوادث فور وقوعها دون تدخل بشري مباشر.

ويرى خبراء النقل أن هذه الخطوة تمثل مرحلة جديدة في مفهوم المرور الذكي، إذ تعكس تطوراً واضحاً في البنية التحتية الرقمية التي باتت جزءاً أساسياً من منظومة الحج الحديثة، ما يسهم في تحسين تجربة ضيوف الرحمن.

كما أوضحت وزارة الداخلية أن تطوير هذه التقنيات لم يكن وليد اللحظة، بل هو ثمرة لسنوات من الاستثمار في مجال الابتكار الأمني، حيث تم تدريب كوادر وطنية متخصصة في تحليل البيانات المرورية وتطوير البرمجيات المساندة.

وقد تم خلال المعرض استعراض نموذج محاكاة متكامل لإدارة حركة الحشود في أوقات الذروة، حيث أظهر النظام قدرته على توجيه المركبات والحافلات عبر المسارات المثلى اعتماداً على تنبؤات ذكية بالزحام.

ويشير مسؤولو المرور إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال لا يقتصر على المراقبة فقط، بل يشمل أيضاً تحليل أنماط السلوك المروري وإصدار تنبيهات استباقية تقلل من احتمالات وقوع الحوادث.

ومن اللافت أن الأنظمة الجديدة تمتاز بقدرتها على التواصل مع الجهات الخدمية الأخرى مثل الإسعاف والدفاع المدني، مما يخلق شبكة تنسيق موحدة تسرّع الاستجابة للحالات الطارئة وتضمن سلامة ضيوف الرحمن.

وقد استعرضت الوزارة أيضاً مبادراتها في تدريب الكوادر الشبابية على التعامل مع التقنيات الحديثة، تأكيداً على توجهها لتمكين العنصر البشري السعودي ليقود مسيرة التحول الرقمي في قطاعات الأمن والمرور.

وبحسب المشاركين في المؤتمر فإن المملكة أصبحت نموذجاً إقليمياً يحتذى به في توظيف التكنولوجيا لخدمة القضايا الإنسانية والدينية، خاصة في إدارة أكبر تجمع سنوي للبشر على وجه الأرض وهو موسم الحج.

ويؤكد المراقبون أن ما عرضته وزارة الداخلية لا يعكس فقط تطوراً تقنياً، بل يمثل أيضاً رؤية استراتيجية تضع الإنسان في قلب التحول الرقمي من خلال أنظمة تراعي أمنه وسلامته وراحته أثناء أداء المناسك.

كما نوهت الوزارة إلى أن هذه الجهود تأتي ضمن برنامج متكامل للتكامل بين الجهات الأمنية والخدمية، بهدف بناء منظومة ذكية متصلة قادرة على التعامل مع مختلف التحديات الميدانية بكفاءة عالية.

وقد أشار مسؤولو المعرض إلى أن التجارب الميدانية لهذه الأنظمة خلال الأعوام الماضية أثبتت نجاحها في خفض معدلات الحوادث وتحسين زمن الاستجابة للطوارئ بنسبة لافتة.

ويرى المختصون أن استمرار الاستثمار في هذه التقنيات سيجعل المملكة من الدول الرائدة عالمياً في مجال إدارة الحشود الذكية، لاسيما مع اتساع استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الأمن والنقل والخدمات العامة.

وبالفعل فإن ما قدمته وزارة الداخلية والإدارة العامة للمرور في هذا المعرض يبعث برسالة واضحة مفادها أن المملكة ماضية بثبات نحو مستقبل أكثر أماناً وتنظيماً لضيوف بيت الله الحرام.

ويُتوقع أن يشهد موسم الحج المقبل تطبيقاً واسعاً لهذه الحلول التقنية التي ستشكل نقلة جديدة في إدارة المشاعر المقدسة، مما يعزز تجربة الحجاج ويجعلها أكثر سلاسة وطمأنينة.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار