شهدت مدينة صيدا جنوبي لبنان ليلة دامية بعد غارة جوية نفذها الكيان الإسرائيلي على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، ما أسفر عن ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 13 قتيلًا إضافة إلى أربعة جرحى أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة وفق ما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية في بيان رسمي مساء اليوم، وجاء هذا التصعيد ليعيد التوتر العسكري إلى الواجهة في لحظة كان يُفترض أن يسود فيها الهدوء عقب اتفاق وقف إطلاق النار جنوب البلاد.
إقرأ ايضاً:بين التقنية والإبداع… ما الذي يميز النسخة الثانية من مسرحثون؟أجواء درامية واحتفالية بجماهير غفيرة.. أسود الرافدين تنتزع بطاقة التأهل لملحق تصفيات كأس العالم 2026
تطورات الغارة وارتفاع الحصيلة
أوضحت وزارة الصحة في بيانها أن الغارة استهدفت أحد التجمعات السكنية داخل مخيم عين الحلوة، ما أدى إلى انهيار أجزاء من المباني وسقوط عدد كبير من الضحايا بين قتيل وجريح، فيما هرعت فرق الإسعاف والدفاع المدني إلى الموقع في محاولة لإنقاذ الناجين وانتشال الجثث من تحت الركام، وشهدت المستشفيات في المدينة حالة استنفار قصوى لاستقبال المصابين وتقديم العناية الطارئة اللازمة لهم وسط مخاوف من ارتفاع جديد في عدد الوفيات بسبب خطورة الإصابات.
خلفيات التصعيد وموقع الاستهداف
وجاء استهداف مخيم عين الحلوة ليطرح تساؤلات حول دوافع هذا التصعيد، خاصة أن المخيم يُعد الأكبر للاجئين الفلسطينيين في لبنان ويشهد كثافة سكانية عالية تجعل أي ضربة جوية داخل نطاقه كارثية من حيث الخسائر البشرية، كما أن الضربة جاءت في وقت تحاول فيه الأطراف الإقليمية والدولية تثبيت خطوط التهدئة وتخفيف التوتر في الجنوب، مما جعل المشهد أكثر تعقيدًا على المستويين الأمني والإنساني.
اتفاق وقف إطلاق النار تحت الاختبار
ويأتي هذا التطور في ظل اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر من العام الماضي، والذي نصّ على انسحاب قوات الاحتلال من القرى والبلدات الحدودية خلال ستين يومًا، إلا أن الغارة الأخيرة وضعت هذا الاتفاق أمام اختبار حقيقي، حيث بدأت أصوات محلية ودولية تُحذّر من احتمال انهيار الهدنة في حال استمرار الخروق العسكرية، خصوصًا مع حساسية المنطقة وارتباطها بملفات إقليمية أوسع.
تداعيات محتملة على الجنوب اللبناني
ومع تزايد المخاوف من عودة التوتر إلى الحدود الجنوبية، تترقب الأوساط السياسية والأمنية مسار الأحداث المقبلة، إذ تشير التقديرات إلى أن استمرار الاعتداءات قد يجرّ المنطقة إلى مرحلة جديدة من الاحتكاك المسلح، ما يهدد الاستقرار الهش الذي شهدته الفترة الماضية، وتؤكد الجهات الصحية والإنسانية أن الأولوية الآن تكمن في انتشال الضحايا وتقديم الرعاية للمصابين فيما تستمر التحقيقات لتحديد حجم الأضرار وملابسات الاستهداف.