يقف الحرفي صالح السلطان وسط أروقة الحرف التقليدية في الأحساء ليقدم مشهدًا حيًا لحرفة العقال الحساوي التي تمتد جذورها لآلاف السنين، ويجذب السلطان أنظار الزوار وهو يحرك خيوطه الدقيقة بخبرة تعكس تاريخًا ضاربًا في القدم، حيث تشير الاكتشافات الأثرية إلى وجود تماثيل تعود إلى ما بين 2000 و4000 سنة قبل الميلاد ظهرت فيها ملامح العقال بشكل واضح، ما يؤكد عمق هذه الحرفة ومكانتها في ذاكرة المنطقة.
إقرأ ايضاً:"الهيئة العامة للغذاء والدواء" تفجرها بالأرقام.. آلاف المنشآت تحت المجهر وقرار حاسم يهزّ الأسواق!توكلنا يفجّر مفاجأة للمبتعثين .. خدمة جديدة تُغيّر طريقة إنجاز معاملاتهم في الخارج!
تاريخ يعود لآلاف السنين
يستعرض السلطان بدايات العقال الأولى التي عُرفت باسم عقال السحاب، ويشرح كيف ارتبط اسمه بوظيفته الأساسية في عقل أرجل الحلال مثل النياق والجمال، ويبيّن أن هذا الشكل البدائي لم يكن مجرد أداة عملية فحسب، بل كان جزءًا من الثقافة اليومية لسكان المنطقة الذين استخدموه للحماية والتنظيم، ما منح العقال قيمة اجتماعية قبل أن يتحول إلى جزء من الزي التقليدي.
تحولات شكلية عبر العصور
يوضح السلطان مراحل التطور التي مر بها العقال حتى وصوله إلى العقال القحاطة المعروف اليوم، ويشرح أن مرونة هذا الشكل وقابليته للتوسع والانكماش تعكس براعة الحرفيين الأوائل في توظيف المواد المتاحة بطريقة ذكية، ويشير إلى أن هذا الابتكار شكّل نقطة تحول في صناعة العقال، إذ ساعد على تعزيز مكانته كقطعة أساسية من اللباس العربي.
العقال المُقصّب ومكانته المتقدمة
يتوقف السلطان عند مرحلة ظهور العقال المُقصّب الذي اكتسب حضورًا لافتًا بفضل زخارفه الدقيقة، ويؤكد أن هذا النوع أصبح عنوانًا للفخامة والوجاهة، ويضيف أن الإقبال عليه لم يكن مجرد ترف، بل كان تعبيرًا عن هوية اجتماعية تعكس المكانة والذوق الرفيع، ويصف كيف أسهمت هذه المرحلة في إثراء صناعة العقال وإضافة أبعاد جديدة لها.
رمز سعودي مستمر عبر الأجيال
يؤكد السلطان أن العقال الأسود تمكن مع مرور الزمن من ترسيخ مكانته رمزًا للزي السعودي المعاصر، ويشير إلى أن هذه الحرفة لا تزال تتوارثها الأسر الحساوية التي تحرص على الحفاظ على أسرارها الدقيقة، ويشرح أن استمرار هذه الصناعة يعكس قوة الهوية الثقافية السعودية التي ترتبط بشكل وثيق بالحرف التقليدية، ويختتم حديثه بالتأكيد على أن وهج العقال الحساوي سيظل حاضرًا ما دامت الأجيال تحمل هذا الإرث وتقدمه بحب وإتقان.