تشهد أروقة نادي الاتحاد حالة من الجدل المتصاعد حول مستقبل سيرجيو كونسيساو المدير الفني للفريق، في ظل مؤشرات الإخفاق التي تحيط بالمشروع الفني منذ توليه المهمة كمدرب ثانٍ خلال موسم 2025 – 2026، وهو ما أثار تساؤلات واسعة حول مدى استمراره خلال الفترة المقبلة.
إقرأ ايضاً:أرقام أعلى ومنافسة أشد… يوم ثالث أكثر سخونة بكأس الصقورالتجارة توجه ضربة مدوية .. حكم قضائي يكشف مفاجآت لنشاط غير مشروع استمر لسنوات!
وتزايدت الضغوط على المدرب البرتغالي بعد سلسلة من النتائج غير المرضية، كان آخرها الخسارة أمام الدحيل القطري في بطولة كأس دوري النخبة الآسيوي، وهي هزيمة وضعت الفريق في موقف معقد وأعادت نقاشات التغيير الفني إلى الواجهة.
ويرى المتابعون أن الاتحاد لم يقدم أي ملامح فنية مستقرة مع كونسيساو، وأن الفوارق بين طموحات الإدارة والجماهير وما يقدمه الفريق على أرض الواقع باتت واضحة بشكل يهدد استمرار التجربة مبكرًا.
ويعاني المدرب من ثلاث أزمات رئيسية شكلت عبئًا كبيرًا على مشروعه الفني، وأثرت على قدرة الفريق في استعادة توازنه، رغم امتلاكه مجموعة من أبرز الأسماء الأجنبية والمحلية.
وتعد الأزمة الأولى هي استمرار تأثير المرحلة السابقة مع المدرب الفرنسي لوران بلان، حيث يظهر لاعبو الاتحاد وكأنهم ما زالوا متشبثين بالأسلوب السابق دون قدرة واضحة على استيعاب أفكار كونسيساو الجديدة.
وتشير المعطيات إلى وجود فجوة تكتيكية بين رؤية المدرب وما اعتاد عليه اللاعبون، مما انعكس على الأداء داخل الملعب، وأدى إلى حالة من عدم الانسجام الفني وتعدد الأخطاء في المباريات.
ويؤكد مراقبون أن كونسيساو لم ينجح حتى الآن في نقل بصمته التكتيكية للفريق، رغم مرور فترة زمنية كافية كان من المتوقع خلالها أن تظهر ملامح التغيير على أداء النمور.
أما الأزمة الثانية فتتعلق بالتراجع الملحوظ في مستوى عدد من النجوم، وفي مقدمتهم كريم بنزيما قائد الفريق، وستيفن بيرجوين، وموسى ديابي، وحسام عوار، وجميعهم يمثلون عناصر أساسية كان يُفترض أن تقود المشروع الهجومي للفريق.
ويعد انخفاض أداء هذه الأسماء من أبرز الأسباب التي ساهمت في النتائج السلبية، إذ لم يتمكن الاتحاد من استثمار القدرات الهجومية الكبيرة للاعبين الذين كان يُعول عليهم في صناعة الفارق.
وتشير الدلائل إلى أن غياب الفاعلية الهجومية وضع المدرب تحت ضغط متزايد، خصوصًا أن الفريق أصبح يعاني من ضعف في صناعة الفرص والحدة الهجومية أمام المرمى.
أما الأزمة الثالثة والأكثر حساسية فتكمن في توتر العلاقة بين كريم بنزيما والمدرب سيرجيو كونسيساو، حيث برزت مؤشرات خلاف فني وشخصي أثرت على الأجواء داخل الفريق.
وتفيد التقارير بأن بنزيما يشعر بعدم الارتياح من أسلوب التعامل معه ومن توظيفه داخل الملعب، وهو ما دفعه للتفكير في مستقبل مختلف بعيدًا عن الاتحاد إذا استمر الوضع على هذا النحو.
ويشكل هذا التوتر تحديًا حقيقيًا للنادي، نظرًا إلى القيمة الفنية والتسويقية التي يمثلها بنزيما، إضافة إلى دوره القيادي داخل غرفة الملابس منذ انضمامه قبل عامين.
وتخشى الإدارة من أن يؤثر هذا الخلاف على انسجام الفريق وعلى الروح الجماعية، خاصة أن بنزيما يعد عنصرًا مؤثرًا في توازن الفريق الهجومي.
وتنظر جماهير الاتحاد إلى هذه الأزمة باعتبارها اختبارًا لقدرة الإدارة على احتواء الخلافات وحماية استقرار الفريق، خصوصًا في مرحلة تتطلب أعلى درجات التركيز داخل المنافسات المحلية والآسيوية.
وتتصاعد المطالبات بضرورة حسم مصير كونسيساو سريعًا، سواء بدعمه ومنحه صلاحيات أكبر لإعادة صياغة الفريق، أو اتخاذ قرار إداري يوقف سلسلة التراجع قبل اتساع الفجوة الفنية.
وتترقب جماهير الاتحاد القرارات المقبلة وسط حالة من الانقسام، إذ يرى البعض أن الوقت لا يزال مبكرًا للحكم على التجربة، بينما يعتقد آخرون أن الأرقام والأداء لا يمنحان المدرب أي مبرر للاستمرار.
وتشير المعطيات الحالية إلى أن مستقبل كونسيساو أصبح مفتوحًا على جميع الاحتمالات، وأن الإدارة تدرس الخيارات بعناية قبل اتخاذ خطوة قد تؤثر في مسار الموسم بشكل كبير.
وفي انتظار ما ستسفر عنه المرحلة المقبلة، يبقى السؤال المطروح في الشارع الرياضي الاتحادي: هل يرحل سيرجيو كونسيساو قريبًا، أم تمنحه الإدارة فرصة أخيرة لتغيير الصورة قبل فوات الأوان.