انخفضت أسعار الذهب في التداولات العالمية اليوم، بعد أن سجل المعدن النفيس في الجلسة السابقة أعلى مستوى له خلال أسبوعين تقريبًا، حيث شهدت الأسواق موجة تقييم واسعة لاحتمالات خفض الفائدة الأمريكية في ديسمبر، ما انعكس على حركة الذهب التي ظلت متأثرة بشكل مباشر بتوجهات السياسة النقدية الأمريكية ومعنويات المستثمرين في أسواق السلع العالمية.
إقرأ ايضاً:"وزارة البيئة" توجه "نداءً هاماً" للمزارعين.. "باب التقديم" فُتح لهذا "المحصول الاستراتيجي"القوات الخاصة للأمن البيئي تطيح بـ "8 أشخاص متورطين" في كارثة صحراوية.. الكشف عن تفاصيل صادمة للجريمة البيئية!
تراجع الفورية إلى 4154 دولارًا
شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية هبوطًا بنسبة 0.2% لتستقر عند 4154.09 دولارًا للأوقية، وجاء هذا التراجع في ظل ضبابية قرارات الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة برفع أو خفض معدلات الفائدة، حيث يراقب المستثمرون أي مؤشرات جديدة قد تعكس التوجه العام للسياسة النقدية، خصوصًا بعد موجة ارتفاع سجلها الذهب في الجلسة الماضية نتيجة توقعات الأسواق بانخفاض الفائدة، مما دفع المتعاملين إلى إعادة النظر في تحركاتهم الاستثمارية خلال تداولات اليوم.
هبوط العقود الآجلة وسط حذر المستثمرين
سجلت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر انخفاضًا بنسبة 0.3% لتصل إلى 4151.20 دولارًا للأوقية، بينما اتسمت تعاملات العقود الآجلة بحالة من الحذر الواضح نتيجة تضارب التوقعات حول قرار الفيدرالي المقبل، إذ ترتبط العقود الآجلة عادة بتحركات أكثر حساسية تجاه الأخبار الاقتصادية الأمريكية، مما يجعلها مرآة مباشرة لمعدل التفاؤل أو القلق لدى المستثمرين الذين ينتظرون وضوح الرؤية بشأن اتجاه الفائدة خلال الأسابيع المقبلة.
أداء متفاوت لبقية المعادن النفيسة
سجلت المعادن النفيسة الأخرى تحركات مختلفة في تداولات اليوم، حيث انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.9% لتصل إلى 52.89 دولارًا للأوقية، ما يعكس تأثرها بالضبابية ذاتها التي تضغط على أسعار الذهب، بينما شهد البلاتين ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 1.4% ليصل إلى 1611.04 دولارًا للأوقية، في تحول لافت يعكس تفاعل البلاتين مع بيانات العرض والطلب في الأسواق الصناعية، كما خسر البلاديوم بنسبة 0.9% ليستقر عند 1409.87 دولارات نتيجة ضعف الطلب وتوجه المتعاملين نحو تحوطات أخرى في ظل اهتزاز أسعار المعادن.
ترقب عالمي لقرار الفائدة الأمريكي
تواصل الأسواق العالمية مراقبة كل ما يصدر من مؤشرات تخص اجتماع الفيدرالي المقبل، إذ يشكل قرار الفائدة المرتقب نقطة ارتكاز رئيسية لحركة الذهب والمعادن النفيسة، فالذهب بطبيعته يستجيب بقوة لتغيرات الفائدة التي تزيد تكلفة الفرصة البديلة لحيازته، ومع ارتفاع التوقعات بخفض محتمل في ديسمبر تتزايد وتيرة التقلبات في الأسواق، مما يدفع المستثمرين إلى التعامل بحذر أكبر لاستشراف الاتجاه النهائي للأسعار خلال الفترة المقبلة.
ضبابية السوق تزيد التقلبات
تؤكد المؤشرات الحالية أن سوق المعادن ما زال يعيش حالة من الضبابية التي تعزز التقلبات اليومية وتدفع المتعاملين إلى إعادة تقييم مراكزهم وفق مستجدات البيانات الاقتصادية الأمريكية والعالمية، بينما يبقى الذهب في موقع حساس يتأرجح بين الضغوط الناتجة عن توقعات الفائدة وفرص الصعود التي قد تعود إليه في حال تأكد خفض الفائدة فعلًا، الأمر الذي يجعل تداولاته مرشحة لمزيد من التحركات المتباينة خلال الأسابيع المقبلة.