يواصل المركز الوطني للأرصاد متابعة حالة الطقس المتقلبة التي تشهدها عدة مناطق سعودية اليوم، وقد أوضح في تقريره الدوري أنّ التغيرات الحالية تأتي ضمن نمط جوي مُتسارع يتزامن مع امتداد المنخفضات الموسمية التي تؤثر على أجواء المملكة بشكل متكرر خلال هذه الفترة من العام.
إقرأ ايضاً:ابدأ المستقبل الآن… «هدف» يعزز حضور الكفاءات السعودية في الصناعة والتعدينالمركز الوطني للأرصاد.. أمطار رعدية وبرد ورياح قوية اليوم

وبحسب التقرير الصادر صباح اليوم فإن الفرصة ما تزال مهيأة لهطول أمطار رعدية تتفاوت حدتها على أجزاء من منطقة مكة المكرمة، وقد أشار المركز إلى أن هذه الحالة قد تحمل معها زخات من البرد ورياحاً نشطة تزيد من احتمالات تدني مستوى الرؤية الأفقية في بعض المواقع.

ويؤكد الخبراء في المركز أن السماء ستبقى غائمة جزئياً فوق مرتفعات جازان وعسير والباحة، وقد تتخللها سحب رعدية ممطرة تتسم بتقلبات مفاجئة في قوة الرياح، الأمر الذي يستدعي من السكان والمسافرين التنبه لمتغيرات الطقس السريعة خلال ساعات النهار.

وفي السياق ذاته لا يستبعد المركز الوطني للأرصاد تشكّل الضباب على أجزاء واسعة من المنطقة الشرقية والشمالية، وقد شدد على أن هذه الظاهرة تتكرر عادة في فترات التباين الحراري بين الليل والنهار مما يفرض على السائقين اتخاذ أقصى درجات الحيطة.

ويشير تقرير المركز إلى أن الرياح السطحية على البحر الأحمر ستتوزع بين شمالية غربية إلى شمالية على الجزء الشمالي والأوسط، بينما تتحول إلى جنوبية شرقية ثم جنوبية غربية على الجزء الجنوبي، وقد تصل سرعتها إلى خمسين كيلومتراً في الساعة مع نشاط السحب الرعدية.

ويرى المختصون أن ارتفاع الموج في البحر الأحمر سيسجل مستويات تتراوح بين متر ومترين، وقد يتجاوز ذلك إلى مترين ونصف في بعض الفترات، الأمر الذي قد يؤثر على حركة الملاحة البحرية ويستدعي متابعة التحديثات المستمرة من الجهات المختصة.

وبالفعل يشير التقرير إلى أن حالة البحر في تلك المناطق ستكون بين خفيف ومتوسط الموج، وقد تصبح مائجة بشكل لافت عند تكوّن السحب الرعدية، وهذا يفرض على قوارب الصيد والنزهة تجنب الإبحار بعيداً عن السواحل خلال ساعات نشاط الحالة الجوية.

وعلى الجانب الآخر يوضح المركز أن حركة الرياح السطحية في الخليج العربي ستكون جنوبية غربية إلى جنوبية على الجزء الشمالي، بينما تتحول إلى شمالية غربية ثم شمالية على الجزء الجنوبي، وذلك ضمن نمط متقلب يعكس تأثير الكتل الهوائية المتغيرة.

وقد ذكر المركز أن ارتفاع الموج في الخليج العربي سيتراوح بين نصف متر إلى متر واحد، وهي مستويات تعد هادئة نسبياً لكنها قد تتغير بسرعة مع تطور السحب الممطرة، مما يجعل المتابعة اللحظية للطقس عاملاً مهماً لسلامة الملاحة.خ

ويرى مراقبو الطقس أن هذه التقلبات الجوية تأتي في وقت تتسارع فيه جهود المملكة لتعزيز جاهزية البنية التحتية لمواجهة الظواهر المناخية، وخاصة ضمن خطط التحول المناخي المرتبطة برؤية 2030 التي تركز على إدارة الموارد الطبيعية بكفاءة.

ويؤكد المختصون أن هطول الأمطار في مثل هذا التوقيت يساهم في تحسين معدلات التغذية المائية للغطاء النباتي، وقد يعزز من مستويات الرطوبة في الأجواء، إلا أن القوة الرعدية غير المستقرة تستدعي مراقبة دقيقة لتفادي أي مخاطر محتملة.

وقد دعا المركز الوطني للأرصاد جميع المواطنين والمقيمين إلى متابعة نشراته الرسمية عبر منصاته الإلكترونية، حيث يصدر تحديثات متتابعة توضح مواقع تأثير الأمطار وتطور السحب الرعدية، إضافة إلى التنبيهات المتعلقة بالضباب أو الرياح النشطة.

ويرى المركز أن شدة الرياح في بعض المواقع قد تؤدي إلى تطاير الأتربة وعرقلة الحركة المرورية، لذلك شدد على أهمية التزام السائقين بالسرعات المحددة وتجنب استخدام الطرق المكشوفة عند اشتداد الرياح.

وبالفعل فإن الحالة الجوية الحالية تحمل تنوعاً كبيراً بين أمطار رعدية وضباب ورياح نشطة، وقد أشار الخبراء إلى أن هذا التنوع يعد جزءاً من الانتقال التدريجي بين المواسم الذي يشهد عادة نشاطاً غير منتظم للسحب.

ويشدد المركز على أن المناطق الساحلية قد تتأثر بشكل أكبر نظراً لالتقاء الكتل الهوائية الباردة والدافئة فوق المسطحات المائية، وهو ما يؤدي إلى توليد اضطرابات قد ترفع سرعة الرياح أو تزيد احتمالات حدوث العواصف الرعدية.

وقد لفت التقرير الأنظار إلى أن بعض مرتفعات الجنوب الغربي قد تشهد أمطاراً غزيرة في فترات متقطعة، مما قد يرفع منسوب المياه في الأودية والشعاب ويستلزم تنبيهات إضافية لضمان سلامة المواطنين في تلك المناطق.

ويرى الخبراء أن متابعة الظواهر الممطرة لحظة بلحظة تساعد في تحسين إدارة المخاطر المرتبطة بالسيول، خصوصاً أن التضاريس الجبلية في جازان وعسير والباحة تجعل تدفق المياه أسرع وأكثر حدّة عند هطول الأمطار الرعدية.

وقد اختتم المركز تقريره بالتأكيد على أن الحالة الجوية ستستمر تحت المتابعة الدقيقة خلال الساعات المقبلة، مشيراً إلى أن التغيرات السريعة ممكنة وأن مستوى تأثيرها يختلف من منطقة إلى أخرى حسب نشاط السحب وتطور الرياح.

ويأمل المركز الوطني للأرصاد أن تسهم هذه التحديثات في رفع مستوى الوعي العام حول أهمية الاستعداد للتغيرات الجوية، مؤكداً أن الالتزام بالتوجيهات الرسمية يضمن سلامة الجميع في ظل حالة الطقس المتقلبة الحالية.