نفذت وزارة الصناعة والثروة المعدنية ممثلة في وكالة الإشراف على العمليات التعدينية سلسلة واسعة من الجولات الرقابية على مواقع التعدين في مختلف مناطق المملكة خلال شهر أكتوبر الماضي، وذلك في إطار دور الوزارة لحماية الثروات الوطنية وتعزيز الالتزام بالأنظمة المنظمة لعمليات التعدين.
إقرأ ايضاً:لجنة حصر أضرار الأمطار في ينبع تفجّر مفاجأة ميدانية .. هذا ما اكتشفه فريقها خلال الساعات الأولىجامعة القصيم تعلن تحولاً غير متوقع في نظام الدراسة .. السر وراء هذا الإجراء المفاجئ
وجاءت هذه الجولات ضمن خطة رقابية مستمرة تخضع لآليات دقيقة في متابعة التزام المستثمرين والممارسين بأحكام نظام الاستثمار التعديني، بما يشمل توثيق المخالفات التي تُرصد ميدانيًا، وتطبيق مبدأ الإنذار قبل اتخاذ الإجراءات العقابية عند الحاجة لضمان تقويم المخالفات أولًا.
وبلغ إجمالي الجولات الرقابية خلال الشهر ذاته 1069 جولة ميدانية، حيث انتشرت الفرق التفتيشية في مواقع التعدين بالمناطق كافة، بهدف رفع درجة الامتثال وتنمية الوعي بأهمية تطبيق التعليمات المتعلقة بالسلامة والبيئة والحقوق التعدينية للمناطق المستثمرة.
وشملت الجولات في منطقة الرياض وحدها تنفيذ 276 زيارة تفتيشية على مواقع متنوعة للنشاط التعديني، ما يعكس حجم الاستثمارات التعدينية ونمو الأعمال المرتبطة بها في المنطقة.
وفي منطقة مكة المكرمة نفذت الزيارات الرقابية بعدد بلغ 163 جولة، شملت مواقع تعدين مختلفة ذات دور محوري في دعم المواد الخام لقطاع الصناعة والإنشاء.
كما شهدت منطقة المدينة المنورة تنفيذ 160 جولة تفتيشية، وهو ما يؤكد حرص الوزارة على ضمان التزام المواقع التعدينية بالمعايير البيئية وحماية المجتمعات المحيطة بها.
وغطت الفرق الرقابية كذلك 151 جولة في المنطقة الشرقية التي تُعد من المناطق الغنية بالثروات المعدنية، ما ينسجم مع استهداف الوزارة لتعزيز جودة الأنشطة التعدينية في المنطقة الصناعية الأبرز بالمملكة.
وبلغ عدد الجولات في منطقة عسير 85 زيارة، ضمن الجهود الرامية إلى دعم التنمية التعدينية في المناطق الجنوبية ذات الطبيعة الجيولوجية الغنية بالمعادن.
وفي منطقة نجران نُفذت 78 جولة لضمان أن تتوافق الأعمال التعدينية مع اللوائح النظامية وتوجيهات الحفاظ على الموارد الوطنية بشكل مستدام.
كما تم تنفيذ 47 جولة تفتيشية في منطقة القصيم، حيث تمتلك المنطقة مواقع تعدين داعمة للقطاع الصناعي المحلي، وتتطلب متابعة تنظيمية مستمرة.
وشهدت منطقة حائل تنفيذ 29 جولة حرصًا على مراقبة الأنشطة التعدينية وتعزيز البيئة الاستثمارية السليمة في المنطقة.
وفي منطقة الجوف أنجزت الفرق الرقابية 26 زيارة ميدانية ركزت على رصد عمليات استخراج المواد الأولية والبناء وضمان تنظيمها.
كما تابعت الوزارة الوضع التنظيمي للمواقع التعدينية في منطقة الباحة عبر 19 جولة رقابية عززت من مستوى الالتزام داخل المنطقة.
وفي منطقة جازان تم تنفيذ 18 جولة تفتيشية شملت مواقع قائمة في نطاق جغرافي متنوع يدعم حركة البناء والتوسع العمراني.
أما منطقة تبوك فقد شهدت تنفيذ 17 جولة تحرص على دفع المنشآت التعدينية نحو الالتزام بالأنظمة ومتطلبات المحافظة على البيئة الطبيعية.
وأكد المتحدث الرسمي للوزارة جراح بن محمد الجراح استمرار الوزارة في تكثيف جهودها الرقابية لحماية القطاع من الممارسات غير النظامية التي قد تهدر الموارد أو تتسبب في أضرار بيئية أو اقتصادية.
وشدد الجراح على أهمية الدور الرقابي في الحفاظ على الثروات المعدنية كأصول وطنية تسهم في تعزيز التنمية الشاملة، وحماية المجتمعات المجاورة لمناطق التعدين وفق قواعد نظام الاستثمار التعديني.
وتعمل الوزارة على تطوير القطاع باعتباره ركيزة صناعية ثالثة بجانب النفط والبتروكيماويات، وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز مساهمة التعدين في الناتج المحلي.
وتُقدر قيمة الثروات المعدنية في المملكة بنحو 9,3 تريليونات ريال تتوزع على أكثر من 5300 موقع تعديني واعد، ما يجعل إدارة هذه الموارد مسؤولية استراتيجية تستدعي الرقابة والمتابعة المستمرة.
وتسعى الوزارة من خلال هذه الجولات إلى دعم المستثمرين الجادين، وتذليل العقبات النظامية التي قد تواجه القطاع، وتمكين النشاط التعديني ليواصل إسهامه في خلق الفرص الوظيفية وتنمية الإيرادات غير النفطية.