انطلقت اليوم فعاليات معرض جدة للكتاب 2025 الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في مركز جدة سوبر دوم تحت شعار جدة تقرأ، حيث افتُتحت الدورة الجديدة بمشاركة واسعة شملت أكثر من ألف دار نشر ووكالة محلية ودولية تمثل أربعاً وعشرين دولة واحتلت نحو أربعمئة جناح لتشكل منصة ثقافية هي الأكبر من نوعها في المملكة.
إقرأ ايضاً:النصر يترقّب تقرير حاسم من مدريد .. هذا ما قلب حسابات الموسم رأساً على عقب"الصناعة" تطلق قنبلة الوظائف الجديدة: 942 فرصة عمل نوعية تنتظر الكفاءات الوطنية في المصانع الـ 81 التي بدأت الإنتاج
ويعكس المعرض دوره المتنامي كوجهة رئيسية للناشرين وصناع المحتوى والمعرفة من داخل المملكة وخارجها، حيث تتحول جدة خلال أيام الفعالية إلى مركز ثقافي نابض يجذب القراء والمهتمين بمختلف حقول الأدب والفكر والكتابة الإبداعية.
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور عبداللطيف الواصل أن المعرض يمثل خطوة متقدمة ضمن جهود الهيئة لتطوير صناعة النشر الوطنية، باعتبارها إحدى ركائز القطاع الثقافي الحيوي الذي يشهد نمواً لافتاً في المملكة خلال السنوات الأخيرة.
وأشار الواصل إلى أن نسخة هذا العام تحمل مبادرات جديدة تهدف إلى توسيع حضور الأدب السعودي وتعزيز مشاركة المواهب المحلية، من خلال برامج نوعية تسهم في تطوير تجربة الزوار وتقديم محتوى ثقافي متجدد يعكس تطور الصناعة الإبداعية.
وأوضح أن المعرض يقدم لأول مرة برنامجاً خاصاً بالإنتاج المحلي للأفلام السعودية، حيث تُعرض يومياً أعمال سينمائية حظيت باهتمام نقدي وجماهيري كبير، وذلك على المسرح الرئيسي بدعم من برنامج ضوء وبتعاون مباشر مع هيئة الأفلام.
ويمثل هذا البرنامج خطوة مهمة في تعزيز التكامل بين قطاعات الثقافة والفنون في المملكة، إذ يسلط الضوء على السرديات السعودية الحديثة ويبرز حضور القصة المرئية كامتداد طبيعي لتطور المشهد الثقافي في البلاد.
ويتضمن برنامج المعرض الثقافي أكثر من مئة وسبعين فعالية تشمل ندوات فكرية وجلسات حوارية ومحاضرات أدبية وأمسيات شعرية، بما يثري الحراك الثقافي ويمنح الزوار مساحة واسعة للتفاعل مع المفكرين والأدباء.
كما يضم المعرض مجموعة من ورش العمل المتخصصة في مجالات الكتابة والإبداع والتأليف والترجمة، وهي ورش مصممة لاستقطاب المهتمين وتنمية مهاراتهم بما يواكب تطورات صناعة المحتوى الثقافي.
ويخصص المعرض منطقة للطفل تجمع بين التعليم والترفيه عبر برامج تفاعلية تشجع على القراءة وتنمي المهارات الإبداعية لدى الأطفال واليافعين، مما يجعل الفعالية جاذبة للعائلات والزوار من مختلف الأعمار.
ويواصل المعرض دعمه للمبدع المحلي من خلال ركن المؤلف السعودي الذي يحتضن تجارب الكتاب في النشر الذاتي، حيث يتيح للمؤلفين تقديم أعمالهم مباشرة للجمهور والتفاعل مع القراء طوال فترة المعرض.
كما توفر منصات توقيع الكتب مساحة لقاء بين الكتّاب وزوارهم، حيث يمكن للقراء الحصول على نسخ موقعة والاطلاع على أحدث الإصدارات التي تقدمها الهيئات الثقافية والمؤسسات المجتمعية والجامعات المشاركة في الحدث.
ويضم المعرض قسماً خاصاً لعوالم المانجا والأنمي يعرض مجسمات ومقتنيات ومنشورات نوعية يحتفي بها عشاق هذا الفن سنوياً، مما يعزز التنوع الثقافي ويمنح الزوار تجربة متكاملة تلائم مختلف الاهتمامات.
ويتضمن المعرض قسماً للكتب المخفضة يتيح خيارات واسعة للقراءة ويزيد من إمكانية وصول الزوار إلى العناوين المتنوعة بأسعار مناسبة، مما يدعم انتشار المعرفة بين مختلف الفئات الاجتماعية.
ويحتفي المعرض هذا العام بعام الحرف اليدوية 2025 عبر تخصيص ركن خاص للحرف التقليدية، حيث يعرض الحرفيون منتجاتهم ويقدمون نماذج من الأعمال التراثية التي تعكس ثراء الهوية الوطنية.
ويستعرض الركن الحرفي جانباً مهماً من الصناعات الإبداعية في المملكة، إذ يمنح الحرفيين فرصة للتعريف بمهاراتهم ويعزز حضور التراث الحرفي ضمن المشهد الثقافي المتنامي في البلاد.
وتشهد الدورة الحالية عرض مجموعة من الأفلام السعودية الجديدة مثل سوار وهوبال وسليق وغيرها، في تأكيد على مواصلة دعم المبدع السعودي والاحتفاء بالسرديات المحلية بمختلف أشكالها الفنية.
كما يبرز البرنامج الثقافي المصاحب عدداً من الموضوعات المعرفية المهمة مثل الفلسفة للجميع والرياضة كمنصة للتواصل الثقافي وجسور التفاهم بين الثقافات وتوظيف اللهجات المحلية في الكتابة المعاصرة، وهي موضوعات تعكس انفتاح الفعالية على آفاق فكرية متعددة.
وتقام خمس ورش متخصصة في مهارات الصحافة وإدارة الأزمات الرقمية وكتابة قصص الأطفال وبناء العلامة الشخصية وأثر القراءة المبكرة على التطور اللغوي، لتقديم تدريب عملي للمهتمين بقطاعات الإعلام والكتابة.
ويستقبل المعرض زواره يومياً من الساعة الثانية عشرة ظهراً وحتى منتصف الليل باستثناء يوم الجمعة حيث يبدأ استقبال الجمهور من الثانية ظهراً، ليبقى محفلًا سنوياً بارزاً يعكس تطلعات الهيئة نحو صناعة نشر مزدهرة ومجتمع قارئ ومبدع.