يعيش نادي الاتحاد مرحلة دقيقة مع اقتراب نهاية الموسم الحالي، حيث يظل مستقبل الثنائي الفرنسي كريم بنزيما ونجولو كانتي محاطًا بالغموض، في ظل انتهاء عقديهما بنهاية الموسم، وهو ما يفتح باب التساؤلات داخل الوسط الرياضي السعودي.
إقرأ ايضاً:"منشآت" تطلق خريطة طريق سرية لنجاح مشروعك.. 7 مجالات استشارية ستغير مصير منشأتك الصغيرة!دورينا غير يكشف تفاصيل الصفقة المزعومة للأهلي.. سبب تصاعد الشائعات فجأة
وتأتي هذه التطورات في توقيت حساس بالنسبة للاتحاد، الذي يسعى إلى بناء استقرار فني وإداري ينسجم مع طموحاته المحلية والقارية، خصوصًا مع تصاعد سقف المنافسة في الدوري السعودي للمحترفين.
وقد فرض وجود بنزيما وكانتي نفسيهما كعنصرين مؤثرين منذ انضمامهما، لما يحملانه من خبرات أوروبية كبيرة، وهو ما جعل ملف استمرارهما أحد أكثر الملفات تعقيدًا داخل أروقة النادي.
وبالفعل بدأت إدارة الاتحاد مبكرًا في مراجعة ملفات اللاعبين الأجانب، في خطوة تهدف إلى حسم القرارات قبل نهاية الموسم، وتفادي الدخول في سباق الوقت خلال فترة الانتقالات الصيفية.
ويرى متابعون أن هذه السياسة تعكس توجهًا احترافيًا يتماشى مع متطلبات المرحلة الجديدة، خاصة مع سعي الأندية السعودية إلى تحقيق الاستدامة المالية دون التفريط في الجودة الفنية.
ووفق ما كشفه برنامج دورينا غير، فإن إدارة الاتحاد لا تزال منخرطة في مفاوضات مباشرة مع كريم بنزيما، في محاولة للوصول إلى صيغة تضمن بقاءه ضمن مشروع الفريق المقبل.
وتشير المعطيات إلى أن القيمة الفنية لبنزيما داخل الملعب، إضافة إلى تأثيره الجماهيري والتسويقي، تجعل مسألة رحيله خيارًا غير مفضل لدى صناع القرار في النادي.
وفي المقابل يبرز ملف نجولو كانتي بصورة مختلفة، حيث توجد رغبة في استمراره، لكن مع إعادة النظر في الجوانب المالية لعقده بما يتناسب مع سياسة التوازن المالي.
وقد جاء هذا التوجه في ظل مراجعة شاملة للرواتب، تهدف إلى تقليص الفوارق داخل غرفة الملابس، والحفاظ على الانسجام بين عناصر الفريق.
ويرى محللون أن إدارة الاتحاد تحاول من خلال هذه الخطوات تفادي أخطاء سابقة، حين أثقلت بعض العقود كاهل الأندية دون تحقيق العائد الفني المنتظر.
وتتزامن هذه التحركات مع استعداد الاتحاد للمشاركة في دوري أبطال آسيا، حيث تتطلب هذه البطولة عمقًا فنيًا واستقرارًا إداريًا لضمان المنافسة على أعلى المستويات.
كما أن المنافسة المحلية الشرسة تفرض على النادي الحفاظ على عناصر الخبرة، إلى جانب ضخ دماء جديدة قادرة على مواكبة نسق المباريات المرتفع.
وقد أصبح واضحًا أن القرارات المرتقبة لن تُبنى على العاطفة فقط، بل على تقييم فني وبدني دقيق لما يمكن أن يقدمه اللاعبان في المرحلة المقبلة.
ويعكس هذا النهج تحولًا أوسع في الكرة السعودية، التي باتت تعتمد على التخطيط بعيد المدى، انسجامًا مع مستهدفات تطوير القطاع الرياضي ضمن رؤية المملكة 2030.
ومن المنتظر أن تتضح الصورة بشكل أكبر مع اقتراب نهاية الموسم، حيث ستصل المفاوضات إلى مراحلها الحاسمة، سواء بالتمديد أو الاكتفاء بالفترة الحالية.
ويترقب جمهور الاتحاد هذه القرارات بقلق وترقب، في ظل ارتباط أسماء بنزيما وكانتي بآمال كبيرة أعيد بناؤها خلال المواسم الأخيرة.
وقد تحدد نتائج الفريق في البطولات الجارية ملامح القرار النهائي، إذ غالبًا ما تلعب الإنجازات دورًا محوريًا في رسم ملامح المستقبل.
وفي جميع الأحوال تبدو إدارة الاتحاد أمام اختبار حقيقي، يوازن بين الطموح الرياضي والانضباط المالي، في مشهد يعكس نضج التجربة السعودية الحديثة.