تواصل وزارة البيئة والمياه والزراعة تكثيف جهودها التوعوية الهادفة إلى ترسيخ مفاهيم السلامة البيئية وتعزيز الممارسات السليمة بين مرتادي البر خلال موسم الشتاء، في ظل الإقبال المتزايد على أنشطة التخييم واستكشاف المناطق الطبيعية في مختلف مناطق المملكة.
إقرأ ايضاً:النصر يشن هجوماً صامتاً .. تفاصيل العرض الضخم الذي غير مسار الصفقةحتى هذا الموعد .. الدفاع المدني يحذر من أمطار رعدية تستمر على معظم المناطق
وتأتي هذه الجهود استجابة لما يشهده فصل الشتاء من نشاط واسع في الرحلات البرية، حيث يجد الأفراد والعائلات في الأجواء المعتدلة فرصة للاستمتاع بالطبيعة، ما يستدعي رفع مستوى الوعي بالمخاطر المحتملة وسبل الوقاية للحفاظ على سلامة الجميع.
وفي هذا الإطار أطلقت الوزارة حملتها التوعوية تحت شعار شتانا صح في نسختها الثانية، ضمن مسار مستمر يستهدف تعزيز السلوك البيئي المسؤول، وترسيخ ثقافة التخييم الآمن الذي يراعي الإنسان والمكان في آن واحد.
وتركز الحملة على أهمية اختيار مواقع التخييم بعناية، مع التشديد على ضرورة الابتعاد عن مجاري السيول والمناطق المنخفضة، خاصة في ظل التقلبات الجوية التي قد تشهدها بعض المناطق خلال موسم الأمطار.
وأكدت الوزارة أن التخييم في مناطق الخطر أو فوق الغطاء النباتي يعد سلوكًا سلبيًا يهدد سلامة الأفراد ويؤثر على التوازن البيئي، مشددة على أهمية احترام المواقع الحساسة بيئيًا وعدم الإضرار بمكوناتها الطبيعية.
كما شددت الحملة على ضرورة تجنب إشعال النار في غير الأماكن المخصصة لذلك، لما يمثله هذا السلوك من خطر مباشر على الأرواح والممتلكات، إضافة إلى ما يسببه من أضرار جسيمة للغابات والمتنزهات الوطنية.
ودعت الوزارة المخيمين إلى توفير أدوات الأمن والسلامة أثناء الرحلات البرية، والتأكد من جاهزية المعدات اللازمة للتعامل مع الحالات الطارئة، بما يسهم في تقليل المخاطر ورفع مستوى الأمان.
وأكدت أهمية المحافظة على نظافة مواقع التخييم، من خلال الالتزام برمي النفايات والمخلفات في الأماكن المخصصة لها، باعتبار النظافة عنصرًا أساسيًا في حماية البيئة والحفاظ على جمال المواقع الطبيعية.
وأوضحت أن تنظيم عملية التخييم يسهم في حماية الموارد الطبيعية، مشيرة إلى إتاحة التقدم للحصول على تصاريح التخييم عبر منصة نباتي، من خلال تعبئة البيانات المطلوبة وتسجيل معلومات الموقع والموافقة على التعهد.
وبيّنت الوزارة أن الحصول على التصريح يضمن تنظيم التخييم في المواقع المسموح بها، ويعزز من قدرة الجهات المختصة على متابعة الأنشطة البرية وضمان الالتزام بالضوابط البيئية المعتمدة.
وحذرت من أن التخييم في الغابات أو المنتزهات الوطنية دون ترخيص يعرض المخالف لغرامة مالية تصل إلى 3000 ريال، في إطار تطبيق الأنظمة الرادعة لحماية البيئة.
كما أوضحت أن إشعال النار في الأماكن غير المخصصة يترتب عليه غرامة قدرها ألف ريال في المرة الأولى، وتتضاعف العقوبة مع التكرار لتصل في المرة الثالثة إلى ثلاثة آلاف ريال.
وأضافت أن رمي النفايات في غير أماكنها المخصصة يعد مخالفة بيئية تستوجب غرامة تبدأ من 500 ريال في المرة الأولى، وترتفع تدريجيًا لتصل إلى 2000 ريال عند تكرار المخالفة.
وأكدت الوزارة أن هذه الغرامات تهدف إلى ردع السلوكيات الخاطئة، وحماية الغطاء النباتي من التعديات التي تؤثر سلبًا على استدامة المواقع البرية.
ودعت الجميع إلى التفاعل الإيجابي مع حملة شتانا صح، والمساهمة في نشر الوعي البيئي، من خلال الالتزام بالإرشادات والتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة.
وشددت على أن تبني السلوكيات المسؤولة يعكس وعي المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة، ويجسد مفهوم المسؤولية المشتركة في حماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
وأوضحت أن الحفاظ على المواقع البرية يسهم في استدامة تجربة التخييم، ويضمن بقاءها نشاطًا ترفيهيًا آمنًا ومتاحًا للجميع دون الإضرار بالبيئة.
واختتمت الوزارة بالتأكيد على أن هذه الجهود تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تولي حماية البيئة وتنمية الغطاء النباتي أولوية وطنية ضمن مسارات التنمية المستدامة.