شهدت الأسواق الغذائية في السعودية خلال نوفمبر تحركات سعرية لافتة تعكس توازن العرض والطلب، ويأتي ذلك في وقت يترقب فيه المستهلك أي تغير يخفف أعباء المعيشة، وقد أظهرت البيانات الرسمية صورة أكثر هدوءا مما كان متوقعا.
إقرأ ايضاً:سكن تحسم الجدل حول التنفيذ السريع .. سر الجدول الزمني الصارم! أمانة المدينة المنورة تطلق إعلاناً مهماً للحجاج والزائرين .. سر التسجيل الذي بدأ مبكراً
وبحسب نشرة متوسطات أسعار السلع والخدمات الصادرة عن هيئة الإحصاء، فإن غالبية أصناف اللحوم سجلت تراجعا شهريا، وهو ما يشير إلى تحسن نسبي في كفاءة سلاسل الإمداد وتوافر المنتجات في الأسواق المحلية.
ويرى مراقبون أن هذه التغيرات تنسجم مع توجهات ضبط الأسواق وتعزيز المنافسة، خصوصا مع توسع الاستيراد وتنويع مصادر الغذاء، بما يتماشى مع مستهدفات الأمن الغذائي ضمن رؤية السعودية عشرين ثلاثين.
وقد أظهرت الأرقام أن لحم الضأن الطازج واصل مساره النزولي، مسجلا انخفاضا محدودا مقارنة بالشهر السابق، وهو ما يمنح الأسر مساحة أوسع لإعادة ترتيب إنفاقها الغذائي.
وبالفعل امتد التراجع ليشمل لحم الضأن المبرد المستورد، حيث انخفض بشكل طفيف، ما يعكس استقرارا في تكاليف الاستيراد وسلاسة في إجراءات التوريد.
وفي السياق ذاته سجل لحم الجمل الطازج انخفاضا شهريا، وهو ما يعد مؤشرا على تحسن المعروض المحلي من هذا الصنف الذي يحظى بطلب خاص في بعض المناطق.
وعلى الجانب الآخر خالف لحم البقر الطازج الاتجاه العام، إذ سجل ارتفاعا طفيفا، الأمر الذي فتح باب التساؤلات حول أسباب هذا التحرك المحدود مقارنة ببقية اللحوم.
ويربط مختصون هذا الارتفاع بعوامل تتعلق بتكاليف الإنتاج والنقل، إضافة إلى اختلاف مصادر التوريد، ما يجعل هذا الصنف أكثر حساسية للتغيرات العالمية.
أما في سوق الدجاج فقد سجل الدجاج الطازج المحلي تراجعا شهريا، وهو ما اعتبره مستهلكون نتيجة مباشرة لزيادة الطاقة الإنتاجية للمشاريع الوطنية في هذا القطاع.
وبالفعل انخفض أيضا سعر الدجاج المجمد المستورد، في إشارة إلى استمرار المنافسة بين المنتج المحلي والمستورد بما يصب في مصلحة المستهلك النهائي.
ويرى متابعون أن تراجع أسعار أفخاذ الدجاج الطازج وفيلية الصدور يعكس استقرارا في الطلب، خصوصا مع تنوع البدائل وتغير أنماط الاستهلاك.
وفي المقابل سجل الدجاج المجمد المحلي ارتفاعا محدودا، وهو ما فسره البعض بزيادة تكاليف التخزين والتبريد خلال الفترة الماضية.
أما قطاع الأسماك فقد شهد تحركات أكثر وضوحا، حيث تراجعت أسعار بعض الأصناف الطازجة بشكل ملحوظ مقارنة بالشهر السابق.
وقد انخفض سعر سمك الكنعد الطازج، ما يعكس تحسنا في كميات الصيد وتوافر المعروض في الأسواق الساحلية والداخلية.
وبالفعل سجل سمك الهامور الطازج تراجعا هو الآخر، الأمر الذي عزز من إقبال المستهلكين على هذا الصنف خلال الفترة الأخيرة.
وفي مفاجأة لافتة تراجع أيضا سعر الروبيان الطازج المقشر، رغم كونه من السلع مرتفعة القيمة، ما يشير إلى وفرة في المعروض.
ويرى اقتصاديون أن هذه المؤشرات مجتمعة تعكس نجاح السياسات التنظيمية في ضبط الأسعار، وتعزيز الشفافية في الأسواق الغذائية.
وتبقى هذه التحركات موضع متابعة شهرية، في ظل تطلع المستهلك إلى مزيد من الاستقرار، واستمرار الجهود لتحقيق أمن غذائي مستدام يدعم جودة الحياة في السعودية.