تكشف الحملة الميدانية الأخيرة لأمانة محافظة جدة عن فصل جديد في معركة الرقابة على سلامة الغذاء داخل الأحياء السكنية، حيث جاءت التحركات ضمن نهج استباقي ينسجم مع مستهدفات رفع جودة الحياة وحماية الصحة العامة في المدينة.
إقرأ ايضاً:تحذير استشاري.. عادات الطعام الخاطئة قد تغيّر صحتك مستقبلاًالهلال الأحمر يرفع جاهزيته القصوى في مكة المكرمة استعدادا لموسم الأمطار
وقد جاءت هذه الجهود بعد رصد مؤشرات مقلقة لنشاطات غير نظامية تُدار بعيدًا عن أعين الرقابة، وهو ما دفع الفرق المختصة إلى التحرك جنوب شرق المحافظة ضمن تنسيق ميداني مشترك.
وبالفعل أسفرت الجولة عن ضبط مواقع مخالفة تُستخدم في تجهيز وتخزين المخبوزات بطرق عشوائية، ما يعكس حجم التحدي الذي تواجهه الجهات البلدية في تتبع هذا النوع من الأنشطة.
ويرى مختصون أن خطورة هذه القضايا لا تكمن فقط في المخالفة النظامية، بل في تأثيرها المباشر على صحة المستهلكين وثقتهم في ما يُعرض داخل الأسواق المحلية.
وقد كشفت المعاينة الميدانية عن مخبز مغلق بشكل دائم ظاهريًا، إلا أن ما خلف الأبواب كان نشاطًا مكتمل الأركان وجاهزًا للتوزيع داخل نطاق سكني مكتظ.
وباشرَت الفرق الموقع لتضبط كميات ضخمة من المخبوزات تُقدّر بنحو 10 أطنان، في مشهد يطرح تساؤلات حول مسار هذه المنتجات قبل وصولها إلى المستهلك.
وأشار القائمون على الحملة إلى تدنٍ ملحوظ في مستوى النظافة داخل الموقع، مع انتشار الحشرات وسوء التخزين، وهي عوامل تُعد من أخطر مسببات التلوث الغذائي.
وقد زادت خطورة المخالفات مع رصد دفاتر غير نظامية لتسجيل الحسابات، ما يشير إلى نشاط تجاري خفي يعمل خارج الأطر النظامية المعتمدة.
وبالفعل لم تتوقف المخالفات عند حدود المخبز، إذ تبين امتداد النشاط إلى منزل مجاور مكوّن من دورين استُخدم في التحضير والتخزين بطرق عشوائية.
ويرى مراقبون أن استغلال المساكن لمثل هذه الأنشطة يعكس تحايلاً واضحًا على الأنظمة، ويضاعف من المخاطر الصحية داخل الأحياء.
وقد ضم الدور الأرضي للمنزل تسع غرف مخصصة للعجن والخلط والتخزين وأخرى للنوم، في صورة تجمع بين السكن والإنتاج الغذائي دون أي اشتراطات.
وبالفعل رُصدت مخالفات جسيمة للصحة العامة شملت انتشار الحشرات وانبعاث روائح كريهة، إلى جانب استخدام أدوات بالية عليها علامات التلف والصدأ.
ويؤكد مختصون أن هذه الممارسات تمثل تهديدًا مباشرًا للسلامة الغذائية، وتتعارض مع الجهود الوطنية لتعزيز الوقاية وتقليل المخاطر الصحية.
وقد جاءت الحملة ضمن تنسيق مع بلدية أم السلم الفرعية، في إطار رصد مواقع يُدار بعضها بشكل غير نظامي داخل نطاقات سكنية متفرقة.
وباشرت الفرق الرقابية اتخاذ الإجراءات النظامية كافة، في رسالة واضحة بأن التساهل مع هذه الأنشطة لم يعد خيارًا مقبولًا.
وبالفعل تولّت البلدية إتلاف جميع الكميات المضبوطة داخل المخبز والمنزل المجاور، إضافة إلى إغلاق المواقع المخالفة بشكل كامل.
ويرى متابعون أن هذه الإجراءات تعكس تشددًا متصاعدًا يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 في تعزيز سلامة الغذاء والرقابة على الأنشطة التجارية.
وشددت أمانة جدة في ختام الحملة على استمرار الجولات الاستباقية، داعية المواطنين والمقيمين إلى الإبلاغ عن أي مخالفات دعمًا للسلامة الغذائية المجتمعية.