استهل استشاري التغذية السريرية الدكتور عبدالعزيز العثمان حديثه بالتأكيد على خطورة السلوكيات الشائعة المرتبطة بمواعيد تناول الطعام، موضحًا أن كثيرًا من الناس يتعاملون مع وجباتهم اليومية بعشوائية رغم أن الجسم يعمل وفق ساعة بيولوجية دقيقة تضبط عمليات الحرق والهضم والإفراز الهرموني على مدار اليوم، وقال إن تجاهل هذه المنظومة الطبيعية ينعكس مباشرة على الوزن والصحة العامة ويقود إلى اضطرابات قد لا يلاحظها الفرد إلا بعد تفاقمها، كما شدد على أن الالتزام بمواعيد ثابتة للوجبات يمثل محورًا أساسيًا للحفاظ على توازن الجسم.
إقرأ ايضاً:الدعيع يطلق مفاجأة مدوية عقب خسارة الأردن .. هذا ما أغضب الجماهير حقًاابتكار طيبة يتقدم بخطوة على التقنيات الحالية في التشخيص
العلاقة بين الساعة البيولوجية والوجبات كشف الدكتور العثمان أن الجسم يعتمد على ساعة بيولوجية داخلية تنظم احتياجاته في كل دقيقة، وقال إن هذه الساعة تحدد توقيت إفراز الهرمونات المسؤولة عن الطاقة والشهية وتنظيم الحرق، وأكد أن وجبة الإفطار تعد ركيزة أساسية في هذا النظام لأنها توقظ آليات الحرق منذ الصباح وتمنح الجسم القدرة على أداء مهامه الحيوية بكفاءة، وأضاف أن تجاهل الإفطار أو تأخيره يؤثر سلبًا على الاستجابة الهرمونية ويجعل الجسم يعمل في وضع غير متزن.
الفترة الذهبية لحرق السعرات الحرارية أوضح العثمان أن الجسم يبدأ الحرق بفعالية عالية خلال الساعات الصباحية ويمتد هذا النشاط حتى الثانية ظهرًا تقريبًا، وقال إن هذه الفترة تُعد الأكثر قدرة على تحويل الطعام إلى طاقة بدلاً من تخزينه، وأضاف أن الاستفادة من هذا الإيقاع الطبيعي تعزز الصحة وتقلل فرص تراكم الدهون خصوصًا لمن يعانون من بطء الحرق أو زيادة الوزن، وأشار إلى أن تناول وجبات دسمة في الصباح أفضل بكثير من تناولها في المساء حيث ينخفض الحرق تدريجيًا.
خطر تناول العشاء المتأخر لفت الاستشاري الانتباه إلى أن تباطؤ عملية الحرق في المساء يجعل تناول العشاء في وقت متأخر أحد أبرز مسببات السمنة، وقال إن الجسم عندما يتلقى الطعام في الليل لا يملك القدرة الكافية على التعامل معه بسرعة فيلجأ إلى تخزينه مباشرة، وأكد أن تغيير موعد العشاء إلى ساعات مبكرة يسهم في تحسين جودة النوم ويخفف الضغط على الجهاز الهضمي ويقلل فرص زيادة الوزن.
نصائح توقيت الوجبات وتحسين نمط الحياة اختتم العثمان حديثه بالتشديد على ضرورة الالتزام بمواعيد منظمة للوجبات والاستفادة من إيقاع الساعة البيولوجية، ولفت إلى أن الوعي بآلية الحرق يساعد الأفراد على اتخاذ قرارات صحية يومية، كما دعا إلى تناول الإفطار مبكرًا والغداء في منتصف اليوم والعشاء قبل المساء بوقت كافٍ، وقال إن هذه الخطوات البسيطة تسهم في تعزيز اللياقة وتحسين الطاقة وتجنب السمنة، مؤكدًا أن تغيير العادات الخاطئة يبدأ من الانتباه لتوقيت الطعام وليس نوعه فقط.