في إنجاز علمي يعكس التحول المتسارع في مسار البحث التطبيقي داخل المملكة سجلت جامعة طيبة في المدينة المنورة نموذجًا صناعيًا محميًا لدى الهيئة السعودية للملكية الفكرية ضمن مخرجاتها البحثية التي تستهدف دعم القطاع الصحي وتعزيز قدرته على التشخيص المبكر للأمراض وذلك من خلال تطوير تقنيات قادرة على عزل الخلايا المصابة بدقة عالية بما يخدم الجهود الوطنية في مواجهة الأمراض المعدية ورفع كفاءة أدوات الفحص الطبي المتقدم.
إقرأ ايضاً:"الاتحاد الألباني" يكرم لاعب الاتحاد "ماريو ميتاي" بجائزة القلب الأحمر والأسود.. جائزة استثنائية لم يحصل عليها نجوم كبارالدعيع يطلق مفاجأة مدوية عقب خسارة الأردن .. هذا ما أغضب الجماهير حقًا
آلية عمل مبتكرة تعتمد على الموائع الدقيقة شرعت الجامعة في توضيح الأسس التقنية التي بُني عليها النموذج حيث يعتمد ابتكارها على دمج تقنيات الموائع الدقيقة مع التحفيز الكهربائي النانوي بهدف تحليل استجابة الخلايا عند تعرضها لنبضات كهربائية عالية الجهد وتكشف هذه التقنية عن اختلافات دقيقة في الخصائص الكهربائية بين الخلايا السليمة والمصابة الأمر الذي يسمح بفصلها وعزلها بدقة متقدمة تعزز من موثوقية النتائج وتمنح المختبرات الطبية قدرة أكبر على التعرف المبكر على الحالات المرضية.
تصميم دقيق يستند إلى شريحة زجاجية متطورة أوضحت الجامعة أن النموذج الصناعي يقوم على شريحة موائع دقيقة مصنوعة من الزجاج تحتوي على قنوات مجهرية تتصل بركائز من الذهب الخالص إضافة إلى مداخل مخصصة للأقطاب الكهربائية التي تتولى توليد النبضات النانوية ويسهم هذا التكوين الهندسي المتقن في خلق بيئة تسمح برصد الاستجابات الكهربائية للخلايا المصابة بدقة متناهية إذ تعمل الفروقات الكهربائية على تحديد الخلايا المستهدفة وفصلها عن الأخرى السليمة ما يجعل النموذج أداة تشخيصية متقدمة قابلة للتطوير والاستخدام في تطبيقات متعددة داخل القطاع الطبي.
دور مبتكر في تحسين التشخيص الطبي ومكافحة العدوى أكدت جامعة طيبة أن أهمية هذا النموذج تتجاوز مجرد ابتكار بحثي بل تمتد إلى كونه نقلة عملية في منظومة الكشف عن الأمراض والفيروسات لأنه يقدم وسيلة أكثر حساسية لتحديد الخلايا المصابة وبالتالي يساهم في الحد من انتشار الأمراض المعدية ويعزز من قدرة المختبرات على تقديم تشخيص أكثر دقة في وقت أقل ويعطي هذا الابتكار دفعة قوية لبرامج تطوير الحلول التشخيصية الوطنية التي تستهدف تحسين جودة الرعاية الصحية ورفع كفاءة الفحوص المخبرية.
ابتكار يواكب رؤية المملكة في دعم الابتكار جاء هذا الإنجاز في إطار حرص جامعة طيبة على تحويل المعرفة العلمية إلى أدوات عملية تدعم القطاعات الحيوية وعلى رأسها القطاع الصحي وتسعى الجامعة من خلال هذا النموذج إلى توسيع مساهمتها في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 عبر تعزيز الابتكار وتشجيع الأبحاث التطبيقية التي تستجيب للاحتياجات الوطنية وتسهم في بناء منظومة بحثية متقدمة قادرة على إنتاج حلول مستقبلية تضيف قيمة حقيقية للمجتمع وتدعم ازدهار قطاع الصحة في المملكة.