أدرج الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا عددًا لافتًا من الأندية السعودية ضمن قائمته المحدثة للأندية الممنوعة من قيد اللاعبين وهو تطور أعاد تسليط الضوء على ملف الالتزامات المالية والانضباط التعاقدي في كرة القدم المحلية.
إقرأ ايضاً:مفاجأة مبكرة لـ"جماهير الهلال".. فيفا يعلن موعد انضمام ثنائي الهلال لكأس أمم أفريقياتوقعات نارية ونجاحات قادمة .. مالك نابولي يحسم الجدل بشأن مدرب إيطالي في الدوري السعودي
وقد ضمت القائمة الأخيرة خمسة عشر ناديًا سعوديًا تنشط في درجات مختلفة من المنافسات المحلية من بينها أندية معروفة في دوري روشن ما يعكس اتساع نطاق القضايا المرفوعة أمام الجهات الدولية.
ويرى متابعون أن صدور هذه القائمة في هذا التوقيت يحمل دلالات مهمة تتعلق بضرورة تعزيز الحوكمة المالية خصوصًا في ظل الطفرة الاستثمارية التي تشهدها الرياضة السعودية ضمن مستهدفات رؤية 2030.
ويقوم فيفا بتحديث قائمة الإيقاف عن القيد بشكل دوري بناءً على القرارات النهائية في القضايا المرتبطة بالمستحقات المالية أو النزاعات التعاقدية بين الأندية واللاعبين أو الأجهزة الفنية.
وبالفعل شملت النسخة الأحدث من القائمة أندية ضمك والشباب والرياض إلى جانب أندية أخرى من درجات أدنى ما يعكس أن التحديات لا تقتصر على مستوى تنافسي واحد.
وجاء نادي ضمك في صدارة القرارات الجديدة بعدما صدر بحقه إيقاف عن القيد لمدة ثلاث فترات تسجيل متتالية وهو ما يفرض عليه واقعًا إداريًا وفنيًا معقدًا خلال المرحلة المقبلة.
وقد تم تحديد بدء سريان قرار ضمك اعتبارًا من السادس عشر من الشهر الجاري على خلفية مستحقات مالية متأخرة لم يتم تسويتها مع لاعب أو مدرب سابق.
ويرى مختصون أن استمرار مثل هذه القضايا قد يؤثر على استقرار الفرق فنيًا خاصة في ظل المنافسة الشديدة التي يشهدها دوري روشن خلال المواسم الأخيرة.
كما أصدر فيفا قرارين منفصلين بحق نادي الشباب يقضيان بإيقاف القيد لثلاث فترات في كل قرار وهو ما يضاعف من حجم التحدي أمام الإدارة.
وقد صدر القرار الأول بحق الشباب في الرابع من نوفمبر الماضي قبل أن يتبعه قرار آخر بعد أيام قليلة ما يشير إلى تعدد الملفات العالقة لدى النادي.
ويتصدر نادي أحد قائمة الأندية السعودية الأكثر تعرضًا للعقوبات بواقع خمسة عشر قرارًا وهو رقم يفتح باب التساؤلات حول تراكم الأزمات الإدارية عبر السنوات.
ويليه كل من أندية الجندل والوحدة والعين بأربعة قرارات لكل نادٍ وهو ما يعكس تشابه التحديات التي تواجه هذه الأندية في إدارة التزاماتها التعاقدية.
كما تعرض ناديا نجران والصفا لقرارين بالإيقاف عن القيد بينما صدرت قرارات فردية بحق أندية المحمل والرياض والباطن والوطن والسد.
ويرى مراقبون أن اتساع هذه القائمة يفرض على الأندية مراجعة سياساتها التعاقدية وتفعيل الرقابة الداخلية لتجنب النزاعات التي تكلفها الكثير.
وقد أصبحت النزاعات المالية أحد أبرز التحديات التي تواجه كرة القدم في المنطقة في ظل ارتفاع قيمة العقود وتزايد الاعتماد على اللاعبين الأجانب.
وبالفعل تسعى الجهات الرياضية في السعودية خلال الفترة الأخيرة إلى تعزيز الامتثال المالي وتطوير أنظمة الحوكمة بما يضمن الاستدامة والتنافس العادل.
ويرتبط هذا التوجه بالأهداف الأوسع لرؤية 2030 التي تركز على بناء قطاع رياضي احترافي وجاذب للاستثمار وقادر على المنافسة العالمية.
وتبقى قدرة الأندية على معالجة هذه الملفات سريعًا عاملًا حاسمًا في الحفاظ على استقرارها الفني والإداري خلال المواسم المقبلة.
