شهدت منطقة تبوك حدثًا لافتًا بعد أن دشنت الهيئة العامة للنقل محطة جديدة لخدمات نقل الركاب بالحافلات بين المدن، وجاء التدشين تتويجًا لأعمال تطوير شاملة استهدفت الارتقاء بمستوى البنية التحتية وتوفير بيئة سفر مريحة وآمنة للمسافرين.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟
وقد حضر التدشين وكيل النقل البري في الهيئة العامة للنقل المهندس عبدالمجيد الطاسان، الذي قام بجولة ميدانية داخل أروقة المحطة، حيث اطلع عن قرب على التجهيزات الجديدة وما تضمه من مرافق خدمية متطورة تعكس توجه الدولة نحو تعزيز النقل البري الجماعي.
واستمع الحضور إلى عرض متكامل عن أبرز أعمال التطوير التي تمت بالمحطة، وشمل العرض شرحًا للخطط التشغيلية وأهداف المشروع، إضافة إلى استعراض أحدث التقنيات المستخدمة في إدارة الحافلات وتنظيم الرحلات بما يضمن تحسين تجربة الركاب.
وتبرز أهمية المحطة كونها إحدى النقاط الرئيسة لشبكة النقل البري شمال المملكة، إذ تعد تبوك بوابة استراتيجية تربط بين عدد من المدن الرئيسة والوجهات الحيوية، وهو ما يعزز من مكانة المشروع على مستوى المنطقة.
ويرى مراقبون أن تدشين هذه المحطة يأتي ضمن الجهود المتواصلة للهيئة العامة للنقل في دعم البنية التحتية للمواصلات، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تطوير قطاع النقل ليصبح أكثر كفاءة واعتمادًا على الحلول المستدامة.
وبالفعل فإن خدمات المحطة الجديدة لا تقتصر على توفير الحافلات فقط، بل تمتد إلى تقديم مرافق متكاملة مثل صالات انتظار مريحة ومكاتب للخدمات اللوجستية ونقاط للشراء والتذاكر الإلكترونية، الأمر الذي يسهل على المسافرين إجراءاتهم ويوفر وقتهم.
كما سلط العرض الضوء على عدد المستفيدين من المحطة، حيث تبين أنها تخدم شريحة واسعة من سكان المنطقة وزوارها، مع توقعات بزيادة الإقبال عليها بعد تطويرها لتواكب حجم الحركة بين المدن.
وأشار مسؤولو الهيئة إلى أن العمل على تحديث المحطة لم يكن مجرد تحسين شكلي، بل كان مشروعًا متكاملًا استهدف رفع الطاقة الاستيعابية وتزويد المرافق بأحدث المعايير العالمية في السلامة والجودة.
وقد أبدى الحضور إعجابهم بما شاهدوه خلال الجولة الميدانية، خصوصًا فيما يتعلق بالتصميم العصري للمحطة والاعتماد على أنظمة تشغيل ذكية تساهم في تقليل الازدحام وتنظيم حركة الحافلات بشكل أكثر فاعلية.
وتعد هذه الخطوة امتدادًا لمشروعات النقل التي شهدتها عدة مدن سعودية خلال الأعوام الأخيرة، حيث تتسابق الجهات المعنية لتوفير خيارات تنقل متنوعة تقلل الاعتماد على المركبات الخاصة وتزيد من استخدام المواصلات العامة.
ويرى خبراء أن افتتاح هذه المحطة في تبوك سيشكل نقطة تحول مهمة على صعيد النقل البري، خصوصًا أن المنطقة تستقطب العديد من الزوار لاعتبارها منطقة سياحية وتنموية تشهد مشاريع كبرى.
وفي هذا السياق فإن ربط المحطة بمسارات استراتيجية يساهم في دعم النشاط التجاري والسياحي، كما يسهل حركة التنقل للطلاب والموظفين الذين يعتمدون على السفر بين المدن بشكل دوري.
وأكدت الهيئة أن تطوير المحطة جاء بعد دراسات دقيقة لاحتياجات الركاب ومتطلبات النمو السكاني في المنطقة، وقد روعي في التصميم توفير مساحات واسعة تتيح استقبال أعداد أكبر من الحافلات والركاب يوميًا.
ومن المتوقع أن يرفع المشروع من كفاءة النقل العام ويزيد من مستوى الرضا لدى المستفيدين، خصوصًا أن المحطة تقدم نموذجًا عصريًا يتماشى مع تطلعات المملكة في بناء مدن أكثر حيوية واستدامة.
ويشير متخصصون في النقل إلى أن هذه المشاريع تشكل استثمارًا طويل المدى ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي، إذ تتيح فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، كما تدعم حركة التجارة البينية وتزيد من انسيابية التنقل.
وبالفعل فإن ما يميز هذا المشروع هو أنه يفتح المجال أمام دمج التقنيات الحديثة مثل أنظمة الحجز المسبق عبر التطبيقات الذكية، إضافة إلى تطوير منصات معلوماتية توفر للمسافرين بيانات فورية عن الرحلات.
كما أن هذا النوع من المشاريع يعزز من توجه المملكة نحو استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة، من خلال التمهيد لإدخال حافلات أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة وانبعاثات أقل، وهو ما يشكل إضافة مهمة في مسار التحول الأخضر.
واعتبر متابعون أن تدشين محطة تبوك يعكس رؤية بعيدة المدى للهيئة العامة للنقل، التي تعمل على ترسيخ ثقافة الاعتماد على النقل الجماعي كخيار أول للمواطنين والمقيمين، بما يخفف الضغط على الطرق ويقلل من معدلات الحوادث.