أدوية
دراسة جديدة تفجر مفاجأة مدوية.. دواء يستخدمه الملايين قد يقودك إلى أخطر اضطراب نفسي!
كتب بواسطة: احمد باشا |

كشفت دراسة حديثة عن مخاطر نفسية جسيمة مرتبطة باستخدام دواء فيناسترايد الشهير، وهو الدواء المستخدم لعلاج تساقط الشعر منذ عقود، حيث أظهرت أن تأثيراته تتجاوز الجانب التجميلي لتصل إلى اضطرابات مزاجية خطيرة لدى المستخدمين.
إقرأ ايضاً:نصائح علمية تحمي حياتك.. ماذا تكشف التحاليل الأساسية بعد الأربعين؟انتفاضه تاريخية للنصر تحت قيادة جيسوس.. فهل تستمر هيمنة النصر محليًا وقاريًا؟

ويُستخدم فيناسترايد على نطاق واسع عالميًا بوصفه علاجًا لتساقط الشعر الذكوري، إلا أن التحذيرات من مخاطره النفسية لم تلق الاهتمام الكافي من المجتمع الطبي أو الهيئات التنظيمية على مدار أكثر من عشرين عامًا.

البروفيسور ماير بريزيس، أستاذ الطب والصحة العامة المتقاعد في الجامعة العبرية بالقدس، أكد أن هناك فشلًا منهجيًا في مراقبة سلامة الدواء، مشيرًا إلى أن بيانات واضحة ومؤثرة تم تجاهلها لفترات طويلة رغم تكرارها في الدراسات.

حللت الدراسة بيانات ثماني دراسات علمية أُجريت بين عامي 2017 و2023، بما في ذلك تقارير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وسجلات صحية وطنية في السويد وكندا وإسرائيل، لتخلص إلى نتائج مقلقة بشأن هذا العقار.

وأظهرت النتائج وجود نمط ثابت يفيد بأن مستخدمي فيناسترايد أكثر عرضة للإصابة باضطرابات مزاجية وأفكار انتحارية مقارنة بالأشخاص الذين لم يتناولوه، وهو ما اعتبره الباحثون دليلًا قويًا على علاقة سببية محتملة.

تشير تقديرات الدراسة إلى أن مئات الآلاف من الأشخاص ربما عانوا من أعراض اكتئاب حادة بسبب هذا الدواء، وأن المئات وربما الآلاف قد فقدوا حياتهم بالفعل نتيجة الانتحار المرتبط باستخدامه.

وفي عام 2011 وحده، سجلت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية 18 حالة انتحار مرتبطة بفيناسترايد، لكن الباحثين يؤكدون أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بكثير ليصل إلى آلاف الحالات حول العالم.

ويعمل فيناسترايد على منع تحويل هرمون التستوستيرون إلى ثنائي هيدروتستوستيرون المعروف اختصارًا بـ DHT، وهو الهرمون المسؤول عن تساقط الشعر لدى الرجال، لكنه يؤثر أيضًا في مسارات هرمونية عصبية بالغة الحساسية.

أحد هذه الهرمونات العصبية هو ألوبريجنانولون، المرتبط بتنظيم الحالة المزاجية في الدماغ، ما يجعل أي اضطراب فيه مدخلًا لأمراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم.

كما أظهرت الدراسات على الحيوانات أن فيناسترايد يسبب تأثيرات طويلة المدى على الالتهابات العصبية وتغيرات في بنية منطقة الحصين في الدماغ، وهي منطقة ترتبط بالذاكرة وتنظيم المشاعر.

ويشير الخبراء إلى أن هذه التأثيرات قد تفسر لماذا يعاني بعض المرضى من أعراض نفسية وجسدية مستمرة حتى بعد التوقف عن العلاج، وهو ما يُعرف بمتلازمة ما بعد فيناسترايد.

تتضمن هذه المتلازمة أعراضًا حادة مثل الأرق ونوبات الهلع وضعف الإدراك وأفكار انتحارية قد تستمر لشهور أو سنوات، ما يزيد من تعقيد التعامل مع هذه الحالات طبيًا ونفسيًا.

وتهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على قصص مأساوية عاشها مستخدمو الدواء، منها قصة رجل كان يتمتع بصحة جيدة قبل البدء باستخدام فيناسترايد لتحسين مظهر شعره، لكنه أصيب باضطرابات نفسية حادة بعد أيام قليلة فقط.

وبحسب الدراسة، لم يتعاف هذا الرجل رغم توقفه عن العلاج، وانتهت قصته المأساوية بالانتحار بعد أشهر قليلة من ظهور الأعراض، وهو مثال على الخطر الكامن وراء هذا الدواء.

تثير هذه النتائج أسئلة كبيرة حول مسؤولية الجهات التنظيمية والطبية في متابعة سلامة الأدوية بعد طرحها في الأسواق، خصوصًا الأدوية التي تستهدف مشاكل غير مهددة للحياة مثل تساقط الشعر.

ويرى خبراء الصحة العامة أن المخاطر المحتملة يجب أن توزن بعناية أمام الفوائد الجمالية المحدودة للدواء، داعين إلى زيادة التوعية لدى المرضى والأطباء على حد سواء.

كما تدعو الدراسة إلى تعزيز أنظمة المراقبة الدوائية حول العالم، بحيث يتم جمع وتحليل بيانات شاملة عن الآثار الجانبية للأدوية على المدى الطويل، خاصة تلك التي تؤثر في الصحة النفسية.

ويطالب الباحثون بإجراء دراسات إضافية واسعة النطاق لتقييم العلاقة بين فيناسترايد والاضطرابات النفسية بدقة أكبر، وإعادة النظر في تعليمات صرفه والتحذيرات الملحقة به.

وتأتي هذه النتائج في وقت يتزايد فيه الإقبال على علاجات تساقط الشعر في المجتمعات الحديثة، ما يجعل هذه القضية ذات أبعاد صحية عامة وليست مجرد شأن فردي يتعلق بالمظهر.

هذه الدراسة قد تمثل نقطة تحول في التعامل مع فيناسترايد، حيث تضغط باتجاه مراجعة سياسات الدواء وتوعية الجمهور بمخاطره النفسية، حتى لا تتحول رحلة البحث عن مظهر أفضل إلى مأساة صحية غير متوقعة.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار