في استجابة واضحة للضغوط الاجتماعية والدعوات المتزايدة لحماية الصحة النفسية، أعلنت منصة يوتيوب عن إطلاق ميزة جديدة تتيح للمستخدمين تحديد مدة زمنية لمشاهدة الفيديوهات القصيرة "شورتس" يوميًا، ليصل المستخدم إلى إشعار تنبيهي عند بلوغ الحد اليومي المحدد، ما يمنحه فرصة التوقف واستعادة السيطرة على وقته الرقمي. وبذلك تهدف المنصة لإنهاء ظاهرة التصفح اللانهائي التي أصبحت مصدر قلق صحي خاصة للأطفال والمراهقين.
إقرأ ايضاً:نصائح علمية تحمي حياتك.. ماذا تكشف التحاليل الأساسية بعد الأربعين؟انتفاضه تاريخية للنصر تحت قيادة جيسوس.. فهل تستمر هيمنة النصر محليًا وقاريًا؟
كيف يعمل المؤقت الجديد وما هي مزاياه؟
يمكن تفعيل المؤقت من خلال إعدادات تطبيق يوتيوب بسهولة، حيث يُظهر تنبيهًا واضحًا عند انتهاء مدة المشاهدة المحددة، ومع ذلك، يمنح المستخدم خيار الاستمرار أو التوقف بناءً على رغبته. تبرز ميزة المؤقت وسط أدوات الصحة الرقمية الأخرى مثل "خذ استراحة" و"تذكير وقت النوم"، والتي تقدمها المنصة في إطار تعزيز الرفاهية الرقمية وتقليل ساعات الإدمان أمام الشاشة.
لا رقابة أبوية حالياً… ولكن قريباً
أوضحت يوتيوب في بيانها الصحفي أن المؤقت الجديد لا يزال منفصلًا عن أدوات الرقابة الأبوية حاليًا، ما يعني أن الآباء لا يمكنهم بعد حجب خاصية تجاوز التنبيه عن أطفالهم، إلا أن المنصة تعهدت بتطوير ميزة الرقابة الموجهة بحلول العام القادم، بحيث لا يكون بمقدور الأطفال الاستمرار في مشاهدة الفيديوهات بعد بلوغ الحد الزمني.
رد فعل المنصات على التحديات القانونية والاجتماعية
تأتي هذه الخطوة في ظل وجود أكثر من ألفي دعوى قضائية في الولايات المتحدة تتهم شبكات التواصل الاجتماعي وتصميمها لإدمان الأطفال والشباب، حيث يشير الخبراء إلى أن الإجراءات الحالية رغم أهميتها إلا أن تنفيذها بشكل اختياري قد يكون تأثيره محدودًا مقارنة بتضرر الصحة النفسية، مما يدعو لمزيد من التعاون بين شركات التقنية والمشرعين لتطوير حلول فعّالة.
مسؤولية اجتماعية ومنافسة على تطوير أدوات الصحة الرقمية
مع أجواء التوتر حول تأثير الشبكات الاجتماعية على الصحة والسلوك، تبعث يوتيوب برسالة واضحة حول التزامها بالمسؤولية الاجتماعية وسباقها لتقديم حلول توازن بين الترفيه والحماية، بينما يبقى تفعيل أدوات الرقابة الفعليّة على الأطفال محط انتظار الجهات التشريعية، والجمهور يترقب تحسينات أكثر لضبط وقت الشاشة وتعزيز النشاط الواقعي في حياة الأجيال الصاعدة.