يُعَدّ سرطان الدماغ عند الأطفال من أخطر الأمراض التي تستدعي اهتمامًا طبيًا خاصًا، إذ ينشأ نتيجة نمو خلايا غير طبيعية في أنسجة الدماغ أو المناطق المحيطة به، ويُصنَّف ضمن أكثر أنواع السرطانات شيوعًا لدى الفئة العمرية الصغيرة، ما يجعله محل قلق دائم للأسر والأطباء على حد سواء.
إقرأ ايضاً:نصائح علمية تحمي حياتك.. ماذا تكشف التحاليل الأساسية بعد الأربعين؟انتفاضه تاريخية للنصر تحت قيادة جيسوس.. فهل تستمر هيمنة النصر محليًا وقاريًا؟
وأوضحت مدينة الملك فهد الطبية في الرياض، من خلال إنفوجراف نشرته عبر حسابها الرسمي على منصة «إكس»، أن اكتشاف المرض مبكرًا قد يسهم في تحسين فرص العلاج والحد من المضاعفات الخطيرة التي قد تؤثر في حياة الطفل اليومية.
وبيّنت أن الأعراض الرئيسية لسرطان الدماغ لدى الأطفال قد تبدأ في صورة صداع متكرر يظهر على فترات قصيرة، وغالبًا ما يكون أكثر حدة في ساعات الصباح أو عند الاستيقاظ من النوم، وهو مؤشر لا يجب تجاهله.
كما أشارت إلى أن زيادة الضغط داخل الجمجمة تُعَد من العلامات المهمة، حيث يشعر الطفل بآلام متواصلة أو انزعاج دائم في الرأس، وهو ما يستدعي استشارة الطبيب في أقرب وقت.
إلى جانب ذلك، يُعاني بعض الأطفال المصابين من حالات غثيان متكررة أو قيء غير مبرر، حتى في غياب اضطرابات هضمية واضحة، ما يزيد من احتمالية ارتباط الأعراض بمشكلة دماغية.
ولفتت المدينة الطبية إلى أن مشكلات الرؤية مثل التشوش أو ضعف النظر المفاجئ قد تكون أيضًا من الإشارات المنذرة، إذ ترتبط بضغط الورم على مراكز الإبصار داخل الدماغ.
وفيما يخص الوقاية، شددت فهد الطبية على أن تعزيز مناعة الطفل عبر اتباع نظام غذائي صحي متوازن يُعد خطوة أساسية لحمايته من الأمراض الخطيرة بما في ذلك الأورام.
كما نصحت بتجنب تعريض الأطفال للأشعة بشكل مفرط، إذ إن الإفراط في استخدام الأشعة السينية أو الفحوصات غير الضرورية قد يشكل عامل خطر على المدى الطويل.
وأكدت كذلك أهمية المتابعة الطبية المستمرة للأطفال الذين يعانون من متلازمات وراثية أو خلل جيني معروف، حيث تُعتبر هذه الفئات أكثر عرضة للإصابة بسرطانات الدماغ مقارنة بغيرهم.
أما عن العلاج، فقد أوضحت المدينة أن تحديد الخطة العلاجية يعتمد على عوامل متعددة أبرزها نوع الورم وحجمه ومكانه، إضافة إلى عمر الطفل وحالته الصحية العامة، وهو ما يتطلب تقييمًا دقيقًا من قبل فريق طبي متكامل.
وأشارت إلى أن العلاج الدوائي الموجه أصبح من الخيارات الحديثة، حيث يستهدف الخلايا السرطانية بدقة، ما يساهم في تقليل الآثار الجانبية التي تصيب أنسجة الدماغ السليمة.
وبالإضافة إلى ذلك، يبقى العلاج الكيميائي من الوسائل الفعالة في الحد من نمو الورم، خاصة في الحالات التي يصعب فيها التدخل الجراحي المباشر.
كما يدخل العلاج الإشعاعي ضمن الأساليب المتبعة، إذ يستخدم الأشعة عالية الطاقة لتدمير الخلايا غير الطبيعية، مع مراعاة تقليل التأثيرات على الخلايا السليمة.
وتبقى الجراحة خيارًا مطروحًا في حال كان الورم في موقع يمكن الوصول إليه، حيث يسعى الأطباء إلى استئصاله أو تقليل حجمه بما يحسن من فرص الشفاء ويخفف الأعراض.
إلى جانب ذلك، يلعب برنامج إعادة التأهيل دورًا محوريًا في استعادة الطفل قدراته البدنية والذهنية بعد العلاج، بما يساعده على العودة إلى حياته الطبيعية تدريجيًا.
وترى فهد الطبية أن الجمع بين أكثر من طريقة علاجية غالبًا ما يحقق نتائج أفضل، حيث يعمل الفريق الطبي على تصميم خطة متكاملة تناسب حالة كل طفل بشكل فردي.
وشددت المدينة على أن الدعم النفسي للأسرة والطفل لا يقل أهمية عن العلاج الطبي، إذ يُعزّز من استجابة الطفل للعلاج ويمنحه دافعًا لمواجهة المرض بصلابة.
واختتمت بالتأكيد على أن الوعي المجتمعي يمثل خط الدفاع الأول ضد هذا المرض، مشيرة إلى أن الكشف المبكر والتغذية السليمة والالتزام بالإرشادات الطبية عوامل رئيسية تقلل من المخاطر وتحافظ على صحة الأطفال.