سجلت مكة المكرمة اليوم أعلى درجة حرارة في المملكة عند 43 مئوية، وفق ما أعلنه المركز الوطني للأرصاد، بينما جاءت السودة في قمة عسير الأدنى حرارة بـ12 مئوية، ما يعكس التباين المناخي الحاد بين مختلف المناطق.
إقرأ ايضاً:إنزاجي يكشف سر تشكيلته المفاجئة أمام الاتحاد .. هذا اللاعب بديلاً لسالم الدوسري!الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتها
وأشار المركز إلى أن المدينة المنورة والأحساء اقتربتا من المعدل الأعلى بتسجيل 39 درجة مئوية، فيما بلغت الحرارة في وادي الدواسر وشرورة 38 مئوية، وهو ما يؤكد استمرار الأجواء الحارة في مناطق واسعة من المملكة.
وفي المدن الساحلية مثل جدة والدمام والخرج، سجلت الحرارة 37 مئوية، بينما استقرت عند 36 في كل من الرياض وجازان وبريدة والقنفذة، وهو ما يعكس اعتدالًا نسبيًا مقارنة بالمناطق الداخلية.
أما المرتفعات الجنوبية، فقد أظهرت تراجعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، حيث سجلت أبها 29 مئوية، والباحة 28، بينما لم تتجاوز الحرارة في السودة 22 مئوية خلال ساعات النهار.
وعن درجات الحرارة الصغرى، كشف التقرير أن السودة جاءت الأدنى على الإطلاق بـ12 درجة مئوية، في حين سجلت أبها والقريات 16 مئوية، والباحة 18، ما يشير إلى أجواء باردة نسبيًا في ساعات الليل.
وفي الطائف، بلغ المعدل الصغرى 22 مئوية، بينما تراوحت في المدن الكبرى مثل الرياض عند 23، والدمام 25، والعلا والأحساء 26، ما يؤكد بقاء الطقس معتدلًا إلى دافئ خلال الليل.
كما سجلت جدة والمدينة المنورة 27 مئوية للصغرى، فيما جاءت جازان الأعلى حرارة ليلًا عند 30 مئوية، وهو ما يتماشى مع طبيعة مناخها الساحلي الرطب.
تباين الأجواء بين الشمال والجنوب والوسط يوضح مدى تنوع المناخ في المملكة، حيث تعيش المرتفعات الجنوبية طقسًا لطيفًا يميل إلى البرودة، بينما تشهد المناطق الغربية والوسطى حرارة مرتفعة نسبيًا.
هذا التنوع المناخي يبرز تأثير التضاريس واختلاف الارتفاعات، حيث تلعب الجبال دورًا في خفض درجات الحرارة، على عكس المناطق المنخفضة والصحراوية التي تميل إلى السخونة.
ويرى خبراء الأرصاد أن تسجيل مكة أعلى حرارة ليس مفاجئًا، نظرًا لموقعها الجغرافي وطبيعة تضاريسها، خصوصًا في ظل استمرار الكتل الهوائية الحارة في المنطقة.
أما السودة، التي اشتهرت باعتدال أجوائها طوال العام، فتؤكد مرة أخرى مكانتها كوجهة سياحية جبلية تتميز بانخفاض الحرارة وجاذبية الطقس.
ويشير تباين الحرارة بين جدة ومكة مثلًا، رغم قرب المسافة، إلى تأثير العوامل البحرية، حيث تمنح السواحل نسيمًا ألطف مقارنة بالداخل.
وتأتي هذه المستويات من الحرارة في وقت يترقب فيه المواطنون تغير الأجواء مع دخول الخريف، إلا أن بعض المناطق ما زالت تعيش موجات حر لافتة.
كما تعكس هذه المؤشرات المناخية أهمية متابعة النشرات اليومية، خصوصًا للمسافرين بين المدن، لتفادي تقلبات الأجواء المفاجئة بين المناطق.
ويظل الاختلاف الحراري بين النهار والليل بارزًا، حيث تصل بعض المدن إلى 40 درجة نهارًا، بينما تنخفض إلى ما دون 20 في المرتفعات ليلًا.
هذا التباين لا يؤثر فقط على الحياة اليومية، بل يمتد إلى القطاعات الزراعية والسياحية، إذ تستفيد مناطق الجنوب من اعتدال الطقس في جذب الزوار.
في المقابل، تفرض الحرارة المرتفعة في المناطق الوسطى والغربية تحديات متواصلة تتعلق بترشيد استهلاك الكهرباء وتخفيف الأحمال في فترات الذروة.
وفي المحصلة، يعكس تقرير الأرصاد صورة شاملة عن التنوع المناخي في المملكة، ما يجعلها نموذجًا فريدًا يجمع بين قسوة الحر واعتدال البرودة في مساحة جغرافية واحدة.