دوري روشن
"الأهلي" يعيش على وقع القلق.. وهذه "النقطة الغامضة" تهدد مسيرته بعد الاستراحة
كتب بواسطة: حكيم خالد |

تترقب الجماهير السعودية تأثير فترة التوقف الدولي على أنديتها الكبرى في دوري روشن، حيث تباينت البداية بين فرق سجلت انطلاقة قوية وأخرى وجدت نفسها مضطرة لمراجعة الحسابات مبكرًا، ومع عودة المنتخبات لارتباطاتها في أكتوبر، تلوح الفرصة أمام بعض الأندية لالتقاط الأنفاس، بينما قد يشكل التوقف عبئًا على فرق اعتادت النسق العالي من الانتصارات.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟

فقد جاء انطلاق الموسم في نهاية أغسطس وسط حماس كبير، لكنه سرعان ما توقف بسبب أجندة الفيفا في سبتمبر، ما منح الأندية فترة راحة نسبية، استفاد منها المنتخب السعودي بخوض وديتين أمام مقدونيا الشمالية والتشيك، فيما استغلت بعض الفرق هذا الوقت لإعادة ترتيب أوراقها.

الهلال، النصر، الاتحاد والأهلي، الأربعة الكبار في الكرة السعودية، شكلوا محور النقاش حول المستفيد والمتضرر من فترة العطلة الدولية، كل منهم دخل الموسم بتطلعات خاصة وظروف مختلفة، لتصبح فترة أكتوبر محطة اختبار جديدة لموازين القوى.

الاتحاد حامل اللقب كان أبرز المتأثرين سلبًا بالبداية، إذ ظهر بعيدًا عن صلابته الدفاعية التي قادته للتتويج في الموسم الماضي، كما افتقد للانسجام الهجومي، ما انعكس على نتائجه المتذبذبة وأثار قلق جماهيره.

الأزمة تعمقت أكثر برحيل المدرب الفرنسي لوران بلان، الذي لم ينجح في فرض أسلوب واضح، فبدا الفريق حائرًا بين الاستحواذ والكرات المباشرة، ومع إصابات متكررة لأسماء وازنة مثل كريم بنزيما، ازدادت المتاعب، ليتحول التوقف الدولي إلى طوق نجاة للإدارة للبحث عن بديل يعيد الفريق للطريق الصحيح.

رغم ذلك، يبقى الاتحاد قادرًا على العودة سريعًا إذا استثمر خبرة لاعبيه، وأعاد الانضباط التكتيكي لصفوفه، وقد يمثل التوقف فرصة ذهبية لحسم ملف المدرب الجديد، وتجاوز البداية الباهتة قبل الدخول في صدامات أقوى لاحقًا.

أما الأهلي، فعلى الرغم من النتائج الإيجابية محليًا وآسيويًا، عانى من تذبذب الأداء، حيث أظهر شخصية هجومية قوية في بعض المباريات بفضل أسماء لامعة مثل رياض محرز وإيفان توني، لكنه افتقد التوازن الدفاعي وفقد نقاطًا مهمة، ما أثار القلق مبكرًا.

الخروج من بطولة الإنتركونتيننتال على يد بيراميدز المصري كان بمثابة صدمة للجماهير، التي طالبت بمزيد من التركيز والانضباط، وهو ما يجعل فترة التوقف الحالية بمثابة "نقطة نظام" للفريق لتصحيح مساره قبل أن يفقد فرصة المنافسة الجادة.

رغم العثرات، يملك الأهلي المقومات اللازمة للعودة بقوة، شرط معالجة ثغرات وسط الملعب والارتداد الدفاعي، وتحويل الاستحواذ الكبير إلى فرص حقيقية أمام المرمى، مع استثمار الوقت لزيادة الانسجام بين العناصر الجديدة.

الهلال من جانبه دخل الموسم بثبات، مستفيدًا من استقراره الإداري وصفقاته الكبيرة، ومع تولي الإيطالي سيموني إنزاجي مهمة التدريب، ظهر الفريق بوجه أكثر توازنًا بين الدفاع والهجوم، ما جعله مرشحًا بارزًا للصدارة.

اعتمد إنزاجي على مرونة تكتيكية واضحة، متنقلًا بين خطط مختلفة تضمن السيطرة وتنوع الحلول الهجومية، ورغم الإصابات المؤثرة، لم يتراجع الأداء أو النتائج، ما جعل الجماهير تعيش حالة ارتياح نسبي وتفاؤل بقدرة الفريق على استعادة لقب الدوري.

ومع ذلك، فإن التوقف قد لا يكون في صالح الهلال بشكل كامل، إذ قد يخفف من الزخم الهجومي الذي بناه في الأسابيع الماضية، لكنه يظل فرصة لاستعادة لاعبيه المصابين وتجهيزهم للمرحلة المقبلة محليًا وقاريًا.

النصر بدوره شكل الاستثناء الأبرز ببداية مثالية، إذ جمع بين الانتصارات الكبيرة والصلابة الدفاعية، حيث استقبل هدفًا واحدًا فقط في الدوري ولم تهتز شباكه آسيويًا، ما وضعه في صدارة الترشيحات لمواصلة الزحف نحو الألقاب.

مدربه جورجي جيسوس فرض أسلوبًا منضبطًا، جعل الفريق يظهر متماسكًا ومتوازنًا بين جميع الخطوط، ما عزز ثقة جماهيره بأن النصر قادر على استعادة الأمجاد هذا الموسم بفضل التنظيم الدفاعي وقوة الهجوم.

القلق الوحيد الذي يرافق العالمي في فترة التوقف يتمثل في إمكانية فقدان الإيقاع العالي الذي اعتاده، خصوصًا أن الفريق مقبل على مواجهات حاسمة أبرزها كلاسيكو كأس الملك ضد الاتحاد، وهو ما يجعل الحفاظ على الرتم تحديًا مهمًا.

إجمالًا، يمكن القول إن المستفيد الأكبر من فترة التوقف هو الاتحاد الذي يحتاج لإعادة البناء، بينما الأهلي أمام فرصة لمراجعة الأخطاء، في حين يمثل التوقف للهلال والنصر مجرد محطة محايدة قد تحمل فوائد بدنية لكنها لا تضمن استمرار الزخم.

وبين رابحين وخاسرين، ستكشف الأسابيع المقبلة مدى تأثير فترة العطلة الدولية على شكل المنافسة في دوري روشن، الذي بات يحظى بمتابعة عالمية متزايدة بفضل النجوم الحاضرين والأندية الطامحة للألقاب.

وبذلك، يبقى التوقف الدولي سيفًا ذا حدين، فبينما يمنح البعض فرصة لالتقاط الأنفاس وتصحيح المسار، قد يكسر إيقاع آخرين اعتادوا على رتم الانتصارات المتتالية، ما يزيد من إثارة الدوري السعودي هذا الموسم.

كرة القدم السعودية اليوم لم تعد مجرد صراع محلي، بل أصبحت مسرحًا عالميًا يجذب الأنظار، ما يجعل أي تفاصيل صغيرة، كتوقف دولي أو إصابة نجم، عاملاً قد يقلب موازين القوى بين ليلة وضحاها.

رابحون وخاسرون، لكن المؤكد أن المنافسة ستزداد اشتعالًا بعد العودة، مع تطلعات جماهيرية كبيرة لرؤية أنديتها تعانق البطولات وتواصل رسم ملامح عصر جديد للكرة السعودية.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار