ينتظر نادي الهلال السعودي حسم مستقبل نجمه الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش الذي بات محور اهتمام إعلامي كبير في الفترة الأخيرة، بعدما كشف وكيله عن حقيقة العروض الأوروبية المقدمة لضمه، مع اقتراب نهاية عقده في صيف 2026، دون أن يوقع على تمديد حتى الآن.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟
وأكد وكيل اللاعب أن بعض الأندية الأوروبية الكبرى فتحت قنوات تواصل رسمية خلال الأيام الماضية من أجل مناقشة ضم نجم الوسط، إلا أنه شدد على أن سافيتش لن يحسم موقفه إلا بعد سماع العرض الذي سيقدمه الهلال لتجديد العقد.
المثير أن سافيتش، رغم كل التكهنات حول عودته المحتملة إلى الدوري الإيطالي عبر بوابة يوفنتوس، عبّر عن ارتياحه الكبير في التجربة السعودية، مشيراً إلى أنه لا يزال يرى مستقبله مع الهلال إذا ما وجد المشروع المناسب الذي يقنعه بالاستمرار.
اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً، والذي انضم للهلال في صيف 2023 قادماً من لاتسيو الإيطالي، خاض 102 مباراة بقميص "الزعيم" سجل خلالها 30 هدفاً وصنع 26، ما يجعله رقماً صعباً في معادلة نجاحات الفريق محلياً وقارياً.
تأثير سافيتش لم يتوقف عند الأرقام الفردية، بل ارتبط بشكل مباشر بتحقيق الهلال للألقاب تحت قيادة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس سابقاً، قبل أن يرحل الأخير لتدريب الغريم النصر، ما جعل من الصربي أحد الأعمدة التي يصعب تعويضها في الوقت الراهن.
يتميز سافيتش بأسلوب لعب متكامل يجمع بين القوة البدنية والمهارة الفنية، فهو لاعب وسط "بوكس تو بوكس" بامتياز، قادر على ربط الخطوط وتنويع الخيارات الهجومية، إضافة إلى خطورته من الكرات الثابتة والاختراقات العميقة.
وجوده بجانب لاعبين مثل روبن نيفيز وسالم الدوسري منح الهلال توازناً واضحاً بين الدفاع والهجوم، كما ساعد على رفع مستوى الانسجام في وسط الملعب، خصوصاً في المباريات الكبرى أمام منافسين مثل الاتحاد والنصر.
القيمة المعنوية لسافيتش لا تقل عن قيمته الفنية، فالهلال بوجوده يبعث برسالة واضحة عن طموحه في الاستمرار كقوة كبرى في آسيا، ويؤكد قدرته على جذب نجوم الصف الأول من الدوريات الأوروبية.
لكن بقاء اللاعب لا يرتبط فقط برغبته الشخصية، بل بخطوات الإدارة الهلالية التي تدرك أن التفريط فيه قد يفتح الباب أمام سلسلة من الرحيل للنجوم، خصوصاً مع اقتراب عقد روبن نيفيز من نهايته هو الآخر.
نيفيز نفسه لمح في تصريحات سابقة إلى رغبته بالعودة إلى بورتو البرتغالي يوماً ما، ما يضع الهلال أمام معضلة مزدوجة في حال لم ينجح في تأمين استمرار لاعبي الارتكاز الأكثر تأثيراً بالفريق.
الهلال سبق أن واجه صعوبات في استقدام بدائل لنجوم الصف الأول، كما حدث مع المفاوضات الطويلة لضم المهاجم النيجيري فيكتور أوسمين التي فشلت رغم العروض المالية الضخمة، ما يعكس أن السوق لا يمنح دوماً الحلول السهلة.
لذلك، تبدو الإدارة مطالبة بتقديم مشروع مقنع للاعبين الكبار، يتجاوز فكرة التجديد المالي إلى ضمان وجود أهداف استراتيجية طويلة المدى، وهو ما يحدد عادة مصير النجوم بين البقاء أو الرحيل.
من أبرز عناصر المشروع المنتظر تعزيز الطموحات القارية في دوري أبطال آسيا وكأس العالم للأندية، بعدما حقق الهلال كل ما يمكن محلياً تقريباً في السنوات الأخيرة، وبات التحدي القاري والعالمي هو الأكثر إغراءً للاعبين.
الجماهير الهلالية تدرك أن رحيل سافيتش قد لا يعني خسارة لاعب وحسب، بل خسارة روح قيادية داخل الملعب، خصوصاً أن شخصيته المؤثرة تعكس خبرة سنوات طويلة في الملاعب الأوروبية.
كما أن القيمة السوقية والمعنوية للاعب بحجم سافيتش تمثل أيضاً عنصراً دعائياً للهلال في سوق الانتقالات، حيث يفتح الباب لاستقطاب أسماء أخرى وازنة ترى في وجوده مؤشراً على قوة المشروع الرياضي للنادي.
وإذا كان الهلال قد عوّد جماهيره على صفقات كبيرة ومفاجئة، إلا أن هذه المرة التحدي الأكبر ليس في الشراء بل في الحفاظ على الركائز التي صنعت المجد الحالي، وهنا تكمن حساسية ملف سافيتش ونيفيز معاً.
مستقبل سافيتش سيبقى مرتبطاً في الأسابيع المقبلة بمدى جدية إدارة الهلال في تقديم عرض يوازي قيمة اللاعب الفنية والمعنوية، ويمنحه اليقين بأن الزعيم يسير في طريق مشروع طويل المدى.
ومهما تكن النتيجة النهائية، فإن قصة سافيتش مع الهلال تعكس تحديات الأندية السعودية في عصر الاستثمار الضخم، بين جذب النجوم من أوروبا والحفاظ عليهم في بيئة مليئة بالطموحات والتحديات القارية والعالمية.
الهلاليون يدركون أن التجديد مع نجم بحجم سافيتش ليس مجرد صفقة رياضية، بل قرار استراتيجي يرتبط بمستقبل الفريق وطموحاته في المنافسة على الزعامة القارية والظهور القوي في المحافل الدولية.