يعيش نادي النصر السعودي أجواءً خاصة هذا الموسم بعد أن تصدر جدول ترتيب دوري روشن للمحترفين برصيد اثنتي عشرة نقطة، في وقت تتكشف فيه تفاصيل مثيرة حول كواليس انتقالات لم تكتمل داخل الفريق.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟
وقد برز اسم النجم الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش في صدارة الأخبار بعدما ظهرت معلومات تفيد بأن النادي كان على وشك الاستغناء عنه قبل بداية الموسم الحالي.
وتشير التقارير إلى أن المدير الرياضي السابق فيرناندو هييرو رفع طلبًا رسميًا لمخالصة اللاعب الكرواتي مقابل تسعة ملايين يورو، وهو ما كان سيشكل ضربة قوية لتشكيلة العالمي.
وبالفعل أثار هذا الخبر جدلًا واسعًا بين جماهير النصر التي ترى في بروزوفيتش أحد أهم ركائز الفريق، خصوصًا بعد تألقه في مباريات الموسم الماضي تحت قيادة المدرب لويس كاسترو.
ويرى متابعون أن بقاء اللاعب مع النصر منح الفريق استقرارًا في وسط الملعب، وساهم في تحقيق انطلاقة قوية مع المدرب الحالي لويس خيسوس الذي يعتمد عليه بشكل أساسي.
ومع ذلك فإن التساؤلات لا تزال مطروحة حول أسباب رغبة هييرو في التخلي عن نجم بحجم بروزوفيتش، خاصة أن اللاعب يعتبر من الأسماء الأوروبية اللامعة التي ارتبطت بمسيرة مميزة مع إنتر ميلان سابقًا.
وقد وصف محللون هذه المحاولة بأنها خطوة مثيرة للجدل، كان من الممكن أن تغيّر ملامح الفريق بشكل كامل لو تم تنفيذها في الوقت المناسب.
ويعتقد آخرون أن الملف المالي كان أحد أهم دوافع التفكير في المخالصة، حيث إن الصفقة كانت ستعني توفير راتب ضخم وإعادة ترتيب ميزانية التعاقدات.
لكن إدارة النصر الجديدة فضلت التمسك باللاعب، معتبرة أن قيمته الفنية تتجاوز أي مكاسب مالية قصيرة المدى، خاصة في ظل المنافسة القوية على لقب الدوري هذا الموسم.
وقد أكد بروزوفيتش من جانبه التزامه الكامل بمشروع النصر، حيث أبدى حماسه للاستمرار وتقديم الإضافة في المباريات الحاسمة المقبلة.
ويعكس هذا الموقف التوجه الجديد للنادي نحو الاستقرار الفني، بعد مواسم شهدت الكثير من التغييرات في قائمة اللاعبين الأجانب.
كما أن رؤية 2030 في المملكة تدفع الأندية الكبرى مثل النصر للاستثمار في الأسماء اللامعة عالميًا، بما يعزز من مكانة الدوري السعودي على الساحة الكروية.
وبالنظر إلى أداء اللاعب الحالي، يتضح أن قرار الاحتفاظ به كان صائبًا، إذ ساهم في صناعة الأهداف والسيطرة على وسط الملعب بطريقة أبهرت النقاد.
وقد شكل ذلك دافعًا إضافيًا للجماهير التي ترى في بروزوفيتش قائدًا ميدانيًا يمكن الاعتماد عليه في اللحظات الحرجة من الموسم.
وفي الوقت ذاته فإن الحديث عن عرض التسعة ملايين يورو يطرح سؤالًا مهمًا حول حدود التوازن بين القيمة الرياضية والعبء المالي في تعاقدات الأندية.
ويرى بعض المراقبين أن التجربة تؤكد حاجة الأندية السعودية إلى إدارة مالية أكثر مرونة، بحيث تستطيع الحفاظ على النجوم دون أن تدخل في أزمات متكررة.
ومع تصدر النصر جدول الترتيب الآن، تزداد التوقعات بأن اللاعب سيكون أحد مفاتيح الفريق في السباق نحو حصد الألقاب المحلية والقارية.
وقد يفتح هذا الملف مستقبلًا نقاشًا واسعًا حول سياسات الأندية السعودية في استقدام النجوم الأوروبيين، وكيفية التعامل مع عقودهم بما يتماشى مع طموحات الجماهير.
