اتخذ المدرب البرتغالي خورخي خيسوس المدير الفني لفريق النصر السعودي قرارًا حاسمًا أثار الكثير من النقاش داخل الوسط الرياضي، حيث جاء قراره مرتبطًا بثلاثة من أبرز لاعبي الفريق الذين يعيشون ظروفًا استثنائية خلال فترة التوقف الدولي الحالية.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟
وقد جاء هذا القرار في وقت يعيش فيه النصر حالة فنية رائعة، إذ يتصدر جدول ترتيب دوري روشن السعودي بالعلامة الكاملة، كما يواصل تألقه في دوري أبطال آسيا محققًا نتائج مميزة جعلت جماهيره تستبشر بموسم استثنائي.
وبينما منح خيسوس لاعبيه راحة عقب الفوز على الزوراء العراقي، فوجئ المتابعون بإلزامه لثلاثي النصر المصاب بالحضور إلى مقر النادي ومواصلة برامجهم العلاجية دون الاستفادة من الإجازة التي حصل عليها زملاؤهم.
وبالفعل حضر الثلاثي سعد الناصر وسامي النجعي وعبد الملك الجابر إلى مقر النادي، ليواصلوا برامجهم التأهيلية في العيادة الطبية، وهو ما عكس جدية الجهاز الفني في التعامل مع ملف الإصابات.
ويرى مراقبون أن خيسوس أراد توجيه رسالة قوية بأن الانضباط لا يقتصر على المباريات فقط، بل يشمل كل التفاصيل المتعلقة بجاهزية اللاعبين، حتى وإن كانوا بعيدين عن المستطيل الأخضر بسبب الإصابة.
وتعرض الناصر البالغ من العمر 24 عامًا لإصابة مؤلمة خلال مواجهة استقلول دوشنبه الطاجيكي، حيث كشفت الفحوص الطبية إصابته بتمزق في أربطة مفصل القدم، مما فرض عليه برنامجًا علاجيًا طويلًا.
أما سامي النجعي البالغ من العمر 28 عامًا فقد عاش رحلة أصعب، بعد أن أصيب بقطع في الرباط الصليبي الموسم الماضي وخضع لجراحة دقيقة في برشلونة الإسبانية، وهو الآن يقترب من العودة بعد غياب استمر موسمًا كاملًا.
في حين أن عبد الملك الجابر صاحب الـ 21 عامًا كان قد أجرى عملية جراحية في غضروف الركبة بعد إصابة مبكرة خلال المعسكر الصيفي الإعدادي، ولا يزال في مرحلة التأهيل البدني والطبي.
ويؤكد الجهاز الطبي في النصر أن التزام اللاعبين ببرامج العلاج في مواعيدها المحددة يعد خطوة أساسية لضمان عودتهم بالشكل الأمثل، وهو ما يتوافق مع فلسفة المدرب البرتغالي القائمة على الجدية والانضباط.
ويعتبر كثيرون أن خيسوس أراد بتصرفه أن يحافظ على الروح الجماعية داخل الفريق، وألا يشعر اللاعبون المصابون بأنهم خارج الحسابات، بل يظلون جزءًا من منظومة العمل حتى أثناء غيابهم عن المباريات.
ويرى البعض أن هذا النهج يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 التي تولي الرياضة اهتمامًا خاصًا، حيث تسعى الأندية الكبرى إلى ترسيخ مفهوم الاحترافية والانضباط بما يواكب الطموحات الوطنية في الرياضة.
كما يعتقد محللون أن خطوة خيسوس تحمل جانبًا نفسيًا، إذ تمنح اللاعبين شعورًا بالمسؤولية وتشجعهم على العودة بشكل أسرع وأقوى، بعيدًا عن الاستسلام لفترات الراحة الطويلة التي قد تؤثر سلبًا على مسيرتهم.
وبالفعل، ظهر الثلاثي في مقر النادي وسط متابعة دقيقة من الجهاز الفني والطبي، وهو ما يعكس انضباطًا عاليًا يعكس رغبة اللاعبين أنفسهم في الالتزام بما يطلبه المدرب.
ومن جهة أخرى، يرى المتابعون أن هذا القرار قد يشكل ضغطًا نفسيًا إضافيًا على اللاعبين، خاصة أن فترة العلاج عادة ما تكون مرهقة، إلا أن الحزم الفني قد يكون له دور في تسريع عودتهم إلى الملاعب.
ويؤكد أنصار خيسوس أن مثل هذه القرارات هي سر نجاحه مع النصر منذ بداية الموسم، حيث استطاع أن يحقق العلامة الكاملة محليًا وآسيويًا، مما جعله يحظى بثقة الإدارة والجماهير على حد سواء.
وقد أثارت الخطوة تساؤلات حول مدى إمكانية تعميم هذه السياسة في الأندية الأخرى، إذ يرى البعض أنها قد تشكل نموذجًا يُحتذى به لضبط إيقاع العمل داخل الفرق الرياضية السعودية.
كما أن هذا القرار ينسجم مع تطلعات نادي النصر الساعي إلى حصد البطولات هذا الموسم، حيث لا يرغب الجهاز الفني في ترك أي تفصيل صغير قد يؤثر على مسيرة الفريق محليًا أو قاريًا.
وفي النهاية يظل قرار خيسوس علامة فارقة في طريقة إدارته للفريق، إذ يجمع بين الحزم الفني والاهتمام بالجانب النفسي، وهو ما قد ينعكس بشكل مباشر على نتائج النصر في المرحلة المقبلة.