رصد القمر
الجمعية الفلكية بجدة تكشف عن ظاهرة سماوية مدهشة غدًا.. هذا ما سيكشفه القمر عن ماضي الأرض!
كتب بواسطة: حكيم خالد |

تشهد مختلف دول العالم غدًا حدثًا فلكيًا عالميًا يحمل طابعًا علميًا وثقافيًا، وذلك ضمن فعاليات "الليلة الدولية لرصد القمر" التي ترعاها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وتهدف هذه المبادرة إلى تشجيع الجمهور على مراقبة القمر والتفاعل مع علوم الفضاء.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟

تُقام هذه الليلة كل عام بهدف تعزيز الوعي العلمي وإعادة إحياء العلاقة بين الإنسان وسماء الليل، عبر نشاطات تعليمية وتثقيفية موجهة لكافة الأعمار والمستويات المعرفية.

وفي هذا اليوم يكون القمر في طور الأحدب المتزايد، حيث يظهر معظم سطحه مضاءً، ما يتيح رؤية تفاصيل دقيقة لفوهاته وتضاريسه الجبلية بشكل أوضح من المعتاد.

ويرى المهتمون أن هذه الليلة تمثل فرصة نادرة لتأمل جرم سماوي مألوف نراه دائمًا ولكن لا نتوقف غالبًا عند جماله وتاريخه، ما يجعلها تجربة استكشاف مدهشة تربط الماضي بالحاضر.

وفي تعليق لرئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أوضح أن الأنشطة تشمل الرصد باستخدام التلسكوبات والمناظير، وورشًا علمية تبسط للزوار كيفية نشوء الفوهات على سطح القمر.

وأشار إلى أن الفعاليات تتناول أيضًا قضية التلوث الضوئي الذي يؤثر سلبًا على جودة الرؤية الفلكية، ويتم تشجيع المشاركين على تقليل الإضاءة المحيطة خلال الليل لتحسين التجربة.

وأوضح أبو زاهرة أن القمر سيبدأ بالظهور في السماء قبيل غروب الشمس، ما يجعله مشهدًا مميزًا ضمن الخلفية الملونة لغروب اليوم الرابع من أكتوبر.

يُعتبر هذا الطور من أطوار القمر مثاليًا للرصد العلمي، لأن أشعة الشمس تسقط على سطحه بزاوية مائلة، ما يُبرز الفوهات والمرتفعات بوضوح في مناطق التقاء الظل والنور.

ويختلف هذا المشهد عن ليالي اكتمال القمر، حيث يكون الضوء ساطعًا جدًا وتغيب التفاصيل الدقيقة عن الرؤية المجهرية، مما يقلل من فرص المراقبة العلمية المثلى.

وتكمن أهمية هذه الليلة في كونها مدخلًا لتقريب المفاهيم الفلكية للجمهور، والتأكيد على أن علوم الفضاء ليست حكرًا على المتخصصين بل يمكن للجميع أن يشارك فيها.

وعلى الصعيد العلمي، كشف أبو زاهرة أن القمر لم يكن دائمًا على ذات المسافة الحالية من الأرض، بل كان أقرب بكثير في بداية نشأته.

ويبتعد القمر عن الأرض تدريجيًا بسبب التأثيرات الجاذبية المتبادلة، ويُقدّر معدل ابتعاده بنحو 3.5 سنتيمترات سنويًا، وهي ظاهرة مؤكدة علميًا تم رصدها وقياسها بدقة.

وقد تمكن العلماء من قياس هذا الابتعاد باستخدام المرايا العاكسة التي تركها رواد برنامج أبولو على سطح القمر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

وتُطلق الأرض أشعة ليزر نحو تلك المرايا وتقوم الأجهزة باستقبال الشعاع المنعكس، ومن خلال الزمن الذي يستغرقه يمكن تحديد التغير في المسافة بين الأرض والقمر.

وتُظهر هذه القياسات الدقيقة أن القمر سيواصل الابتعاد تدريجيًا على مدار ملايين السنين، ما يعني تغيرًا طويل الأمد في العلاقة الديناميكية بينه وبين الأرض.

ويمثل هذا الحدث مناسبة للتفكر في حجم التقدم العلمي الذي أحرزته البشرية، وقدرتها على فهم الأجرام السماوية وربطها بتاريخ الأرض ومستقبل استكشاف الكون.

وتعد الليلة الدولية لرصد القمر أيضًا فرصة لتعزيز الروابط بين المهتمين بعلوم الفلك في مختلف أنحاء العالم، ضمن احتفال موحد يجمع بين العلم والشغف والفضول الإنساني.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار