شهدت المدينة المنورة خلال السنوات الست الماضية قفزة نوعية في مسيرة التنمية الحضرية، حيث قاد المهندس فهد بن محمد البليهشي، أمين المنطقة ورئيس هيئة تطويرها، مسار التحول الكبير الذي شمل مختلف جوانب المدينة، واضعًا بصمته على مشروعات استراتيجية تعكس روح رؤية المملكة 2030.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟
وجاءت هذه النقلة التنموية في إطار رؤية متكاملة تهدف إلى جعل المدينة المنورة واحدة من أبرز النماذج في التنمية الحضرية المستدامة، مع التركيز على تحسين جودة الحياة للسكان والزوار على حد سواء، وهو ما انعكس بوضوح في المؤشرات الاقتصادية والسياحية.
ومن أبرز ملامح هذا التحول، تصدر المدينة المنورة مدن المملكة في معدلات الإشغال الفندقي خلال النصف الأول من عام 2025، حيث باتت الوجهة الأكثر جذبًا للزوار بفضل ما توفره من بنية تحتية حديثة وخدمات نوعية متكاملة تعزز من تجربة الإقامة والسياحة.
وترافق هذا النجاح مع إطلاق سلسلة من مشاريع الأنسنة التي شكّلت ركيزة أساسية في إعادة صياغة المشهد الحضري للمدينة، إذ أعادت ترتيب أولويات التنمية لتكون البيئة الحضرية في خدمة الإنسان قبل كل شيء.
فقد تحولت الشوارع إلى مسارات صديقة للمشاة، تتيح للزوار والسكان التنقل بسهولة وأمان، وتمنح المدينة طابعًا أكثر حيوية ينسجم مع قيمها الروحية والتاريخية.
كما أنشئت حدائق عامة مفتوحة، شكلت متنفسًا للعائلات والسكان، وأسهمت في تعزيز الروابط المجتمعية، لتصبح المساحات الخضراء عنصرًا رئيسيًا في هوية المدينة الجديدة.
وفي إطار حماية البيئة وتحسين المشهد البصري، جرى إحياء الأودية التاريخية وتحويلها إلى معالم جمالية تنبض بالحياة، لتجمع بين الطبيعة والحداثة في لوحة متفردة.
هذا التحول لم يكن محليًا فقط، بل لفت أنظار العالم، حيث حصلت المدينة المنورة على عدد من الجوائز الدولية المرموقة التي جاءت اعترافًا بجودة التحول الحضري وتفرد التجربة التنموية.
وتؤكد هذه الإنجازات أن المدينة باتت على خريطة المدن العالمية التي توازن بين التراث والحداثة، وبين الأصالة والابتكار، بما يعزز مكانتها كوجهة حضرية وسياحية استثنائية.
وإلى جانب البنية التحتية والمشروعات الحضرية، أولت هيئة تطوير المدينة المنورة اهتمامًا خاصًا بتحسين الخدمات العامة وتبسيطها بما يواكب تطلعات المواطنين والزوار، وهو ما أسهم في رفع مستوى الرضا العام.
كما أن هذه الجهود لم تكن لتتحقق لولا الدعم المباشر الذي يقدمه أمير المنطقة ورئيس مجلس هيئة تطويرها الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، الذي جعل من تحويل طموحات الأهالي والزوار إلى واقع ملموس هدفًا استراتيجيًا.
ويمضي البليهشي وفريقه في استكمال مسيرة التحول وفق رؤية شاملة، تستند إلى التوازن بين التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية والاجتماعية، لتكون المدينة نموذجًا رائدًا في التنمية المتكاملة.
ويؤكد المتابعون أن التجربة التنموية في المدينة المنورة أصبحت مصدر إلهام للعديد من المدن الأخرى في المملكة وخارجها، لما تقدمه من حلول حضرية مبتكرة تحقق التوازن بين الإنسان والمكان.
كما تسهم هذه المشاريع في تعزيز مكانة المدينة كوجهة دينية وسياحية ذات بعد عالمي، حيث تجمع بين قدسيتها التاريخية كموطن للمسجد النبوي الشريف وبين حداثتها المتجددة في خدمة زوارها.
وتُعد هذه النقلة جزءًا من الجهود الوطنية لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 التي تسعى إلى جعل المملكة مركزًا عالميًا في مجالات السياحة والخدمات والتنمية المستدامة.
ويعكس هذا التحول العميق وعيًا متناميًا بأهمية المدن الذكية والمستدامة، وهو ما تجسده المدينة المنورة عبر بنيتها التحتية الرقمية والذكية التي تدعم كافة المشاريع التنموية.
ويستشرف البليهشي وفريقه مستقبلًا أكثر ازدهارًا للمدينة، يقوم على تعميق التكامل بين الإنسان والبيئة والتكنولوجيا، ليبقى التطوير مستمرًا ومتجددًا.
وبذلك، تسير المدينة المنورة بخطى ثابتة نحو مرحلة جديدة من التنمية، تضعها في مصاف المدن العالمية التي تمزج بين عمق التاريخ وروح الحداثة، وتبني مستقبلًا يلبي طموحات الأجيال القادمة.