باتت استعدادات المنتخب السعودي أكثر قوة قبل الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال 2026، بعد أن حظي الفريق بثلاثة تدعيمات نوعية من نجوم الهلال والنصر، أعادت الاطمئنان للجماهير والمدرب الفرنسي هيرفي رينارد في وقت حساس للغاية.
إقرأ ايضاً:إنزاجي يكشف سر تشكيلته المفاجئة أمام الاتحاد .. هذا اللاعب بديلاً لسالم الدوسري!الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتها
ويخوض الأخضر اختبارين مصيريين في جدة، أولهما أمام منتخب إندونيسيا الأربعاء المقبل، ثم مواجهة العراق يوم الثلاثاء 14 أكتوبر، حيث تحدد هاتان المباراتان مصير بطاقة التأهل المباشر أو دخول حسابات الملحق العالمي.
وتنص لوائح الملحق على تأهل متصدر المجموعة مباشرة إلى المونديال، بينما يخوض الوصيف مباراة فاصلة مع ثاني المجموعة الأخرى، في حين يودع صاحب المركز الثالث سباق التصفيات نهائيًا.
أولى التدعيمات جاءت بعودة المدافع حسان تمبكتي، نجم الهلال، إلى تدريبات المنتخب الجماعية بعد تعافيه من نزلة برد حرمته من المشاركة في اليوم الأول من المعسكر، وهو ما مثّل دفعة معنوية كبيرة للخط الخلفي للأخضر.
وكان الحساب الرسمي للمنتخب قد أكد مشاركة تمبكتي بشكل طبيعي في تدريبات الجمعة بجدة، ليبدد المخاوف حول حالته البدنية، خصوصًا مع الاعتماد الكبير عليه في خط الدفاع خلال الفترة الماضية.
تمبكتي قدم مستويات مميزة مع الهلال هذا الموسم، حيث شارك في ست مباريات بين الدوري ودوري الأبطال، كما تألق في مونديال الأندية الأخير وظهر بثبات أمام مانشستر سيتي، ليعزز سمعته كأحد أبرز المدافعين السعوديين حاليًا.
وعلى الصعيد الدولي، يرتدي تمبكتي قميص الأخضر منذ عام 2019، وخاض معه 42 مباراة حتى الآن، أغلبها كأساسي، ما يجعله أحد أعمدة الدفاع التي يصعب الاستغناء عنها رغم بحثه المستمر عن بصمته الأولى تهديفيًا.
المكسب الثاني كان بعودة الحارس نواف العقيدي، حامي عرين النصر، والذي أصبح جاهزًا بعد تعافيه من إصابة أبعدته عن التوقف الدولي السابق وعن مباريات فريقه لأسابيع عدة.
العقيدي اكتسب ثقة رينارد في الفترة الماضية بعدما حجز مكانه كحارس أساسي، مستفيدًا من تجربته اللافتة مع الفتح معارًا، حيث تطور مستواه بشكل ملحوظ وفرض نفسه على قائمة الأخضر.
منذ انضمامه للمنتخب في 2023، شارك العقيدي في 13 مباراة حافظ خلالها على نظافة شباكه في خمس مناسبات، ورغم اهتزاز مرماه في 16 مرة، إلا أنه أثبت صلابة كبيرة وقدرة على التعامل مع الضغط.
إصابة العقيدي في معسكر التشيك الماضي أثارت القلق، لكنه عاد الآن بكامل جاهزيته، لتصبح لدى رينارد خيارات أكثر أمانًا في مركز حساس يمثل خط الدفاع الأول أمام المنافسين.
أما التدعيم الثالث فجاء بانضمام المدافع عبد الإله العمري من النصر، بعد قرار فني من رينارد عقب غياب بعض العناصر عن تدريبات اليوم الأول للمعسكر، ما دفعه لإعادة الثقة بالمدافع الدولي.
العمري يمتلك خبرة واسعة مع الأخضر منذ أول ظهور له عام 2018، وخاض 30 مباراة حتى الآن، بينها مشاركته في كأس العالم 2022، إلى جانب هدف تاريخي سجله أمام الكويت في بداياته الدولية.
رغم سلسلة الإصابات التي أبعدته لفترات طويلة، إلا أن العمري استعاد بريقه تدريجيًا وشارك في مباريات حاسمة بالتصفيات والكأس الذهبية، ليؤكد أنه حاضر عند الحاجة رغم التذبذب في مسيرته.
عودته في هذا التوقيت الحساس تمنح المنتخب عمقًا دفاعيًا إضافيًا، لاسيما أن رينارد يسعى لتأمين خطه الخلفي بأكثر من خيار قبل الدخول في صراع لا يحتمل الأخطاء.
ومع اكتمال هذه التدعيمات، يبدو أن المنتخب السعودي يدخل الملحق بأفضل وضع ممكن، إذ يملك توليفة متوازنة بين الخبرة والشباب، وسط دعم جماهيري كبير يتطلع لرؤية الأخضر في كأس العالم للمرة السابعة في تاريخه.
الجماهير بدورها تنظر بتفاؤل إلى هذه المستجدات، معتبرة أن اكتمال الصفوف وإشراك العناصر البارزة من الهلال والنصر يمثل مؤشرا إيجابيا قبل المواجهات المصيرية.
ويبقى التحدي الأبرز أمام رينارد كيفية استثمار هذه الأسماء بالشكل الأمثل، وتوظيف خبراتهم في مواجهة منتخبات طموحة كإندونيسيا والعراق، في مشوار لا يعرف الرحمة نحو حلم المونديال.
السعودية إذن تدخل الملحق وهي أكثر استعدادًا، مدعومة بعودة أعمدتها الأساسية، في محاولة لإضافة صفحة جديدة مشرقة إلى سجل مشاركاتها المونديالية الممتدة منذ 1994.