أثار قرار نادي الاتحاد بإقالة المدرب الفرنسي لوران بلان الكثير من الجدل في الأوساط الرياضية السعودية، خاصة أن الخطوة جاءت في توقيت حساس بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة للفريق على المستويين المحلي والقاري.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟
وكان الاتحاد قد أعلن رسميًا السبت الماضي إنهاء التعاقد مع بلان وجهازه المعاون، وهو القرار الذي فتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول الأسباب الحقيقية التي دفعت الإدارة لاتخاذ هذه الخطوة المفاجئة.
ويحمل بلان سجلاً مميزًا مع الاتحاد بعد أن قاد الفريق لتحقيق الثنائية المحلية في الموسم الماضي بالتتويج بلقب الدوري السعودي للمحترفين وكأس خادم الحرمين الشريفين.
غير أن البداية المتعثرة للفريق هذا الموسم، بخسارته في أكثر من مواجهة حاسمة، جعلت الأصوات تتعالى بضرورة إجراء تغيير فني يعيد الفريق إلى مساره الصحيح.
وقد جاءت الخسارة أمام النصر بهدفين دون رد في الجولة الرابعة من دوري روشن، لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير وأعطت الإدارة المبرر المعلن لإنهاء عقد المدرب الفرنسي.
وبالرغم من ذلك، يرى مراقبون أن إقالة مدرب بحجم بلان في هذا التوقيت المبكر لا يعكس فقط نتائج المباريات، بل ربما يرتبط بصراعات داخلية وتوجهات متباينة في غرفة صناعة القرار داخل النادي.
وكشف الإعلامي عبيد الله العيسى خلال ظهوره في بودكاست رياضي أن قرار إقالة بلان لم يكن صادراً بالضرورة من الإدارة الرياضية بشكل مباشر كما قد يظن البعض.
وأشار العيسى إلى أن المدير الرياضي رامون بلانيس والرئيس التنفيذي دومينجوس لم يكونا أصحاب اليد الطولى في إبعاد المدرب، ما يزيد من الغموض حول الجهة التي حسمت الموقف.
وبالفعل أوضح العيسى أن العقلية الأوروبية التي يمثلها مسؤولو النادي لا تميل إلى إقالة المدربين سريعًا، وهو ما يدعم فرضية أن القرار ربما جاء بضغوط من أطراف أخرى داخل المنظومة.
كما استند في تحليله إلى أن بلان لم يكن مجرد مدرب عادي، بل شخصية قادت الاتحاد للقبين تاريخيين في موسم واحد، وتم تكريمه رسميًا كأفضل مدرب من رابطة الدوري السعودي.
ويرى آخرون أن التوتر داخل الاتحاد لم يقتصر على النتائج الرياضية، بل شمل أيضًا تحديات متعلقة بإدارة غرفة الملابس وتوازن النجوم الكبار مع فلسفة المدرب الفرنسي.
وقد ظهر ذلك جليًا بعد خروج الفريق المبكر من بطولة كأس السوبر السعودي بخسارته أمام النصر، وهو ما اعتبره كثيرون مؤشرًا على بداية اهتزاز ثقة الإدارة والجماهير في بلان.
وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد كان يطمح لمواصلة هيمنته على البطولات المحلية في ظل المنافسة الشرسة مع أندية النصر والهلال والأهلي المدعومة بصفقات عالمية.
لكن التخبط الفني والنتائج السلبية في بداية الموسم الحالي جعلت طموحات النادي تصطدم بواقع صعب، وأثارت الشكوك حول قدرة بلان على مواصلة المشوار بنفس الزخم السابق.
ومن الواضح أن إدارة الاتحاد اختارت التضحية بالمدرب الفرنسي مبكرًا كخطوة استباقية لإنقاذ موسم قد ينزلق نحو المجهول إذا استمرت النتائج السلبية.
ويترقب جمهور العميد الآن هوية المدرب الجديد الذي سيتولى قيادة الفريق في المرحلة المقبلة، وسط توقعات بأن يكون الاسم القادم صاحب خبرة كبيرة في الدوري السعودي.
ويعتقد بعض المحللين أن إقالة بلان قد تكون جزءًا من إعادة هيكلة شاملة في الاتحاد تتماشى مع طموحات الأندية السعودية في إطار دعم رؤية المملكة 2030 التي تسعى لتعزيز مكانة الدوري ضمن أفضل الدوريات العالمية.
ومع استمرار الجدل، تبقى الحقيقة أن الاتحاد أغلق صفحة مدرب أوروبي كبير، ليبدأ رحلة البحث عن قائد جديد يعيد الفريق إلى المنافسة على كل الألقاب محليًا وقاريًا.