الدفاع المدني
"المرور" يفتح تحقيقاً عاجلاً بعد "حادث الكوبري المأساوي" بالرياض.. تفاصيل صادمة خلف سقوط الدورية!
كتب بواسطة: سعيد الصالح |

شهدت العاصمة الرياض مساء أمس حادثًا مروعًا هز الشارع السعودي، بعدما انتهت مطاردة أمنية على أحد الكباري بسقوط دورية تابعة للجهات الأمنية فوق سيارة مدنية من نوع «أكسنت»، في مشهد مأساوي خلّف خسائر بشرية موجعة.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟

وبحسب شهود عيان، فقد بدأت الواقعة أثناء مطاردة أمنية لمركبة يُشتبه في تورطها بمخالفة مرورية جسيمة، قبل أن تنحرف الدورية بشكل مفاجئ على الكوبري وتسقط من ارتفاع شاهق فوق السيارة التي كانت تمر في الأسفل.

وأفادت المعلومات الأولية بأن قائد السيارة المتضررة وهو مقيم مصري الجنسية، فارق الحياة على الفور متأثرًا بإصاباته البليغة الناتجة عن قوة الاصطدام، فيما نُقل رجل الأمن الذي كان يقود الدورية إلى المستشفى في حالة حرجة.

لاحقًا، رجّحت مصادر طبية وفاة رجل الأمن متأثرًا بجراحه، لتتحول الحادثة إلى مأساة مزدوجة تجمع بين الواجب الرسمي والقدر المؤلم الذي خطف روحين في لحظة واحدة.

وأظهرت صور ومقاطع متداولة على منصات التواصل حجم الدمار الذي خلّفه الحادث، إذ تهشمت الدورية بالكامل، بينما تحولت السيارة الصغيرة إلى كومة من الحديد، مما صعّب مهمة فرق الإنقاذ في إخراج الجثامين.

وسارعت فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر إلى موقع الحادث فور تلقي البلاغ، حيث باشرت عمليات الإنقاذ والإخلاء وسط تجمهر المارة، فيما أُغلق الكوبري مؤقتًا لتنظيم حركة المرور وإزالة آثار الحادث.

وتولت الجهات الأمنية التحقيق في ملابسات الحادث، لمعرفة تفاصيل المطاردة وأسباب انحراف الدورية، وهل كانت السرعة أو ظروف الطريق عاملين مساهمين في الكارثة.

كما يجري فحص كاميرات المراقبة في المنطقة لتوثيق لحظة السقوط وتحديد التسلسل الزمني الدقيق للحادثة، في محاولة لتوضيح ما إذا كانت هناك ملاحقة مستمرة أو محاولة تفادي الاصطدام.

وتعاطف المواطنون والمقيمون على نطاق واسع مع أسرة المتوفى المصري، حيث انهالت الدعوات بالرحمة له ولرجل الأمن الذي كان يؤدي واجبه بكل إخلاص، في مشهد إنساني يعكس عمق التلاحم بين المجتمعين السعودي والمصري.

وتداول مستخدمو منصات «إكس» و«تيك توك» وسمًا بعنوان «حادث_الرياض»، عبروا فيه عن حزنهم الشديد للحادث، مطالبين في الوقت نفسه بمراجعة آليات المطاردات الأمنية في المناطق المزدحمة لتفادي تكرار مثل هذه المآسي.

من جهتها، أكدت الجهات الأمنية أنها تلتزم بأعلى معايير السلامة في تنفيذ المطاردات، لكنها لا تستبعد التحقيق في أي تجاوزات محتملة، مشددة على أن الحفاظ على الأرواح أولوية قصوى في جميع المهام الميدانية.

ويرى مراقبون أن الحادث قد يدفع لإعادة تقييم سياسات المطاردات داخل المدن الكبرى مثل الرياض، خصوصًا مع تزايد الكثافة المرورية واتساع شبكة الكباري والأنفاق.

وأشار آخرون إلى أن سرعة الاستجابة وتوثيق الحادث ستسهم في تحقيق العدالة ومعرفة الأسباب الحقيقية، سواء كانت تتعلق بعامل بشري أو خلل في الطريق أو ضعف في أنظمة الحماية بالدورية.

ويُتوقع أن تصدر وزارة الداخلية بيانًا تفصيليًا خلال الساعات القادمة لتوضيح نتائج التحقيق الأولي، في ظل الاهتمام الكبير الذي لاقته الحادثة على المستويين الإعلامي والشعبي.

الحادثة أعادت إلى الأذهان حوادث مشابهة وقعت في الأعوام الماضية، حين تحولت مطاردات أمنية في مناطق حضرية إلى كوارث مفجعة بسبب الارتباك أو السرعة الزائدة.

ويؤكد مختصون في السلامة المرورية أن الحل يكمن في الموازنة بين الحزم الأمني والحذر الميداني، بحيث تُدار المطاردات وفق بروتوكولات صارمة تتجنب تعريض المدنيين للخطر.

في المقابل، ناشد ناشطون عبر المنصات بضرورة دعم أسر الضحايا وتعويضهم، تقديرًا لما تحملوه من ألم الفقد، داعين إلى تخليد ذكرى رجل الأمن المتوفى باعتباره شهيد واجب.

ورغم قسوة المشهد، إلا أن الحادث كشف عن روح التضامن التي جمعت السعوديين والمقيمين في مشاعر الحزن، وهو ما يعكس الوجه الإنساني للمجتمع السعودي في مواجهة المحن.

رحم الله المتوفين وأسكنهم فسيح جناته، وألهم ذويهم الصبر والسلوان، وجعل هذا الحادث المؤلم دافعًا لمزيد من الوعي والانتباه في التعامل مع المواقف الميدانية الخطرة.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار