في مشهد درامي أنقذت فرق الدفاع المدني بمحافظة القنفذة خمسة أشخاص احتجزتهم السيول داخل مركبتهم بعد أن جرفها التيار القوي أثناء جريان أحد الأودية، حيث تحركت الفرق الميدانية بسرعة إلى الموقع فور تلقي البلاغ وتمكنت من إخراجهم جميعًا وهم في حالة صحية جيدة.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟
وأكد الدفاع المدني في بيان رسمي أن العملية تمت وسط ظروف مناخية صعبة نتيجة استمرار الأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة منذ صباح اليوم، مشيرًا إلى أن سرعة الاستجابة كانت عاملاً حاسمًا في إنقاذ الأرواح ومنع وقوع كارثة محققة.
وأوضح البيان أن الحادث وقع عندما حاول قائد المركبة عبور الوادي رغم التحذيرات المسبقة الصادرة من الجهات المختصة، ما أدى إلى انحراف المركبة وجرفها لمسافة طويلة قبل أن تستقر في منطقة وعرة يصعب الوصول إليها.
وبين الدفاع المدني أنه جرى التنسيق مع الإدارة العامة للمرور لتطبيق الأنظمة بحق قائد المركبة، وذلك بعد ارتكابه مخالفة صريحة تتمثل في المجازفة بعبور الأودية أثناء جريانها، وهي من السلوكيات التي تشكل خطرًا كبيرًا على الأرواح والممتلكات.
وأضافت الجهات الأمنية أن هذه المخالفة لا تقتصر على الغرامات فقط بل تشمل إجراءات نظامية قد تصل إلى الإيقاف وفقًا لحجم الخطر الذي تسببه مثل هذه التصرفات المتهورة.
وشدد الدفاع المدني على أن سلامة المواطنين والمقيمين تأتي في المقام الأول، داعيًا الجميع إلى الالتزام بتعليمات السلامة وتجنب الاقتراب من مجاري السيول والأودية في مثل هذه الظروف الجوية.
وأشار إلى أن المحافظة شهدت خلال الأيام الماضية أمطارًا غزيرة تسببت في ارتفاع منسوب المياه في عدد من الأودية والشعاب، مما استدعى رفع الجاهزية في جميع المراكز الميدانية تحسبًا لأي طارئ.
وأكدت فرق الطوارئ أنها استخدمت في عملية الإنقاذ معدات متطورة منها القوارب المطاطية وأجهزة تحديد المواقع، ما ساعد على الوصول إلى المركبة رغم صعوبة التضاريس وسرعة التيار المائي.
وأثنى الدفاع المدني على تعاون الأهالي في تسهيل مهام الفرق الميدانية، مشيرًا إلى أن التزام السكان بالتعليمات ساهم في تقليل حجم الأضرار خلال موجة الأمطار الحالية.
من جهة أخرى، جددت المديرية العامة للدفاع المدني دعوتها لعدم المخاطرة بعبور الأودية أو الوقوف في مجاري السيول حتى وإن بدا جريانها بسيطًا، لأن قوة التيار المائي قد تكون خادعة في كثير من الأحيان.
وأوضحت أن معظم حالات الغرق التي تم تسجيلها خلال السنوات الماضية كانت نتيجة التهاون في هذا النوع من التحذيرات، ما يجعل التوعية المستمرة ضرورة قصوى لحماية الأرواح.
كما دعت الأسر إلى مراقبة أطفالها وعدم السماح لهم بالاقتراب من مناطق تجمع المياه أو الأودية خصوصًا في الأوقات التي تشهد تساقط الأمطار بشكل متواصل.
وتعمل الجهات المعنية في القنفذة حاليًا على تقييم الأضرار التي خلفتها الأمطار الغزيرة، فيما تواصل الفرق الميدانية إزالة العوائق وتنظيف الطرق المتضررة لضمان عودة الحركة بشكل آمن.
وأشارت مصادر محلية إلى أن العديد من قرى المحافظة شهدت انقطاعًا مؤقتًا في الكهرباء نتيجة شدة العواصف، إلا أن فرق الطوارئ التابعة لشركة الكهرباء تمكنت من إعادة الخدمة خلال ساعات.
في المقابل، أكدت الجهات الرسمية استمرار حالة التأهب القصوى تحسبًا لأي تطورات مناخية مفاجئة، حيث لا تزال التوقعات تشير إلى احتمال استمرار الأمطار خلال الساعات المقبلة.
ويأتي هذا الحادث ضمن سلسلة من الحوادث المشابهة التي تشهدها بعض المناطق السعودية مع حلول موسم الأمطار، رغم الجهود المكثفة للتوعية بأخطار عبور الأودية والسيول.
ويعكس تطبيق العقوبات بحق المخالفين حرص الدولة على تعزيز ثقافة السلامة والردع الإيجابي لكل من يستهين بالتعليمات، بما يسهم في حماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة.
ويُتوقع أن تشهد الأيام المقبلة مزيدًا من الحملات التوعوية الموجهة للسكان في المناطق المعرضة للأمطار، بهدف تعزيز الالتزام بالإرشادات الوقائية والحد من الحوادث المتكررة في مثل هذه الحالات.
إن حادث القنفذة يسلط الضوء مجددًا على أهمية الوعي المجتمعي والتعاون مع الجهات الأمنية في مواجهة الظواهر الطبيعية، فالحذر والالتزام يظلان السلاح الأهم أمام غضب الطبيعة المتقلبة.