وادي تربة
"وادي تربة" يكشف معاناة الطريق الأوسط.. ومطالب عاجلة قبل أن تتكرر الكارثة!
كتب بواسطة: سعد احمد |

يشهد الطريق السريع الذي يعبر وادي تربة تكرارًا لمخاطر السيول بشكل مستمر، ما جعل الأهالي والمسافرين يطالبون بسرعة إيجاد حل جذري يضمن سلامة العابرين، خاصة أن الطريق يمثل شريانًا حيويًا يربط بين منطقة مكة المكرمة والمنطقة الجنوبية، ويمر بعدد من القرى والمحافظات التي تشهد حركة مرور نشطة.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟

ويؤكد الأهالي أن معاناة المسافرين تتكرر مع كل موسم أمطار، إذ تتحول السيول إلى عائق كبير أمام الحركة المرورية، وتزداد المخاطر مع ارتفاع منسوب المياه، ما يجعل عبور المركبات في غاية الخطورة، خصوصًا خلال الفترات المسائية أو عند غياب فرق الإنقاذ في الموقع.

وقد رصدت “سبق” ميدانيًا حجم المشكلة التي يعانيها العابرون للطريق، حيث تظهر تجمعات المياه بوضوح بعد كل هطول مطري، وتتسبب في تعطل الحركة المرورية وتوقف المركبات، فيما تتزايد المخاوف من حوادث الغرق والانجراف في حال استمرار تجاهل المشكلة.

ويقوم الدفاع المدني بمحافظة تربة بجهود كبيرة خلال تلك الفترات، إذ يتمركز أفراده ميدانيًا على بُعد أكثر من 140 كيلومترًا ذهابًا وإيابًا لمتابعة الموقع، ونشر الدوريات والمعدات الثقيلة تحسبًا لأي طارئ يمكن أن يهدد حياة المارة.

وتكثف فرق الدفاع المدني عملياتها الميدانية أثناء جريان السيول، من خلال تحذير المسافرين ومنع عبور المركبات في المناطق الخطرة، حفاظًا على سلامة الأرواح والممتلكات، وهو ما يلقى إشادة واسعة من الأهالي الذين يثمنون تلك الجهود المستمرة رغم الظروف الصعبة.

وتزداد خطورة الطريق في أوقات المساء بسبب غياب الإنارة، حيث تصبح الرؤية شبه معدومة، ما يصعب على قائدي المركبات ملاحظة ارتفاع منسوب المياه أو تدفقها المفاجئ، الأمر الذي أدى في أكثر من مرة إلى حوادث مؤلمة كان يمكن تفاديها بتحسين البنية التحتية.

ويشير الأهالي إلى أن تهالك الطبقة الإسفلتية يزيد من معاناة السائقين، إذ تتشكل الحفر والمطبات مع كل موجة أمطار، ما يجعل القيادة أكثر صعوبة، خاصة في ظل غياب الحلول الدائمة التي تضمن تصريف المياه بشكل آمن وسريع.

ويطالب سكان تربة والقرى المجاورة الجهات المعنية بسرعة إنشاء عبارة لتصريف السيول في هذا الموقع الحيوي، باعتبارها الحل الأمثل لتقليل الخطر وحماية الأرواح، لاسيما أن الطريق يشهد كثافة في حركة النقل بين المناطق الغربية والجنوبية.

كما شدد الأهالي على ضرورة وضع حلول هندسية متقدمة تتناسب مع طبيعة الوادي، لضمان استمرار حركة السير دون انقطاع أثناء السيول، مع تحسين مستوى الإنارة وصيانة الطريق بشكل دوري لتجنب التدهور المستمر في طبقته الإسفلتية.

وأكد عدد من المواطنين أن الطريق الحالي لا يلبي متطلبات الأمان، خاصة مع غياب لوحات التحذير والإرشاد الكافية التي تنبه السائقين إلى مناطق تجمع المياه أو المنعطفات الخطرة، مما يجعلهم عرضة للمخاطر في كل مرة تهطل فيها الأمطار.

ويشير الأهالي إلى أن الجهات المختصة سبق أن تلقت العديد من البلاغات حول خطورة الموقع، إلا أن المعالجة لم تتجاوز الحلول المؤقتة التي سرعان ما تزول مع أول سيول قادمة، ما يضاعف حجم المشكلة عامًا بعد عام.

ويأمل سكان المنطقة أن يتم إدراج المشروع ضمن أولويات وزارة النقل والخدمات اللوجستية، بوصفه طريقًا ذا أهمية استراتيجية يربط بين مناطق حيوية في المملكة، ويسهم في تسهيل حركة المسافرين والتجارة والنقل البري.

كما دعوا إلى التنسيق بين الدفاع المدني والجهات البلدية والهندسية لتسريع تنفيذ الحلول الدائمة، وتوفير معدات تصريف فعالة تقلل من احتمالية انقطاع الطريق أو انجراف التربة خلال فترات الأمطار الغزيرة.

ويرى خبراء النقل أن إنشاء عبارة تصريف مناسبة سيسهم في الحد من الخسائر المادية والبشرية، ويجعل الطريق أكثر أمانًا واستدامة، كما أنه سيتماشى مع توجهات المملكة في تطوير بنيتها التحتية ورفع كفاءة شبكات الطرق.

وأشار بعض المسافرين إلى أن الطريق يشهد كثافة عالية خلال مواسم الإجازات والأعياد، حيث تتضاعف أعداد العابرين، مما يجعل المشكلة أكثر إلحاحًا، ويزيد من الحاجة إلى سرعة إنجاز المشروع قبل موسم الأمطار المقبل.

كما أكدوا أن الوضع الحالي لا ينسجم مع ما وصلت إليه شبكة الطرق في المملكة من تطور ملحوظ، داعين إلى أن تكون الحلول على مستوى الرؤية الوطنية الطموحة التي تسعى لتوفير بيئة نقل آمنة ومتطورة لجميع المستخدمين.

وشدد المواطنون على أن سلامة الإنسان يجب أن تكون أولوية قصوى، وأن توفير البنية التحتية اللازمة لتصريف السيول ليس مجرد مطلب خدمي، بل ضرورة لحماية الأرواح وضمان استمرار التنمية في مختلف المناطق.

واختتم الأهالي حديثهم بالتأكيد على ثقتهم في استجابة الجهات المختصة لمطالبهم، مؤملين أن يروا في القريب العاجل تنفيذ مشروع عبارة التصريف، ليصبح الطريق أكثر أمنًا، وينتهي معه فصل طويل من المعاناة المتكررة مع كل موسم مطير.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار