تعيش محافظة طريف هذه الأيام أجواءً جميلةً جذبت الأهالي والمقيمين والزوار إلى حدائقها ومتنزهاتها المنتشرة في أرجائها، حيث تحولت تلك المواقع إلى وجهةٍ مفضلةٍ للعائلات الباحثة عن لحظات استرخاء وسط الطبيعة وأجواءٍ معتدلةٍ تميل إلى البرودة.
إقرأ ايضاً:إنزاجي يكشف سر تشكيلته المفاجئة أمام الاتحاد .. هذا اللاعب بديلاً لسالم الدوسري!الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتها
تبدو الحدائق العامة في طريف خلال ساعات الصباح والمساء مفعمةً بالحركة والحياة، فالمتنزهون يمارسون رياضة المشي على الممرات المخصصة، فيما تعج الملاعب بالشباب الذين يفضلون قضاء أوقاتهم في لعب كرة القدم واستنشاق الهواء النقي.
عدسة وكالة الأنباء السعودية «واس» وثّقت مشاهد متنوعة تعكس حيوية المكان، حيث اجتمعت العائلات في جلساتٍ هادئةٍ بين المسطحات الخضراء، بينما يتنقل الأطفال بين الألعاب المختلفة وهم يملأون المكان ضجيجًا وسعادة.
وتشكل هذه الفترة من العام فرصةً ذهبيةً لسكان طريف للاستمتاع بالأجواء قبل دخول فصل الشتاء البارد، إذ تتراوح درجات الحرارة بين الاعتدال والبرودة اللطيفة، ما يشجع على الأنشطة الخارجية دون عناء.
يقول عددٌ من الأهالي إنهم وجدوا في الحدائق العامة متنفسًا طبيعيًا يخفف ضغوط الحياة اليومية، ويساعدهم على كسر الروتين والترويح عن النفس في أجواءٍ مريحةٍ وآمنة.
وأشار بعض الزوار إلى أن هذه المتنزهات لم تعد مجرد أماكن للجلوس فقط، بل أصبحت بيئةً متكاملةً للترفيه والرياضة والاجتماعات العائلية التي تقوي الروابط الاجتماعية.
وتحرص بلدية طريف على صيانة المرافق العامة وتوفير الخدمات اللازمة لراحة الزوار، مثل إنارة الممرات وتوفير أماكن الجلوس والنظافة الدورية للمواقع الحيوية.
كما شهدت المنطقة خلال الأعوام الأخيرة اهتمامًا ملحوظًا بتطوير الحدائق والمسطحات الخضراء، ضمن مشاريع تهدف إلى تحسين جودة الحياة بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وتُعد هذه المبادرات جزءًا من خطة شاملة لتعزيز المساحات المفتوحة في المدن الصغيرة، وتشجيع المجتمع المحلي على ممارسة الرياضة في بيئاتٍ صحيةٍ وآمنة.
من جهتهم، أوضح الأهالي أنهم يحرصون على زيارة الحدائق بشكلٍ يومي تقريبًا، مستغلين اعتدال الطقس الذي يجعل الجلسات المسائية تجربةً مثاليةً للعائلات.
وأكدوا أن أطفالهم يجدون في الألعاب المتنوعة مساحةً للفرح والحركة، في حين يستمتع الكبار بالمشي أو تناول القهوة في الهواء الطلق وسط أجواءٍ ودّيةٍ تجمع الجميع.
ويلاحظ الزائر لحدائق طريف حضورًا لافتًا للعائلات الشابة التي تبحث عن أنشطةٍ اجتماعيةٍ تسهم في تعزيز الترابط الأسري وتوفير بيئةٍ ترفيهيةٍ آمنةٍ لأطفالهم.
ويقول أحد الزوار إن متعة التنزه في طريف لا تقتصر على الجمال الطبيعي فقط، بل تمتد إلى الإحساس بالسكينة والهدوء بعيدًا عن صخب المدن الكبرى.
ويشير آخرون إلى أن الحدائق أصبحت أيضًا مقصدًا لمحبي التصوير الذين يوثقون جمال الطبيعة ومشهد الغروب الذي يلون سماء المنطقة بدرجاتٍ ساحرةٍ من الأحمر والذهبي.
وتسهم هذه الحركة السياحية الداخلية في إنعاش الأنشطة التجارية المحيطة بالمتنزهات مثل المقاهي والمطاعم وباعة المأكولات الشعبية الذين يجدون في عطلات نهاية الأسبوع موسمًا مزدهرًا.
وتتعاون الجهات المحلية في المحافظة على تنظيم الفعاليات الصغيرة داخل الحدائق، مثل عروض الأطفال أو حملات التوعية البيئية التي تضيف بعدًا ثقافيًا للمكان.
ويأمل سكان طريف أن تتواصل خطط تطوير المرافق العامة لتشمل إنشاء المزيد من المسارات الرياضية والمناطق الترفيهية الجديدة التي تواكب احتياجات السكان المتزايدة.
وتبقى حدائق طريف خلال هذا الموسم وجهةً نابضةً بالحياة، تعكس التوازن بين جمال الطبيعة وروح المجتمع المحلي الذي يعرف كيف يصنع الفرح من تفاصيلٍ بسيطةٍ في كل مساء.