يستمر الجدل داخل الأوساط الرياضية السعودية حول مستقبل الجهاز الفني لنادي الاتحاد، بعد القرار المفاجئ بإقالة المدرب الفرنسي لوران بلان، في خطوة أعادت فتح ملف القيادة الفنية للفريق الأول مجددًا.
إقرأ ايضاً:إنزاجي يكشف سر تشكيلته المفاجئة أمام الاتحاد .. هذا اللاعب بديلاً لسالم الدوسري!الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتها
وقد جاء قرار الإقالة بعد أربع جولات فقط من انطلاق دوري روشن للمحترفين، وهي مدة قصيرة نسبيا أثارت تساؤلات كثيرة حول أسباب التغيير السريع في الجهاز الفني للفريق.
ويرى متابعون أن نتائج الاتحاد لم تكن مقنعة في بداية الموسم، رغم امتلاكه مجموعة من أبرز النجوم المحليين والأجانب الذين كانوا مرشحين للمنافسة على اللقب منذ الجولة الأولى.
ويبدو أن إدارة النادي برئاسة أنمار الحائلي فضلت التحرك المبكر لتصحيح المسار، تجنبًا لأي تراجع في الأداء قد يؤثر على طموحات الفريق في البطولات المحلية والقارية.
وبحسب المصادر، بدأت الإدارة بالفعل دراسة عدد من الملفات التدريبية لأسماء أوروبية بارزة، يأتي في مقدمتها المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو الذي يقود حاليًا فريق بورتو البرتغالي.
ويُعد كونسيساو من الأسماء المفضلة لدى الإدارة لما يتمتع به من شخصية قوية وانضباط تكتيكي عالٍ، وهو ما تبحث عنه إدارة الاتحاد بعد تجربة بلان القصيرة.
وبالفعل، كشفت بعض التقارير أن وكيل المدرب البرتغالي تلقى اتصالًا مبدئيًا من جانب إدارة الاتحاد لجس النبض بشأن إمكانية التعاقد في الفترة المقبلة.
ومن جانبه، أشارت مصادر مقربة من النادي إلى أن النجم الفرنسي كريم بنزيما لا يمانع فكرة التعاقد مع كونسيساو، بل أبدى انفتاحه الكامل على العمل معه حال تمت الصفقة رسميًا.
وقد جاء هذا الموقف بعد شائعات رددتها بعض وسائل الإعلام حول تدخل بنزيما في قرارات النادي الفنية، وهو ما نفاه مقربون منه بشكل قاطع مؤكدين احترامه الكامل لصلاحيات الإدارة.
ويُذكر أن العلاقة بين بلان وبنزيما لم تشهد أي توتر ظاهر، إلا أن الأداء غير المقنع في المباريات الأخيرة جعل الأمور أكثر توتراً داخل غرفة الملابس.
ويرى محللون أن تغيير المدرب في هذا التوقيت قد يمنح الفريق دفعة جديدة على المستوى المعنوي، خصوصًا قبل انطلاق المنافسات الآسيوية التي يعوّل عليها الاتحاد كثيرًا.
وبحسب التقارير الواردة من البرتغال، فإن كونسيساو لم يحسم موقفه بعد من الرحيل عن بورتو، إلا أن عرض الاتحاد قد يكون مغريًا نظرًا لحجم المشروع الرياضي والدعم المالي الكبير.
ويؤكد مراقبون أن إدارة الاتحاد تسعى إلى إعادة بناء هوية الفريق من جديد، بعد أن شهد الموسم الماضي تذبذبًا في الأداء رغم تحقيق بطولتي دوري روشن وكأس الملك.
كما تهدف الإدارة إلى إيجاد مدرب يتمتع بقدرة عالية على الانضباط التكتيكي والسيطرة على غرفة الملابس، وهو ما فشل بلان في تحقيقه خلال فترة ولايته القصيرة.
وتشير بعض التسريبات إلى أن المفاوضات الجارية تجري بسرية تامة، تحسبًا لأي تعقيدات قانونية أو تفاوضية مع نادي بورتو في حال فسخ عقد كونسيساو الحالي.
ويبدو أن جماهير الاتحاد تترقب بشغف الإعلان الرسمي عن المدرب الجديد، بعد أن انقسمت الآراء بين مؤيد للتغيير ومعارض يرى أن بلان لم يحصل على فرصته الكاملة.
ويرى البعض أن شخصية كونسيساو القوية قد تتناسب مع طبيعة الفريق الذي يضم أسماء عالمية تحتاج إلى مدرب حازم قادر على فرض الانضباط داخل وخارج الملعب.
ومع استمرار الغموض حول الموعد النهائي للإعلان، يبقى السؤال الأهم في الشارع الرياضي السعودي: هل يكون كونسيساو هو الرجل الذي سيقود الاتحاد لاستعادة بريقه المحلي والقاري؟