تختبر شركة جوجل الأمريكية في الوقت الحالي تحديثًا جديدًا لمساعدها الذكي جيميني، في خطوة تعكس توجه عملاق التقنية نحو تطوير تجربة المستخدم وجعل التفاعل مع الذكاء الاصطناعي أكثر سلاسة وجاذبية.
إقرأ ايضاً:نصائح علمية تحمي حياتك.. ماذا تكشف التحاليل الأساسية بعد الأربعين؟انتفاضه تاريخية للنصر تحت قيادة جيسوس.. فهل تستمر هيمنة النصر محليًا وقاريًا؟
وبحسب تقارير تقنية عالمية، فإن التحديث الجديد سيمنح جيميني مظهرًا مختلفًا كليًا، مع واجهة جديدة تعتمد على موجز للأخبار قابل للتمرير، وهو ما يشبه إلى حد كبير أسلوب عرض المحتوى في تطبيق إنستغرام.
ويبدو أن جوجل تسعى من خلال هذه الخطوة إلى دمج الطابع الاجتماعي مع الذكاء الاصطناعي، بحيث لا يقتصر المساعد الذكي على الحوار النصي فقط، بل يتحول إلى تجربة تفاعلية بصرية تغري المستخدمين بالبقاء لفترة أطول داخل التطبيق.
وقد أشار مطورو التقنية إلى أن التصميم الجديد لجيميني سيعزز من قدرته التنافسية أمام روبوتات الدردشة الأخرى مثل شات جي بي تي وديب سيك وبيربليكستي، التي تشهد منافسة محتدمة في سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وتتضمن الواجهة الجديدة مربعًا للنصوص في أسفل الشاشة، إلى جانب موجز للأخبار ومجموعة من المطالبات السريعة التي تساعد المستخدم على البدء في المحادثة دون الحاجة إلى الكتابة من الصفر.
كما أضافت جوجل مجموعة من الاختصارات الجديدة مثل أداة تصميم صورة، والبحث العميق، وهي ميزات تهدف إلى جعل المساعد الذكي أكثر شمولية في المهام اليومية.
ويبدو أن جوجل لم تكتف بالتصميم فحسب، بل ركزت أيضًا على جعل تجربة الاستخدام أكثر شخصية، بحيث يعرض جيميني تحيات مختلفة واقتراحات متنوعة بناءً على اهتمامات المستخدم وسلوكه السابق داخل المنصة.
وقد تم الكشف عن الواجهة الجديدة من خلال عمليات هندسة عكسية أجراها مطورون مستقلون، تمكنوا من تفعيل التصميم قبل طرحه رسميًا للجمهور، ما منح المستخدمين نظرة أولية على ما تعمل عليه الشركة.
وأظهرت الصور المسربة مجموعة من المطالبات التفاعلية التي يمكن للمستخدم تجربتها مثل انقلني إلى الفضاء السحيق أو أعطني مظهرًا جرونجيًا عتيقًا أو اختبرني في أساسيات علم الأحياء.
ويعكس هذا التنوع في المطالبات رغبة جوجل في جعل جيميني منصة متعددة الاستخدامات، تجمع بين الترفيه والتعليم والإبداع في آن واحد، دون أن يفقد طابعه العملي كمساعد ذكي متكامل.
كما تشير التقديرات إلى أن التحديث الجديد سيمنح جيميني القدرة على توليد الصور بدقة أعلى، إضافة إلى تحسين إمكاناته في البرمجة والتحليل النصي، وهي ميزات طال انتظارها من قبل المطورين.
ويرى محللون في قطاع التقنية أن هذه الخطوة تأتي في إطار سعي جوجل للحاق بالتطور السريع في سوق الذكاء الاصطناعي، خصوصًا بعد النجاحات التي حققتها شركات منافسة في إطلاق منتجات أكثر جرأة.
وبالفعل، تعتبر هذه الواجهة الجديدة محاولة واضحة من جوجل لاستعادة بريقها في هذا المجال، بعد أن واجهت بعض الانتقادات خلال الأشهر الماضية بشأن بطء تطوير جيميني مقارنة بمنافسيه.
ويعتقد خبراء أن تصميم الواجهة بأسلوب قابل للتمرير سيجعل التفاعل مع المساعد الذكي أكثر انسيابية، كما أنه سيشجع المستخدمين على استكشاف إمكانيات جيميني بطريقة مرئية وممتعة.
وقد حرصت الشركة أيضًا على الحفاظ على بساطة التصميم رغم التغييرات الكبيرة، لتبقي تجربة الاستخدام مألوفة وسهلة حتى للمستخدمين الجدد الذين لم يعتادوا بعد على أدوات الذكاء الاصطناعي.
وتعمل جوجل حاليًا على اختبار التحديث داخليًا قبل طرحه للعامة، مع احتمالية الإعلان عنه رسميًا خلال حدثها التقني السنوي القادم، والذي عادة ما تكشف فيه عن أبرز ابتكاراتها.
وتشير بعض التسريبات إلى أن الشركة تخطط لدمج هذا التصميم مع تحديثات إضافية تشمل تحسين جودة اللغة وسرعة الاستجابة، بما يجعل تجربة المستخدم أقرب إلى المحادثة الطبيعية.
ويبدو أن جوجل تراهن على هذا التحديث ليكون نقطة تحول في مسيرة جيميني، إذ يجمع بين الجمال البصري والذكاء العملي في مزيج جديد قد يعيد تعريف مفهوم المساعد الشخصي الذكي.
وفي النهاية، ينتظر المستخدمون حول العالم طرح هذا التحديث بشغف، لمعرفة ما إذا كانت جوجل ستنجح في تقديم تجربة مختلفة حقًا، أم أن المنافسة ستظل تحسمها روبوتات الدردشة الأخرى.
