خرج محمد الناصر المدير التنفيذي لكرة القدم في نادي الشباب بتصريحات مثيرة للجدل حملت رسائل مبطنة تجاه الجهاز الطبي في النادي الأهلي، في وقت يعيش فيه الأخير أجواءً مشحونة بين المدرب الألماني ماتياس يايسله وبعض مكونات الفريق، الأمر الذي فتح بابًا جديدًا للخلافات المحتملة داخل البيت الأهلاوي.
إقرأ ايضاً:إنزاجي يكشف سر تشكيلته المفاجئة أمام الاتحاد .. هذا اللاعب بديلاً لسالم الدوسري!الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتها

الناصر ظهر عبر برنامج "نادينا" على شاشة قناة إم بي سي الفضائية مساء السبت، ليكشف عن عدة ملفات تخص نادي الشباب وما مر به من أحداث خلال الفترة الماضية، وسط انتقادات جماهيرية واسعة لعدد من القرارات السابقة التي ألقت بظلالها على نتائج الفريق.

من أبرز الملفات التي تناولها الناصر هو ملف المدير الرياضي السابق بافيل نيدفيد، مؤكدًا أن استقدامه كان بقرار من الإدارة السابقة برئاسة محمد المنجم، وأن وجوده داخل النادي لم يكن موفقًا على عدة أصعدة، سواء على مستوى الاختيارات أو التعاقدات الداخلية.

المدير التنفيذي للشباب لم يتردد في تحميل نيدفيد مسؤولية استقطاب بعض الأسماء غير المناسبة للعمل داخل النادي، مشيرًا إلى أن انعكاسات هذه الاختيارات ظهرت بوضوح على مردود الفريق داخل الملعب وما رافقه من نتائج غير مرضية لجماهير الليوث.

وأشار الناصر إلى أن من بين القرارات الخاطئة التي أقدم عليها نيدفيد تعاقده مع الجهاز الطبي السابق للشباب، مؤكدًا أن تلك الخطوة تسببت في تراكم الإصابات وتعدد حالات الغياب خلال الموسم الماضي، وهو ما اضطر الإدارة لاحقًا إلى الاستغناء عنهم نهائيًا.

وفي تعليق مثير، ابتسم الناصر وهو يشير إلى أن الجهاز الطبي الذي غادر نادي الشباب انتقل إلى أحد أندية جدة الكبيرة، مضيفًا بلهجة ساخرة أن تقييمهم داخل الشباب لم يكن جيدًا، وإن كان من الممكن أن يظهروا بصورة أفضل في مكانهم الجديد.

ورغم رفض الناصر الإفصاح المباشر عن اسم النادي المعني، إلا أن مقدم البرنامج عبد الرحمن الحميدي لمح بأن الوجهة الجديدة كانت إلى أحد أندية جدة الكبرى، وهو ما فسّره كثيرون بأنه إسقاط واضح على النادي الأهلي.

المتابعون اعتبروا أن المقصود بتصريحات الناصر هما أخصائيا العلاج الطبيعي دافيد أوليفا ونيكولاس تايلور، حيث التحق أوليفا بالنادي الأهلي في مارس الماضي، بينما وقع تايلور في مايو، ما يعزز فرضية انتقال الجهاز الطبي السابق للشباب إلى القلعة الخضراء.

تلك التصريحات جاءت في وقت حساس، إذ سبق للمدير الفني ماتياس يايسله أن أبدى تذمره من أداء الجهاز الطبي، محملًا إياه مسؤولية طول فترة غياب الجناح البرازيلي جالينو بعد تجدد إصابته أمام بيراميدز المصري في سبتمبر الماضي.

جالينو البالغ من العمر 27 عامًا كان قد أصيب قبل مواجهة ناساف كارشي الأوزبكي في دوري أبطال آسيا، ليعود بعدها للمشاركة أمام بيراميدز في كأس القارات الثلاث "إنتركونتيننتال"، إلا أن عودته لم تكتمل حيث خرج مصابًا بعد نصف ساعة فقط.

يايسله خرج بعد تلك المواجهة بخطاب حاد، موضحًا أنه اعتمد على تقارير الجهاز الطبي الذي منحه الضوء الأخضر لإشراك اللاعب، لكنه تفاجأ بأن الحالة البدنية لم تكن تسمح بالمشاركة الكاملة، ما اضطره إلى إخراجه مبكرًا وسط خيبة أمل كبيرة.

الخسارة أمام بيراميدز بثلاثة أهداف لهدف واحد وخسارة لقب كأس القارات الثلاث زادت من حدة الانتقادات للجهاز الطبي، في حين اعتبر كثيرون أن تصريحات الناصر جاءت لتصب الزيت على النار وتؤكد شكوك المدرب الألماني تجاه طاقمه الطبي.

وتتزايد المخاوف داخل أروقة الأهلي من أن تؤدي أي إصابات جديدة للاعبين إلى انفجار الخلاف بين يايسله والجهاز الطبي، وهو ما قد يهدد استقرار الفريق في مرحلة مهمة من الموسم، خاصة مع ارتباطه باستحقاقات محلية وقارية كبرى.

جالينو الذي انضم للأهلي في يناير 2025 قادمًا من بورتو البرتغالي مقابل 50 مليون يورو وبعقد يمتد حتى يونيو 2028، كان يُنظر إليه كأحد أهم الصفقات المنتظرة لتعزيز قوة الفريق الهجومية.

ومنذ وصوله ارتدى القميص الأهلاوي في 24 مباراة سجل خلالها سبعة أهداف وصنع خمسة، ليمنح جماهير الراقي آمالًا كبيرة في أن يكون العنصر الفارق في المواسم المقبلة، غير أن لعنة الإصابات لاحقته وأثرت على حضوره الفني هذا الموسم.

إذ لم يظهر النجم البرازيلي سوى في ست مباريات فقط منذ بداية الموسم في مختلف البطولات، دون أن ينجح في تسجيل أو صناعة أي هدف، ليبقى غيابه المتكرر أحد أبرز مصادر القلق داخل النادي الأهلي.

في ظل هذا الوضع، تظل تصريحات الناصر بمثابة إنذار غير مباشر يضع الجهاز الطبي للأهلي في دائرة الضوء، ويزيد من الضغط على المدرب يايسله الذي يطالب بجاهزية لاعبيه في الفترة المقبلة، وإلا فإن الخلاف مرشح للتصاعد بشكل أكبر.