جامعة الحدود الشمالية
"جامعة الحدود الشمالية" تضع بصمة عالمية جديدة.. النظام المبتكر يتفوق على النماذج التقليدية في دقة التنقل للمكفوفين!
كتب بواسطة: سعد احمد |

نجح فريق بحثي من جامعة الحدود الشمالية بالتعاون مع مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة في تطوير نظام ذكي جديد يهدف إلى مساعدة المكفوفين وضعاف البصر على التنقل داخل البيئات المختلفة بمرونة أكبر، ويعتمد النظام على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي المتمثلة في المحوّل البصري وآلية الانتباه ثنائي النطاق، مما يضع المملكة في موقع ريادي في مجال توظيف التكنولوجيا لخدمة الإنسانية.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟

النظام المبتكر يقوم بتحليل الصور واستخلاص السمات البصرية الدقيقة من البيئة المحيطة، ليتمكن المستخدم من التعرف على طبيعة المكان الذي يوجد فيه مثل المكاتب أو الفصول الدراسية أو المتاجر، وهو ما يوفر له استقلالية أكبر ويمنحه القدرة على الحركة دون الحاجة إلى مرافقة أو تدخل مباشر من الآخرين.

هذا التوجه يعكس جانبًا مهمًا من التفاعل بين العلم والإنسانية، حيث لا يقف البحث العلمي عند حدود المعرفة النظرية بل يتحول إلى أدوات عملية تخدم فئة مجتمعية لها احتياجات خاصة، ليصبح النظام مثالًا واضحًا على كيفية تسخير الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الحياة.

وقد أظهرت الاختبارات العملية تفوق النظام الجديد في مستويات الدقة والكفاءة عند مقارنته بالنماذج التقليدية، حيث استطاع أن يتعرف على طبيعة البيئات المختلفة بدرجة عالية من الاعتمادية، مما يعزز فرص تطبيقه على نطاق أوسع في المستقبل.

واحدة من أبرز مزايا المشروع تكمن في إمكانية تشغيل النظام على الأجهزة المحمولة والذكية، وهو ما يجعله أكثر سهولة في الاستخدام وقابلية للتطبيق اليومي من قبل الفئات المستهدفة، خاصة أن الأجهزة المحمولة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد.

هذا التوافق مع التقنيات المحمولة يفتح الباب أمام استخدام أوسع في الحياة اليومية، حيث يمكن للمستخدمين الاستفادة منه أثناء الذهاب إلى أماكن العمل أو حضور الفصول الدراسية أو حتى القيام بعمليات التسوق، مما يعزز مفهوم الاستقلالية التامة.

المشروع يأتي بدعم مباشر من مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة الذي يلعب دورًا محوريًا في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتطوير مبادرات تسهم في اندماجهم الكامل داخل المجتمع، وهذا الدعم يعكس رؤية واضحة نحو توفير حلول عملية ومستدامة لهذه الفئة.

ويتسق المشروع الجديد بشكل وثيق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تولي أهمية كبيرة لتعزيز جودة الحياة وتوسيع دائرة تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث تسعى الرؤية إلى تحقيق تكافؤ الفرص في التعليم والعمل والتنقل.

الابتكار البحثي يعكس كذلك مستوى التقدم الذي تشهده الجامعات السعودية في المجالات التقنية، إذ لم يعد دورها مقتصرًا على التعليم الأكاديمي بل امتد ليشمل الأبحاث التطبيقية التي تقدم حلولًا حقيقية للتحديات الاجتماعية.

تجربة جامعة الحدود الشمالية في هذا المشروع تمثل نموذجًا يُحتذى به في كيفية استثمار الطاقات البحثية المحلية وتوظيفها لتقديم مبادرات ذات أثر ملموس، وهو ما يرسخ صورة الجامعة كمؤسسة علمية قادرة على الإسهام في التنمية الوطنية.

كما يعزز المشروع صورة المملكة عالميًا بوصفها بيئة داعمة للبحث العلمي والابتكار، ويؤكد أن السعودية ليست مجرد مستهلك للتقنيات الحديثة بل هي مساهم فاعل في تطويرها وتوظيفها في مجالات إنسانية.

ولم تقتصر أهمية النظام على الجانب التقني فقط، بل شملت أيضًا الجانب الاجتماعي من خلال توفير الخصوصية للمكفوفين وضعاف البصر أثناء الحركة، وهو ما يمنحهم شعورًا أكبر بالثقة بالنفس والقدرة على الاعتماد على الذات.

تطبيق هذا النظام سيساعد أيضًا في تقليل الاعتماد على المرافقين والمساعدين، الأمر الذي يسهل دمج هذه الفئة في أنشطة الحياة اليومية بشكل أكثر استقلالية ويعزز مساهمتهم الفاعلة في المجتمع.

ويأتي ذلك متماشيًا مع الجهود الوطنية الرامية إلى بناء مجتمع شامل يحتضن جميع أفراده ويوفر لهم الأدوات والوسائل التي تتيح لهم فرصًا متساوية في المشاركة والتنمية، وهو ما يمثل أحد أركان التنمية المستدامة.

المشروع يشير كذلك إلى قدرة المملكة على المزج بين الخبرات البحثية المحلية والشراكات الوطنية، حيث تعاونت الجامعة مع مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة بشكل يعكس تكامل الجهود من أجل الوصول إلى منتج بحثي ذي أثر ملموس.

من المتوقع أن يسهم هذا الابتكار في فتح آفاق جديدة أمام الباحثين لتطوير مزيد من الأنظمة المماثلة، سواء لخدمة المكفوفين أو لدعم فئات أخرى من ذوي الإعاقة، مما يعزز مكانة السعودية في مجال التقنية الموجهة للاستخدامات الإنسانية.

ويؤكد نجاح النظام على أن الاستثمار في البحث العلمي وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبح مسارًا رئيسيًا في سياسات المملكة، وهو ما ينعكس على تطور المجتمع في مجالات الصحة والتعليم والتنقل.

هذا المشروع يمثل خطوة مهمة في رحلة طويلة نحو جعل المملكة مركزًا إقليميًا وعالميًا في مجال التقنيات المبتكرة، ويعكس في الوقت ذاته التزامها بمسؤولياتها الإنسانية تجاه جميع فئات المجتمع، خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار