الأمن الغذائي
"الهيئة العامة للأمن الغذائي" تكشف عن "3 ركائز حاسمة".. خطوة جديدة نحو إنهاء "هدر الطعام" في المملكة!
كتب بواسطة: فهد احمد |

يواصل البرنامج الوطني للحد من الفقد والهدر في الغذاء «لتدوم» مسيرته نحو تعزيز الأمن الغذائي في المملكة، ضمن رؤية طموحة ترتكز على الاستدامة وتحقيق الكفاءة في إدارة الموارد الغذائية، باعتباره أحد البرامج الرئيسة التابعة للهيئة العامة للأمن الغذائي.
إقرأ ايضاً:إنزاجي يكشف سر تشكيلته المفاجئة أمام الاتحاد .. هذا اللاعب بديلاً لسالم الدوسري!الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتها

ويعد «لتدوم» نموذجًا وطنيًا في ترشيد الاستهلاك وتقليل الفاقد، إذ يستند إلى استراتيجية شاملة تدمج بين التوعية والتقنية والمسؤولية المجتمعية، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في بناء منظومة غذائية أكثر استدامة.

وتعتمد الخطة الاستراتيجية للبرنامج على ثلاث ركائز أساسية هي «واعي، ممكّن، مسؤول»، تشكل معًا الإطار العام لكل المبادرات والمشاريع المنبثقة عن البرنامج على مستوى مناطق المملكة.

تركز الركيزة الأولى «واعي» على بناء وعي مجتمعي واسع حول أهمية الغذاء وضرورة الحد من الهدر، عبر حملات إعلامية وتثقيفية تسعى لتغيير السلوكيات اليومية للمستهلكين والمؤسسات تجاه الطعام.

وتعمل هذه الركيزة أيضًا على إشراك المدارس والجامعات في أنشطة توعوية مبتكرة، تهدف إلى غرس قيم الاستدامة في الأجيال الجديدة، وتعزيز ثقافة المسؤولية الفردية تجاه الموارد الغذائية.

أما الركيزة الثانية «ممكّن»، فتتجه نحو تطوير سلسلة القيمة الغذائية الوطنية من خلال رفع كفاءة الإنتاج والنقل والتخزين والتوزيع، لضمان الاستفادة القصوى من كل مورد غذائي متاح.

وتسعى هذه الركيزة إلى تقليل الفاقد عبر الاستثمار في التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وأنظمة التتبع الرقمي، لتحسين مراقبة مراحل سلسلة الإمداد الغذائية وتقليل نسب التلف.

كما تشمل المبادرات تحسين البنية التحتية للقطاع الزراعي والغذائي، من خلال تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، لضمان وصول الغذاء بشكل آمن ومستدام إلى المستهلك النهائي.

وفيما يتعلق بالركيزة الثالثة «مسؤول»، فهي تركز على تعزيز الالتزام المؤسسي بتنفيذ اللوائح والسياسات المنظمة لعمليات الإنتاج والاستهلاك الغذائي في مختلف القطاعات.

وتسعى هذه الركيزة إلى تحفيز الجهات الملتزمة بمعايير الاستدامة ومنحها حوافز تشجيعية، بما يرسخ ثقافة المنافسة الإيجابية في مجال الحد من الفقد والهدر.

كما تساهم في مراقبة الأداء العام وتقييم المبادرات المطبقة، للتأكد من فاعلية السياسات واستمرارية التحسن في مؤشرات الأمن الغذائي الوطني.

ويأتي هذا التوجه متوافقًا مع جهود المملكة في تعزيز الكفاءة الإنتاجية وتحقيق التوازن بين الأمن الغذائي وحماية الموارد البيئية المحدودة.

ويؤكد «لتدوم» من خلال استراتيجيته أن الاستدامة ليست مسؤولية جهة واحدة، بل هي التزام جماعي يتطلب تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية والخاصة لتحقيق أهداف مشتركة.

وقد نجح البرنامج خلال السنوات الأخيرة في تقليص نسب الفقد والهدر عبر حملات توعوية نوعية ومشروعات عملية في قطاعات الزراعة والتجزئة والضيافة.

كما أسهم في تمكين رواد الأعمال والمبادرات الناشئة في مجال إعادة التدوير الغذائي وتحويل الفائض إلى منتجات صالحة للاستفادة أو التبرع بها.

ويواصل البرنامج تطوير أدوات قياس دقيقة لمتابعة نسب الفقد والهدر في مختلف مراحل السلسلة الغذائية، لتقديم تقارير دورية تدعم صنع القرار المبني على البيانات.

ويرى المراقبون أن التجربة السعودية في الحد من الهدر الغذائي تمثل نموذجًا يمكن تعميمه على دول أخرى، نظرًا لنجاحها في الدمج بين التكنولوجيا والتوعية المجتمعية.

وتبقى جهود «لتدوم» ركيزة أساسية في تحقيق الاستدامة الوطنية، إذ تعكس التزام المملكة بمسؤوليتها تجاه الغذاء والبيئة والمجتمع على حد سواء.

ويسعى البرنامج في مرحلته المقبلة إلى توسيع نطاق تأثيره عبر تعزيز الشراكات الإقليمية والعالمية في مجالات الأمن الغذائي والتقنيات المستدامة.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار