أطلقت مؤسسة الملك خالد إصدارًا بحثيًا جديدًا بعنوان "الجيل القادم من السعوديين: الطفولة في المملكة العربية السعودية"، في خطوة تعكس التزام المؤسسة بدعم جودة حياة الطفل والأسرة ضمن أولويات رؤية المملكة 2030.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟
ويأتي التقرير ليسلط الضوء على واقع الطفولة السعودية اليوم، ويقدم إطارًا معرفيًا يدعم صنّاع القرار والمهتمين بمجال السياسات الاجتماعية في فهم أعمق للتجارب المتنوعة التي يعيشها الأطفال في المملكة.
ويرتكز التقرير على بحث ميداني واسع شمل 18 مدينة ومحافظة، مستخدمًا منهجية كمية وكيفية بمشاركة الأطفال أنفسهم، وأولياء أمورهم، والعاملين في مجالات الطفولة والرعاية المباشرة.
ويهدف التقرير إلى تمكين 8 ملايين طفل سعودي من عيش طفولة آمنة ومستقرة، تسهم في إعداد جيل قادر على المنافسة عالميًا، وتحقيق التطلعات الوطنية المستقبلية.
واستعرضت الدراسة ثماني تجارب إيجابية شائعة بين الأطفال السعوديين، منها ممارسة الرياضة، واكتشاف الهوايات، واللعب، والتواصل الأسري، والانخراط في أعمال تطوعية.
وفي المقابل، رصد التقرير عشرة مخاطر رئيسية تهدد استقرار الطفولة، منها ضعف المهارات الوالدية، والانفصال الأسري، والتعرض للتنمر، والسمنة، والإدمان الرقمي، وخطر السجائر الإلكترونية.
وأشار التقرير إلى أن تجربة الطفولة السعودية ليست نمطًا موحدًا، بل تتأثر بعدة عوامل مثل قرارات الوالدين في تخطيط الأسرة، وأساليب التربية، وديناميكيات الأدوار بين مقدمي الرعاية.
كما تناول أنماط عيش الأطفال بين النشاط والخمول، ومستوى تمكينهم من الوصول إلى التعليم والتقنية، في ظل تحولات مجتمعية واقتصادية متسارعة تفرض تحديات وفرصًا جديدة.
وسلط الضوء على العلاقة الجوهرية بين قرارات الوالدين ونوعية حياة الطفل، مؤكدًا أن التدخلات في المراحل المبكرة تصنع فارقًا كبيرًا في النتائج المستقبلية على المدى البعيد.
واستعرض التقرير نماذج دولية ومحلية في مجال حماية الطفولة، سعيًا لبلورة ممارسات سعودية مستدامة تستند إلى البحوث لا إلى الاجتهادات الفردية.
وقدّم التقرير عددًا من التوصيات العملية منخفضة التكلفة، منها اقتراح إلزام مستفيدي قرض الزواج بدورات تدريبية حول الوالدية والاستعداد الأسري قبل الزواج.
كما دعا إلى إلزام المقبلين على الطلاق بدورات تدريبية للانفصال الصحي والوالدية التشاركية، قبل توثيق الطلاق، بما يضمن بيئة نفسية متزنة للأطفال.
وشملت التوصيات تعزيز برامج الكشف والتدخل المبكر لتقليل حالات الإعاقة بين المواليد المعرضين للخطر، وتشجيع تخصصات مثل طب المراهقين ومرشدي الرضاعة.
واقترح التقرير أيضًا إصدار شهادة "مواءمة" لبيئات العمل الصديقة للأسرة، وتكثيف الفحوص الصحية الاستكشافية في مراكز ضيافة الأطفال والطفولة المبكرة.
ودعا إلى توسيع نطاق برنامج "قرة" ليشمل دعم ضيافة الأطفال لكل من الأم والأب العاملين، مما يسهم في تخفيف العبء الأسري وتعزيز مشاركة الوالدين في سوق العمل.
وأكد التقرير أن حماية الطفولة تبدأ من السياسات العامة، لكنها لا تكتمل دون التزام مجتمعي وفهم أعمق لديناميات الأسرة السعودية وتحدياتها اليومية.
وتعد مؤسسة الملك خالد إحدى أبرز المؤسسات غير الربحية في المملكة، حيث تعمل على تمكين المجتمع من خلال الاستثمار في الدراسات الاجتماعية وبناء قدرات القطاع الثالث.