ساديو ماني
"الاتحاد الدولي لكرة القدم" يتحرك رسميًا.. تفاصيل صادمة حول "قضية ماني" تهز الوسط الرياضي!
كتب بواسطة: محمد الخوري |

أعلن الخبير القانوني الرياضي أحمد الأمير عن تحرك عاجل لمواجهة مظاهر العنصرية في ملاعب كرة القدم، وذلك بعد الأحداث التي شهدتها مباراة النصر السعودي أمام الزوراء العراقي ضمن منافسات دوري أبطال آسيا 2، والتي طالت النجم السنغالي ساديو ماني بتصرفات مسيئة من بعض الجماهير.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟

وأوضح الأمير عبر حسابه في منصة «إكس» أنه بصدد جمع الأدلة والمقاطع التي توثق ما جرى خلال اللقاء، تمهيدًا لرفع شكوى رسمية إلى الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم، مؤكدًا أن الصمت عن مثل هذه الممارسات يُعد تواطؤًا مع من يسيئون للروح الرياضية ويقوضون قيم العدالة والمساواة.

وجاء في تغريدته: «من لديه مقطع يوثق عنصرية بعض الجماهير ضد ماني في مباراة النصر الأخيرة، يزودني بالمقطع كامل، وسأتكفل بتقديم شكوى رسمية للفيفا والاتحاد الآسيوي ضد هذه التصرفات وأخطاء الحكم في عدم حماية اللاعب».

وقد تفاعل جمهور واسع مع دعوة الأمير، حيث تداول مستخدمون عدة مقاطع فيديو تظهر هتافات مسيئة من جانب بعض مشجعي الزوراء ضد النجم السنغالي، ما أثار موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوات لاتخاذ إجراءات حازمة.

وأكدت التعليقات الداعمة لخطوة الأمير أن العنصرية في الملاعب لا يمكن السكوت عنها، وأن التصدي لها واجب أخلاقي قبل أن يكون قانونيًا، لاسيما حين تستهدف لاعبين يمثلون قدوة في الالتزام والعطاء مثل ساديو ماني.

ويُعد الأمير من أبرز الأصوات القانونية في الوسط الرياضي السعودي، حيث عُرف بدفاعه المستمر عن العدالة الرياضية، ومتابعته الدقيقة لملفات الانضباط والتحكيم في البطولات المحلية والقارية.

وتأتي مبادرته الجديدة لتؤكد التزامه بمبدأ الشفافية وحماية سمعة الكرة السعودية، خاصة في ظل المشاركة المتزايدة للأندية السعودية في البطولات الآسيوية والدولية بعد النجاحات الاستثمارية الأخيرة.

من جانبه، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من نادي النصر حول الواقعة، إلا أن جماهير النادي عبرت عن دعمها الكامل لماني، معتبرة أن ما حدث يمثل إساءة ليس فقط للاعب، بل لكل قيم الاحترام في الرياضة.

وشددت جماهير النصر على أن اللاعب السنغالي لطالما كان مثالًا في التواضع والروح الرياضية، مشيرة إلى أن تاريخه الحافل مع ليفربول ومنتخب السنغال يشهد على مكانته العالمية التي لا يجب أن تُمس بمثل هذه التصرفات الفردية.

ويأتي هذا الحدث في وقت تسعى فيه المؤسسات الرياضية العالمية، وعلى رأسها الفيفا، إلى تعزيز حملات مناهضة العنصرية تحت شعار «كرة القدم توحّد»، ما يجعل متابعة هذه القضية اختبارًا حقيقيًا لمدى التزام الاتحادات المعنية بتطبيق تلك المبادئ.

ويرى مراقبون أن شكوى الأمير قد تشكل سابقة مهمة في مسار محاربة العنصرية في الملاعب الآسيوية، خاصة إذا ما أدت إلى فرض عقوبات على الجهات المتورطة، بما في ذلك الأندية أو الجماهير التي تسيء عبر الهتافات أو اللافتات.

كما يُتوقع أن تفتح هذه الواقعة نقاشًا أوسع حول مسؤولية الحكام في حماية اللاعبين داخل الملعب، بعد أن أشار الأمير إلى تقصير الحكم في التدخل لحماية ماني خلال المباراة.

وتعيد هذه القضية إلى الأذهان سلسلة من الأحداث العنصرية التي شهدتها مباريات دولية سابقة، كان ضحاياها لاعبين من أصول إفريقية، وهو ما دفع الفيفا والاتحاد الأوروبي لتبني لوائح أكثر صرامة تجاه أي إساءة عنصرية.

ويعتبر ماني أحد أبرز النجوم الأفارقة في العالم، إذ فاز بجائزة أفضل لاعب إفريقي عام 2022، وساهم في تتويج منتخب بلاده السنغال بكأس الأمم الإفريقية، كما يُعرف بأعماله الخيرية في قريته بامبالي، ما جعله رمزًا إنسانيًا قبل أن يكون نجمًا رياضيًا.

ويعيش ماني موسمًا مميزًا مع النصر السعودي، حيث أصبح عنصرًا أساسيًا في خط الهجوم إلى جانب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وشكّل الثنائي قوة هجومية ضاربة في البطولات المحلية والقارية.

ويتصدر النصر حاليًا جدول ترتيب دوري روشن للمحترفين برصيد 12 نقطة بعد أربع جولات، في حين يواصل الفريق مسيرته الآسيوية بهدف تحقيق لقب دوري أبطال آسيا 2، الذي يعد من أبرز أهداف إدارة النادي هذا الموسم.

وتُعد هذه الحادثة اختبارًا جديدًا للمنظومة الرياضية الآسيوية في مدى قدرتها على فرض الانضباط والمساءلة، وتأكيد أن المنافسة في كرة القدم لا يجب أن تتجاوز حدود الروح الرياضية مهما بلغت حدة التنافس.

ومن المنتظر أن يعلن الأمير خلال الأيام المقبلة تفاصيل الشكوى الرسمية والإجراءات القانونية التي سيعتمدها، وسط متابعة إعلامية وجماهيرية واسعة في المملكة وخارجها.

ويأمل جمهور الكرة العربية أن تكون هذه الخطوة بداية لتحرك جاد يعيد الاحترام إلى الملاعب، ويؤكد أن كرة القدم يجب أن تبقى مساحة للتنوع والوحدة الإنسانية بعيدًا عن كل أشكال التمييز.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار