حصل تجمع المدينة المنورة الصحي على اعتماد رسمي من إدارة طب كبار السن في الإدارة العامة للرعاية الصحية المنزلية بوزارة الصحة، وذلك بعد استيفاء أربع منشآت صحية لمتطلبات ومعايير التصنيف الخاصة بالمنشآت الصحية الصديقة لكبار السن، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو تطوير بيئة طبية أكثر احتواءً لهذه الفئة.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟
وشملت المنشآت التي نالت هذا الاعتماد كلاً من مدينة الملك سلمان بن عبدالعزيز الطبية، ومستشفى الملك فهد، ومستشفى أحد، لتنضم إلى مستشفى ينبع العام الذي سبق وحصل على الاعتماد ذاته، ليكتمل بذلك التصنيف الكامل لتجمع المدينة المنورة الصحي ضمن منشآت تراعي احتياجات كبار السن.
ويُعد هذا الإنجاز تأكيدًا لحرص تجمع المدينة المنورة الصحي على تطبيق أعلى المعايير الصحية التي تضمن رعاية متميزة لكبار السن، من خلال توفير بيئة آمنة ومناسبة تسهل حصولهم على الخدمات الصحية بشكل أفضل وأكثر فاعلية.
ويأتي هذا الاعتماد في إطار رؤية المملكة 2030 وبرنامج تحول القطاع الصحي، الذي يركز على تحسين جودة الحياة لجميع الفئات العمرية، مع إيلاء اهتمام خاص بكبار السن عبر تطوير سياسات وبرامج تعزز سلامتهم ورفاهيتهم.
وقد اعتمدت وزارة الصحة معايير دقيقة لهذا التصنيف، تشمل تهيئة المرافق الطبية بما يتناسب مع قدرات واحتياجات كبار السن، إلى جانب توفير كوادر مؤهلة للتعامل مع هذه الفئة وفق ممارسات تراعي خصوصيتهم وتحدياتهم الصحية.
كما يهدف هذا التصنيف إلى تحفيز المنشآت الصحية على رفع مستوى الخدمات المقدمة، وتعزيز ثقافة المسؤولية المجتمعية تجاه كبار السن الذين يشكلون جزءًا مهمًا من النسيج الاجتماعي في المملكة.
وأكد تجمع المدينة المنورة الصحي أن هذا الاعتماد يعكس التزامه المستمر بتحقيق التكامل في منظومة الرعاية الصحية، من خلال تحسين مستوى الخدمات والارتقاء بالمعايير بما يتوافق مع التوجهات الوطنية الطموحة.
ويُتوقع أن يسهم هذا التوجه في تقليل معدلات المضاعفات الصحية لكبار السن، وتعزيز فرص حصولهم على العلاج في بيئات مهيأة بشكل خاص، بما يعزز شعورهم بالاستقلالية والطمأنينة أثناء تلقي الرعاية.
وأشار مسؤولون صحيون إلى أن التصنيف يمثل خطوة متقدمة نحو بناء نظام صحي أكثر شمولية، حيث لا يقتصر دوره على تقديم العلاج فقط، بل يمتد إلى تهيئة بيئة إنسانية تراعي احتياجات الفئة العمرية الأكبر.
كما أن اعتماد هذه المنشآت يعزز من فرص تبادل الخبرات وتطوير الكفاءات الطبية المتخصصة في رعاية كبار السن، الأمر الذي يرفع من كفاءة الكوادر الوطنية في هذا المجال الحيوي.
ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه وزارة الصحة إلى إطلاق مبادرات جديدة تدعم منظومة الصحة العامة، وتركز على تعزيز برامج الوقاية المبكرة التي تساهم في تقليل الأعباء الصحية على كبار السن.
ومن شأن هذه الجهود أن تعزز من مكانة المملكة كدولة رائدة في تبني سياسات صحية متقدمة، تجعل من خدمة الإنسان ورفاهيته محورًا أساسيًا في جميع البرامج التنموية.
ويؤكد هذا التصنيف أن كبار السن في المملكة يحظون باهتمام استثنائي على مستوى التخطيط والتنفيذ، بما يضمن حصولهم على الرعاية المتكاملة التي تعكس قيم التكافل والرعاية الإنسانية.
كما يمثل ذلك دافعًا لبقية المنشآت الصحية في مختلف مناطق المملكة للسير على خطى تجمع المدينة المنورة الصحي، والعمل على استيفاء متطلبات الاعتماد بما يخدم الفئة المستهدفة.
ويُعد هذا التحول جزءًا من جهود متواصلة نحو تطوير نموذج صحي يراعي الجودة والاستدامة، ويضع مصلحة المريض في قلب العملية الصحية.
وتبرز هذه الخطوة كإضافة نوعية لمسيرة القطاع الصحي السعودي، الذي يشهد تحولات جوهرية تهدف إلى تعزيز الكفاءة والابتكار في تقديم الخدمات.
ويعكس الاعتماد في مجمله التزام وزارة الصحة وشركائها بتعزيز مفهوم الرعاية الشاملة، الذي يتضمن جميع الفئات العمرية مع إعطاء الأولوية للفئات الأكثر احتياجًا مثل كبار السن.
وبهذا الإنجاز يرسخ تجمع المدينة المنورة الصحي مكانته كمثال يُحتذى به في تطوير الخدمات الطبية، وكنموذج للتكامل بين الأهداف الوطنية والرعاية الإنسانية المتخصصة.