تشهد أروقة النادي الأهلي حالة من الهدوء النسبي بعد أسابيع من الجدل الذي دار حول مستقبل الإيفواري فرانك كيسييه، الذي ارتبط اسمه مؤخرًا بالعودة إلى الدوري الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية.
إقرأ ايضاً:إنزاجي يكشف سر تشكيلته المفاجئة أمام الاتحاد .. هذا اللاعب بديلاً لسالم الدوسري!الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتها
وقد أكدت مصادر مقربة من اللاعب أن المفاوضات مع أحد الأندية الإيطالية كانت متقدمة في مراحلها الأولى، إلا أن الصفقة توقفت بشكل مفاجئ بسبب بعض التفاصيل المالية التي لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها.
وأشار الصحفي الإيطالي الشهير فابريزيو رومانو إلى أن المفاوضات بين كيسييه والنادي الإيطالي لم تنهار لأسباب فنية، بل بسبب تباين المطالب المالية بين الطرفين، وهو ما جعل الصفقة تتعثر في اللحظات الأخيرة.
ويرى متابعون أن الأهلي استفاد من هذا التعثر، إذ سمح له بالحفاظ على أحد أهم لاعبيه في خط الوسط، خاصة بعد أن أصبح كيسييه عنصرًا محوريًا في التشكيلة الأساسية منذ انضمامه إلى الفريق.
وقد انتقل كيسييه إلى الأهلي في صيف عام 2023 قادمًا من برشلونة الإسباني، ضمن سلسلة من الصفقات العالمية التي أبرمتها الأندية السعودية في إطار مساعيها لتعزيز الحضور الفني للدوري.
وبالفعل، أثبت اللاعب الإيفواري جدارته سريعًا، حيث تمكن من فرض نفسه داخل الفريق بفضل لياقته البدنية العالية وخبرته الأوروبية الكبيرة التي اكتسبها من اللعب في أتالانتا وميلان وبرشلونة.
ويؤكد المقربون من كيسييه أنه يشعر بالراحة في جدة، سواء من حيث الأجواء أو التعامل الإداري داخل النادي، وهو ما جعله يميل إلى الاستمرار في تجربته الحالية بدلًا من العودة إلى أوروبا.
ويرى الجهاز الفني للأهلي بقيادة المدرب ماتياس يايسله أن وجود كيسييه يمنح الفريق توازناً كبيراً في خط الوسط، بفضل قدرته على الربط بين الدفاع والهجوم وتقديم حلول فنية في المواقف الصعبة.
وقد حرصت إدارة الأهلي على طمأنة الجماهير بشأن مستقبل اللاعب، مؤكدة أنها لا تفكر في التفريط به في الوقت الراهن، وأن عقده مستمر حتى نهاية الموسم القادم على الأقل.
وتشير التقارير إلى أن الأهلي رفض أكثر من عرض غير رسمي من أندية أوروبية حاولت استكشاف موقف اللاعب، في ظل تألقه اللافت بالدوري السعودي للمحترفين.
وفي المقابل، يتابع بعض مسؤولي الأندية الإيطالية أداء كيسييه عن قرب، إذ يرون أن استعادته للدوري الإيطالي مستقبلاً ستكون صفقة ناجحة بالنظر إلى مستواه الثابت وخبرته الطويلة.
وقد تحدث رومانو مجددًا في قناته على يوتيوب مؤكدًا أن الأبواب لم تُغلق تمامًا أمام عودة كيسييه إلى أوروبا، لكنه شدد على أن أي تحرك في هذا الاتجاه لن يحدث قبل نهاية عقده مع الأهلي.
وبينما يستعد الأهلي لمواصلة مشواره في دوري روشن السعودي، تبدو الإدارة حريصة على استقرار الفريق الفني، خصوصاً مع ازدياد التنافس على المراكز الأولى بين الأندية الكبرى.
ويرى محللون أن استمرار كيسييه مع الأهلي يعكس نجاح مشروع الاستثمار في النجوم العالميين، وهو ما يتناغم مع أهداف رؤية 2030 في تطوير الرياضة السعودية وجعلها وجهة عالمية للمواهب.
وبالفعل، أصبح اللاعب أحد رموز التجربة الجديدة في الدوري السعودي، حيث يجسد مزيج الخبرة الأوروبية والطموح الآسيوي في مشروع كروي متسارع النمو.
ومن المتوقع أن يواصل الأهلي الاعتماد على كيسييه في البطولات المحلية والقارية، نظرًا لما يقدمه من استقرار تكتيكي ودور قيادي داخل الملعب.
وقد أثارت تصريحات رومانو الأخيرة اهتمام الجماهير السعودية التي تتابع الملف عن كثب، إذ ترى أن الحفاظ على كيسييه سيمنح الأهلي دفعة قوية نحو المنافسة على الألقاب.
وفي ظل هذا الهدوء النسبي، يبدو أن النادي الأهلي حسم موقفه نهائيًا في الوقت الراهن، مفضلاً الاستقرار الفني على خوض مغامرات السوق الأوروبية خلال الفترة المقبلة.