تسعى الهيئة السعودية للمقيّمين المعتمدين «تقييم» إلى تعزيز موثوقية سوق المركبات في المملكة، وذلك من خلال منصة «مرجع» التي أطلقت مرحلتها الأولى لخدمة الاستعلام عن السيارات المستعملة، في خطوة تهدف إلى رفع مستوى الشفافية في تعاملات البيع والشراء.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟
ويؤكد المتحدث الرسمي للهيئة سعد البيز أن المنصة الجديدة تمثل نقلة نوعية في مجال تقييم المركبات، إذ تتيح للمستفيدين إمكانية معرفة تاريخ السيارة ومواصفاتها الأساسية، ما يساعدهم على اتخاذ قرارات شراء أكثر وعيًا واستنارة.
وقد جاءت هذه الخطوة في إطار جهود «تقييم» المستمرة لدعم التحول الرقمي في قطاع التقييم، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تركز على تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين.
وأشار البيز إلى أن المرحلة الأولى تركز على السيارات المستعملة فقط، بينما يجري العمل على تطوير مراحل لاحقة تشمل فئات أخرى من المركبات، بما يوسع نطاق المستفيدين من المنصة خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن «مرجع» صممت لتكون منصة موحدة تجمع المعلومات الدقيقة من مصادر رسمية، بما في ذلك بيانات الفحص والتقييم وتاريخ الحوادث والصيانة، لتقديم صورة شاملة عن كل مركبة.
وبالفعل بدأت المنصة في جذب اهتمام المستخدمين من مختلف مناطق المملكة، حيث وجدوا فيها أداة عملية لتفادي الغش التجاري في سوق السيارات المستعملة وضمان عدالة الأسعار.
ويرى خبراء أن هذه الخطوة من شأنها أن تعزز الثقة بين البائعين والمشترين، وتحد من النزاعات التي تنشأ نتيجة إخفاء المعلومات المتعلقة بحالة المركبة الحقيقية.
وتسعى الهيئة إلى جعل «مرجع» مرجعًا رسميًا ومعتمدًا من الجهات الحكومية والخاصة، بحيث تكون بياناتها هي الأساس في عمليات البيع والتأمين والتقويم المالي.
كما تدرس «تقييم» إضافة مزايا جديدة إلى المنصة تتيح للمستخدمين مقارنة أسعار السيارات في السوق بشكل لحظي، مما يسهم في ضبط الأسعار ومنع التلاعب.
ومن المنتظر أن تشمل التحديثات القادمة إمكانية الاستعلام عن السيارات الجديدة، وهو ما سيجعل «مرجع» منصة شاملة تغطي مختلف أنواع المركبات في السوق السعودي.
وأكد البيز أن المرحلة التالية ستشمل أيضًا مركبات النقل العام والحافلات، تليها الدراجات النارية ثم المعدات الثقيلة، في إطار خطة متكاملة لتغطية جميع وسائل النقل.
وأضاف أن هذه الخطوات تأتي لضمان تقديم تجربة متكاملة للمستفيد، تجمع بين السهولة والدقة وسرعة الوصول إلى المعلومة.
ويعكس هذا التوجه رغبة الهيئة في مواكبة التطور التقني السريع الذي تشهده المملكة في مختلف القطاعات، ولا سيما قطاع النقل والخدمات اللوجستية.
ويرى مختصون أن «مرجع» يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في دعم الجهات التمويلية وشركات التأمين، من خلال تزويدها ببيانات دقيقة حول المركبات قبل اتخاذ قرارات التمويل أو التعويض.
وبالإضافة إلى ذلك، تسهم المنصة في رفع كفاءة سوق السيارات المستعملة، إذ تمنح البائعين والمشترين أرضية عادلة قائمة على المعرفة الدقيقة وليس التقدير الشخصي.
وقد أشار البيز إلى أن «تقييم» تعمل حاليًا على عقد شراكات استراتيجية مع عدد من الجهات ذات العلاقة، لضمان تكامل البيانات وتحسين دقة نتائج البحث داخل المنصة.
ويُتوقع أن تحقق هذه المبادرة مردودًا اقتصاديًا ملموسًا، من خلال تقليل الخسائر الناتجة عن شراء مركبات ذات مشاكل خفية، وتحفيز الثقة في سوق السيارات المحلي.
واختتم البيز حديثه بالتأكيد على أن «مرجع» تمثل خطوة مهمة نحو بناء منظومة معلوماتية متكاملة، تضع المملكة في مقدمة الدول التي تطبق المعايير الذكية في تقييم المركبات.