أثنى الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، على فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، مؤكدًا مكانته البارزة في المشهد الثقافي السعودي.
إقرأ ايضاً:إنزاجي يكشف سر تشكيلته المفاجئة أمام الاتحاد .. هذا اللاعب بديلاً لسالم الدوسري!الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتها
وأشار السديس في حديث متلفز عبر قناة الإخبارية إلى أن المعرض يمثل تظاهرة ثقافية متميزة، تجمع بين أصالة المعرفة وحداثة الطرح، وتلهم مختلف فئات المجتمع.
ووصف المعرض بأنه ليس مجرد مناسبة لعرض الكتب، بل منصة حضارية تعكس الاهتمام السعودي المتزايد بالعلم والمعرفة والانفتاح الثقافي.
وأضاف أن مثل هذه الفعاليات تعزز من مكانة المملكة كوجهة ثقافية رائدة، تواكب تطلعات رؤية 2030 في بناء مجتمع معرفي قائم على التعليم والقراءة والإنتاج الفكري.
ولفت السديس إلى أن رئاسة الشؤون الدينية تتفاعل مع المعرض ضمن منظومة متكاملة من الشراكات المؤسسية، تشمل قطاعات حكومية وخاصة ومكتبات وطنية.
وأوضح أن المشاركة في هذا الحدث تمثل فرصة ثمينة لتكامل الجهود في خدمة رسالة الدين وتعزيز حضور المملكة في مجالات الفكر والثقافة والمعرفة.
وأكد أن زائر المعرض لا يخرج فقط بمؤلفات جديدة، بل بإحساس عميق بأن الرياض تقرأ، وأن المملكة تقود حركة معرفية مستمرة تهم الداخل والخارج معًا.
وأشار إلى أن المعرض يعكس اهتمامًا متزايدًا على مستوى الدولة والمجتمع بدور الثقافة في تشكيل وعي الأفراد، وبناء هوية راسخة تنبع من عمق القيم الإسلامية والعربية.
ونوّه السديس بأهمية الكتاب كوسيلة لنقل القيم والمعارف، مشيرًا إلى أن القراءة تظل من أهم الأدوات لتكوين الإنسان وبناء الأوطان وتحقيق التنمية المستدامة.
وبيّن أن العالم اليوم في حاجة إلى تعزيز هذا النوع من المبادرات الثقافية التي تنشر الاعتدال والتسامح وتعكس الصورة الحقيقية للإسلام كدين علم وحكمة.
كما أشار إلى أن المؤسسات الدينية لا تنفصل عن الحركة الثقافية، بل تندمج فيها انطلاقًا من دورها الريادي في تشكيل العقل المسلم الواعي والمثقف.
وأشاد السديس بالحضور الكبير من الزوار من داخل المملكة وخارجها، ما يدل على نجاح المعرض في ترسيخ نفسه كمحطة إقليمية ودولية في عالم صناعة الكتاب.
وأوضح أن المعرض لم يعد فعالية موسمية فحسب، بل تحول إلى حدث استراتيجي يواكب تطور المشهد الثقافي السعودي ويغذي الحراك الفكري الوطني.
ورأى أن دعم القيادة السعودية لهذه الفعاليات يعكس إيمانها بأهمية الاستثمار في الإنسان السعودي فكريًا وثقافيًا كجزء أساسي من مشروع النهوض الوطني.
وأضاف أن الرؤية الشاملة للمملكة ترى في الثقافة عنصرًا محوريًا لبناء المستقبل، بما يعزز من مكانة المواطن السعودي كمثقف ومشارك في تنمية وطنه.
ودعا السديس الجهات المعنية بمواصلة دعم الكتاب والنشر والتأليف، وتوسيع دائرة الفعاليات المصاحبة التي تعزز من التفاعل المجتمعي حول الثقافة.
كما شدد على أهمية إشراك الشباب في مثل هذه الفعاليات، بما يعمّق من انتمائهم لهويتهم الوطنية والدينية ويمنحهم أدوات الوعي والمعرفة البناءة.
وختم حديثه بالتأكيد على أن القراءة ليست رفاهية، بل ضرورة وجودية تساهم في بناء المجتمعات الواعية، وتحقق طموحات المملكة في الريادة العلمية والمعرفية.
وأوضح أن الرسالة الأسمى للمعرض تتجلى في كونه جسرًا يربط الماضي بالحاضر، والدين بالعلم، والوطن بالعالم، نحو أفق من النهوض الثقافي المستدام.