شهد معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025 حضورًا جماهيريًا كثيفًا، حيث تجاوز عدد زواره أكثر من 300 ألف خلال أول خمسة أيام من انطلاقه، ما يعكس مكانته كواحد من أبرز الفعاليات السنوية في المملكة والمنطقة.
إقرأ ايضاً:إنزاجي يكشف سر تشكيلته المفاجئة أمام الاتحاد .. هذا اللاعب بديلاً لسالم الدوسري!الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتها
يُقام المعرض في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات في ملهم شمال العاصمة، بتنظيم من نادي الصقور السعودي، ويستمر حتى يوم السبت 11 أكتوبر، جامعًا بين التنوع الثقافي والتقني والترفيهي في عالم الصقارة.
وتُشارك في النسخة الحالية أكثر من 1300 جهة وعلامة تجارية، تمثل 45 دولة، موزعة على 28 قطاعًا متخصصًا، ما يبرز الطابع العالمي المتنامي للمعرض والتوسع المستمر في محتواه وتنوعه.
يحظى المعرض بتفاعل لافت على مستوى الحضور الواقعي والرقمي، إذ تصدرت فعالياته محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي، مع تداول واسع للقطات من الفعاليات والمناطق المختلفة داخل المعرض.
وتحاكي أجواء المعرض روح المغامرة والتراث والاحتفاء بالموروث، من خلال مزيج متقن بين التجربة الحسية المباشرة والعروض الثقافية والتفاعلية المخصصة للعائلات والشباب والأطفال على حد سواء.
ويُعد المعرض رافدًا اقتصاديًا وثقافيًا متجددًا، يسهم في تعزيز الصناعات المرتبطة بالصيد والتخييم والرحلات البرية، كما يدعم الحرفيين السعوديين ورواد الأعمال عبر منصات عرض وتسويق متخصصة.
من أبرز فعاليات المعرض سباق الملواح الذي يستقطب نخبة الصقارين، ومزاد نادي الصقور السعودي الذي يشهد تنافسًا على نوادر الطيور ذات القيمة العالية في سوق الصقور الإقليمي.
ولأول مرة، تحتضن نسخة هذا العام منطقة الصقور المنغولية، إضافة إلى متحف السلوقي الذي يعرض سلالة كلاب الصيد العربية، ما يعزز البعد التراثي والعلمي للمعرض.
كما يشارك الجناح الصيني بـ50 شركة متخصصة في معدات وهوايات الصيد والتخييم، ما يشير إلى تنامي العلاقات التجارية في هذا القطاع الحيوي بين السعودية ودول العالم.
ويضم المعرض أيضًا منطقة "حمى نجران" المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، إلى جانب قرية صقار المستقبل التي تركز على الجيل الناشئ وتنشئته على أسس الصقارة الأصيلة.
ومن التجارب اللافتة متحف "شلايل الرقمي"، ومنطقة أزياء الصقارة التي توثق تطور اللباس التقليدي المرتبط بالصيد، ومعرض السيارات الكلاسيكية الذي يدمج التاريخ بالهواية.
تتواجد الحرفيات السعوديات في مناطق الفنون والحياكة، حيث يتم عرض منتجات يدوية محلية تجسد الهوية الثقافية للمملكة وتُروّج لها ضمن مساحة تفاعلية حيوية.
ويقدم المعرض عروضًا فلكلورية يومية تتنوع بين العرضة السعودية والخطوة الجنوبية والخبيتي، إلى جانب عروض الفروسية التي تدمج مهارة الخيل بالصقارة في مشهد جمالي متكامل.
ولعشاق المغامرة، توفر فعاليات الكارتينغ والدفع الرباعي وركوب الهجن تجارب مشوقة، إضافة إلى ميادين الرماية بمختلف أنواع الأسلحة التي تجذب الهواة والمحترفين.
كما يشهد المعرض تنظيم مزاد خاص للهجن بالتعاون مع الاتحاد السعودي للهجن، ما يضيف بُعدًا اقتصاديًا وتجاريًا مهمًا يعزز من استدامة هذه الفعالية الكبرى.
ويُتيح المعرض لزواره أكثر من 30 ورشة عمل متنوعة تشمل فنون الحرف، وتقنيات التخييم، وتجارب الصقارة، إلى جانب جلسات حوارية حول الصقور في الثقافة والأدب والأسواق الدولية.
ويمثل المعرض منصة جامعة لكل من يهتم بالصقور والصيد والتراث الطبيعي، ويُسهم في الحفاظ على هذا الموروث عبر تقديمه بروح عصرية تجذب فئات واسعة من داخل وخارج المملكة.
وتدل الأرقام الكبيرة في الحضور والتفاعل على نجاح المعرض المتكرر في ترسيخ موقعه كأكبر حدث متخصص في الصقارة والصيد على مستوى الشرق الأوسط، وربما العالم.
وتعكس هذه الفعالية الجهود المستمرة التي يبذلها نادي الصقور السعودي لتعزيز الوعي الثقافي والبيئي، وتقديم نموذج تفاعلي حي يجمع الأصالة بالمعاصرة في إطار رؤية المملكة الطموحة.