أعلنت وزارة التعليم عن خطة تنظيمية جديدة شاملة لأساليب التقويم الفصلي في المدارس، تهدف إلى الارتقاء بجاهزية الطلاب للاختبارات المركزية والدولية، وضمان قياس أدق لمستوى التحصيل الدراسي لديهم ضمن إطار حديث من المتابعة والرصد المستمر.
إقرأ ايضاً:إنزاجي يكشف سر تشكيلته المفاجئة أمام الاتحاد .. هذا اللاعب بديلاً لسالم الدوسري!الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتها
وأوضحت الوزارة أن عمليات رصد درجات أعمال السنة للفترة الأولى ستبدأ رسميًا يوم الخميس الموافق 23 أكتوبر 2025، وستستمر حتى نهاية الفصل الدراسي الأول، بما يضمن تغطية كاملة لجميع مراحل التقويم عبر المدارس في مختلف المناطق التعليمية.
وتأتي هذه الخطوة في سياق تطوير أساليب التقويم لتكون أكثر دقة وموضوعية، إذ تسعى الوزارة من خلالها إلى بناء نظام تقييم يعتمد على ملاحظات الأداء المتعددة لا على اختبار نهائي واحد، بما يعكس القدرات الفعلية للطلاب في مختلف الجوانب المعرفية والمهارية.
وأكدت الوزارة أن آلية التقويم الجديدة ستشمل جميع المواد الدراسية دون استثناء، حيث تم وضع خطة زمنية تضمن التوزيع العادل للمواد على أيام محددة من الأسبوع بما يتيح تغطية المقررات بشكل متوازن ومنظم.
وسيتم تخصيص يومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع لتنفيذ أساليب التقويم المختلفة، بحيث تتيح هذه الجدولة المرنة للمعلمين الوقت الكافي لتقييم الطلاب وإعداد تقاريرهم وفق معايير دقيقة.
وتبدأ الدورة الأسبوعية للتقويم بمواد الرياضيات واللغة العربية في الأسبوع الأول، تليها مواد العلوم واللغة الإنجليزية في الأسبوع الثاني، ثم الدراسات الإسلامية والاجتماعيات في الأسبوع الثالث، لتستمر الدورة بنفس التتابع طوال الفصل الدراسي.
أما الفترات الزمنية الرئيسة للتقويم فقد حُددت على مرحلتين، تبدأ الأولى من الأسبوع الثاني وحتى التاسع، فيما تمتد الثانية من الأسبوع العاشر وحتى السابع عشر، لتغطي كامل الفصل ضمن متابعة مرحلية دقيقة.
وفي إطار تطوير أدوات التقييم، اعتمدت الوزارة تنويع أساليب القياس لتشمل الاختبارات القصيرة التحريرية والشفهية، إلى جانب المهام الأدائية والأنشطة العملية التي تُبرز مهارات التطبيق والفهم لدى الطلاب.
كما سيتم تضمين مشاريع وبحوث طلابية ضمن مكونات التقييم، بهدف تعزيز مهارات البحث العلمي والتفكير النقدي، وتمكين الطلاب من ربط المعرفة النظرية بالواقع العملي.
وأكدت الوزارة أن هذا التنوع في الأساليب يمنح المعلمين قدرة أكبر على تقديم تغذية راجعة فورية تساعد في معالجة الثغرات التعليمية أولًا بأول، وتسهم في تحسين أداء الطلاب بصورة مستمرة.
وتهدف الخطة أيضًا إلى تعزيز جاهزية الطلاب للاختبارات المركزية والدولية مثل "نافس" و"قاس"، من خلال محاكاة معايير تلك الاختبارات في تصميم أدوات القياس والتقويم داخل المدارس.
كما تتضمن الخطة تدريب المعلمين والطلاب على التعامل مع أنماط الأسئلة التي تقيس مهارات التفكير العليا، بما يتماشى مع توجهات تطوير التعليم في المملكة وتحقيق مستهدفات رؤية 2030.
وترتكز الخطة على رفع الانضباط المدرسي وتحسين نواتج التعلم، من خلال تعزيز المسؤولية الفردية لدى الطلاب والحرص على تطوير مهارات القرن الحادي والعشرين مثل التفكير النقدي وحل المشكلات.
وأكدت الوزارة أن إشراك أولياء الأمور يمثل عنصرًا أساسيًا في الخطة، حيث سيتم تفعيل قنوات التواصل لمتابعة تقدم الأبناء ومساندتهم في تجاوز أي تحديات دراسية.
وفيما يخص الجدول الزمني للفصل الدراسي الأول، أعلنت الوزارة أن عمليات رصد الدرجات ستبدأ في 23 أكتوبر 2025، تليها إجازة الخريف في 29 نوفمبر، على أن تستأنف الدراسة في 6 ديسمبر من العام ذاته.
كما أوضحت أن رصد درجات الفترة الثانية سيبدأ في 12 ديسمبر، بينما ينتهي التقويم التكويني وأعمال السنة في 1 يناير 2026، لتبدأ بعدها الاختبارات التحريرية في 4 يناير.
وستُعلن نتائج الاختبارات في 8 يناير 2026، يعقبها مباشرة بدء إجازة منتصف العام الدراسي في اليوم التالي، ما يتيح فترة راحة واستعداد للفصل الدراسي الثاني.
وشددت وزارة التعليم على أن هذه الخطة تمثل نقلة نوعية في عملية التقويم والرصد، إذ تركز على التكامل بين التقييم المستمر والدعم العلاجي للطلاب، مما يرفع من جودة المخرجات التعليمية على المدى البعيد.
وتأتي هذه الجهود في إطار السعي المستمر لتطوير العملية التعليمية في المملكة، وتعزيز كفاءة منظومة التعليم بما يتواكب مع تطلعات الدولة نحو إعداد جيل متمكن قادر على المنافسة محليًا ودوليًا.
