يعيش النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور حالة من الغموض حول مستقبله مع نادي ريال مدريد الإسباني، وسط تزايد الأنباء التي تشير إلى اهتمام كبير من جانب عدد من أندية دوري روشن السعودي الساعية لإقناعه بالانتقال إلى الملاعب السعودية في صفقة قد تكون الأضخم في تاريخ كرة القدم.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟

ويُعد فينيسيوس أحد أبرز العناصر التي اعتمد عليها ريال مدريد خلال السنوات الأخيرة، لما يمتلكه من مهارة استثنائية وسرعة عالية وقدرة على الحسم في المباريات الكبرى، ما جعله أحد أعمدة المشروع الرياضي للنادي الملكي منذ تصعيده إلى الفريق الأول.

وشهدت الأسابيع الماضية تألقًا لافتًا للاعب البرازيلي تحت قيادة المدرب الإسباني تشابي ألونسو، الذي أعاد له بريقه ومنحه أدوارًا تكتيكية جديدة زادت من فاعليته الهجومية، إلا أن الخلافات الإدارية داخل النادي بدأت تلقي بظلالها على مستقبله.

وبحسب ما أوردته صحيفة "Oglobo" البرازيلية، فإن إدارة ريال مدريد تواجه طريقًا مسدودًا في مفاوضاتها مع فينيسيوس بشأن تمديد عقده، الأمر الذي دفع النادي للتفكير جديًا في دراسة العروض المقدمة من الخارج، وعلى رأسها العروض السعودية المغرية.

وكانت أندية الهلال والنصر والأهلي قد حاولت في فترات سابقة التعاقد مع اللاعب، وأجرت اتصالات مباشرة مع وكيل أعماله، إلا أن جميع تلك المحاولات لم تكلل بالنجاح بسبب رغبة اللاعب حينها في مواصلة مشواره الأوروبي.

لكن التطورات الأخيرة داخل أروقة ريال مدريد قد تغير من موقف اللاعب، خصوصًا بعد تعثر مفاوضات التجديد نتيجة الخلاف المالي القائم بين الطرفين حول قيمة العقد الجديد وشروط المكافآت السنوية.

ويمتد عقد فينيسيوس الحالي حتى يونيو من عام 2027، إلا أن إدارة النادي تسعى إلى تمديده لضمان استمراره لفترة أطول، بينما يصر اللاعب على تعديل بنود العقد بما يتناسب مع مكانته كأحد نجوم الصف الأول في الفريق.

ويتمسك رئيس النادي فلورنتينو بيريز بعرض سنوي تبلغ قيمته 22 مليون يورو، إلى جانب مكافآت مالية مرتبطة بالأداء الفردي والجماعي، بينما يطالب اللاعب وممثلوه برفع القيمة إلى 25 مليون يورو سنويًا إضافة إلى مكافأة توقيع خاصة.

هذا الفارق البسيط في الأرقام تسبب في تعطيل المفاوضات وخلق حالة من التوتر داخل النادي، خصوصًا أن بيريز لا يرغب في تجاوز سقف الرواتب المحدد للحفاظ على التوازن المالي للفريق.

وفي حال استمرار الجمود في المحادثات، فإن إدارة ريال مدريد قد تفتح الباب أمام بيع اللاعب قبل انتهاء عقده لتجنب خسارته مجانًا في صيف 2027، خاصة في ظل العروض الضخمة التي تصل من الشرق الأوسط.

ووفقًا لتقارير إذاعة "كادينا سير" الإسبانية، فإن النادي الملكي يدرس وضع سعر مبدئي يبلغ نحو 250 مليون يورو مقابل التخلي عن خدمات فينيسيوس، وهو رقم يعكس تمسك الإدارة بمكانة اللاعب وقيمته التسويقية العالية.

من جانب آخر، أبدت رابطة الدوري السعودي للمحترفين اهتمامًا كبيرًا بجلب النجم البرازيلي إلى دوري روشن، وعرضت مساهمة مالية تصل إلى 300 مليون يورو لإتمام الصفقة، إلى جانب راتب سنوي ضخم للاعب يقدر بنحو 250 مليون يورو.

وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الدوري السعودي إلى استقطاب مزيد من النجوم العالميين لتعزيز جاذبيته الدولية واستمرار الزخم الذي حققته الصفقات الكبرى في المواسم الماضية مثل رونالدو ونيمار وبنزيما.

ويرى محللون أن انتقال فينيسيوس إلى الدوري السعودي سيكون نقلة نوعية جديدة في استراتيجية تطوير كرة القدم السعودية، نظرًا لقيمته الفنية والتسويقية التي قد تضيف بُعدًا عالميًا للمسابقة المحلية.

في المقابل، لا يزال ريال مدريد مترددًا في اتخاذ قرار نهائي بشأن مستقبل اللاعب، إذ يدرك النادي صعوبة تعويض جناح بمواصفاته في ظل قلة الخيارات المتاحة بنفس المستوى في سوق الانتقالات.

كما أن الجماهير المدريدية تبدي قلقًا واضحًا من احتمالية رحيله، خصوصًا أنه بات رمزًا من رموز الجيل الحالي، وأحد اللاعبين الذين يمثلون الروح القتالية في الفريق إلى جانب جود بيلينغهام ورودريغو.

ويرجّح مراقبون أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير اللاعب، إما بتمديد عقده رسميًا مع ريال مدريد أو بفتح الباب أمام العروض الخارجية التي يتصدرها دوري روشن السعودي.

وفي كل الأحوال، تبقى المفاوضات بين النادي واللاعب مفتوحة على جميع الاحتمالات، في وقت تتابع فيه الأندية السعودية الموقف عن كثب استعدادًا لاقتناص فرصة تاريخية قد تجعل من فينيسيوس أحد أبرز نجوم الكرة العالمية في الملاعب السعودية قريبًا.