تصفيات كأس العالم
"الاتحاد الكويتي" يحسم موقفه من الحكم أحمد العلي.. والشارع الرياضي في حالة غليان!
كتب بواسطة: احمد باشا |

أثار قرار الاتحاد الكويتي لكرة القدم بتكريم الحكم أحمد العلي موجة واسعة من الجدل في الأوساط الرياضية، خاصة بعد إدارته المثيرة للجدل لمباراة السعودية وإندونيسيا ضمن الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026، والتي احتضنها ملعب الإنماء في جدة مساء الأربعاء الماضي.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟

وجاء التكريم عقب إشادة رئيس الاتحاد الكويتي الشيخ أحمد اليوسف بأداء طاقم التحكيم الكويتي، الذي ضم إلى جانب العلي كلاً من عبد الهادي العنزي وأحمد صادق وعمار أشكناني، إضافة إلى عبد الله جمالي وعبد الله الكندري في غرفة تقنية الفيديو المساعد، معتبرًا أن ظهورهم كان مشرفًا للتحكيم الكويتي.

ونشر الاتحاد الكويتي عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس" إعلانًا رسميًا أكد فيه نية رئيس الاتحاد تكريم الطاقم قريبًا، وهو ما فجّر حالة غضب كبيرة لدى الجماهير السعودية التي رأت أن قرارات العلي خلال المباراة لم تكن منصفة للأخضر.

ورغم أن المنتخب السعودي حقق الفوز بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين، فإن المشهد التحكيمي طغى على أجواء الانتصار، بعد طرد اللاعب محمد كنو في الدقائق الأخيرة من اللقاء، في واقعة أثارت استغراب المتابعين.

وأظهرت اللقطات أن كنو، الذي دخل بديلاً في الدقيقة التاسعة والثمانين، تلقى بطاقة حمراء بعد حصوله على إنذارين متتاليين، الأول بداعي إضاعة الوقت والثاني بسبب احتجاجه بطريقة اعتبرها الحكم غير لائقة.

وبرر الحكم الكويتي قراره بأن تصرف اللاعب عند تنفيذ رمية التماس جاء في محاولة لتضييع الوقت، وهو ما استوجب الإنذار، قبل أن يرفع البطاقة الثانية بعد الإشارة التي وجهها له كنو اعتراضًا على القرار.

من جانبها، تداولت الجماهير السعودية مقاطع من الواقعة على منصات التواصل الاجتماعي، معتبرة أن الحكم بالغ في تطبيق القانون وأن الحادثة كان يمكن تجاوزها بإنذار شفهي دون طرد مباشر.

إلا أن بعض المحللين الفنيين رأوا أن قرار العلي كان منسجمًا مع اللوائح، خاصة أن التعليمات الجديدة من الاتحاد الآسيوي تشدد على ضرورة التعامل الصارم مع أي تصرف يُعد استهتارًا أو إهدارًا للوقت في اللحظات الحاسمة.

وذكرت مصادر رياضية أن لجنة الانضباط في الاتحاد الآسيوي تدرس تقرير الحكم، وأن محمد كنو قد يواجه عقوبة إيقاف تتراوح بين مباراتين وأربع مباريات، تبعًا لتوصيف الواقعة في التقرير الرسمي.

ورغم الجدل، لم يُخفِ عدد من النقاد تقديرهم لأداء العلي من الناحية الفنية، مشيرين إلى أنه حافظ على انضباط المباراة وسيطر على مجرياتها رغم التوتر الكبير في الدقائق الأخيرة.

ويُعد أحمد العلي من أبرز الحكام الكويتيين في السنوات الأخيرة، إذ نال الشارة الدولية عام 2016 وشارك منذ ذلك الحين في العديد من البطولات الخليجية والآسيوية إلى جانب التصفيات المؤهلة للمونديال.

كما أدار العلي مباريات عدة للمنتخب السعودي خلال السنوات الماضية، ولم يتعرض الأخضر تحت إدارته إلا لهزيمة واحدة كانت أمام البحرين في كأس الخليج 2024 بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين.

ويبلغ الحكم الكويتي 41 عامًا، ويُعرف بدقته في تطبيق اللوائح وحرصه على الانضباط داخل الملعب، وهو ما جعله أحد الأسماء المعتمدة بانتظام في البطولات القارية.

في المقابل، اعتبر بعض المشجعين أن توقيت تكريمه من قبل الاتحاد الكويتي لم يكن مناسبًا، خاصة في ظل تصاعد الانتقادات السعودية ضده بعد المباراة، وهو ما جعل القرار يبدو وكأنه استفزاز غير مباشر.

وردت جماهير كويتية عبر مواقع التواصل مدافعة عن العلي، مؤكدة أن أداءه كان احترافيًا وأن قراراته اتخذت وفق ما تقتضيه القوانين دون أي تحامل على الجانب السعودي.

وأشار محللون إلى أن الأزمة بين الجماهير السعودية والحكم الكويتي تعكس حساسية المباريات الحاسمة في التصفيات الآسيوية، حيث تتضاعف الضغوط على الحكام بسبب أهمية النتائج.

وأكد مراقبون أن الاتحاد الكويتي يسعى من خلال هذا التكريم إلى دعم كوادره التحكيمية وتعزيز ثقتهم في مواجهة الهجمات الجماهيرية، خصوصًا في ظل سعي الاتحاد الآسيوي لتطوير منظومة التحكيم الإقليمي.

وتبقى الواقعة مثالًا جديدًا على التوتر الذي يرافق مباريات المنتخبات الخليجية في المنافسات القارية، حيث تتداخل الحماسة الجماهيرية مع القرارات التحكيمية لتتحول إلى قضية رأي عام.

ويرى محللون أن الجدل لن يغير من حقيقة أن الحكم الكويتي أحمد العلي أصبح أحد أبرز الأسماء في الساحة الآسيوية، وأن تكريمه رغم الانتقادات قد يعزز مكانته ضمن النخبة التحكيمية في المنطقة.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار