شهد ملتقى أبحاث الحج والعمرة والزيارة في نسخته الخامسة والعشرين بمدينة الملك سلمان الدولية للمؤتمرات تدشين مشروع “خطى مكة”، الذي ابتكره باحثون سعوديون من جامعة حائل بهدف تطوير تطبيق ذكي للتنبؤ بحالات الازدحام في المشاعر المقدسة خلال موسمَي الحج والعمرة. ويعتمد المشروع الجديد على منظومة متكاملة توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل التنبؤي لدعم أعمال التنظيم وإدارة الحشود، إذ يتيح التطبيق للمستخدمين متابعة الكثافة البشرية عبر خريطة تفاعلية تعتمد الألوان كأداة تحذيرية، وتوفر معلومات آنية تساعد الجهات المعنية على اتخاذ قرارات استباقية تعزز سلامة ضيوف الرحمن وتسهل الحركة داخل مكة المكرمة والمناطق المحيطة بها.
إقرأ ايضاً:المنصات في مرمى الاتهامات والإجراءات… تقرير عن أدوات يوتيوب لصحة المستخدمين النفسيةأزمة قانونية جديدة تهدد عرش الأهلي.. مستشار قانوني يكشف تطورات جذرية قد تسحب لقب السوبر السعودي
حلول رقمية تدعم الرؤية الوطنية لقطاع الحج
أكد الفريق البحثي المشارك في الملتقى أن تطبيق “خطى مكة” يمثل نقلة نوعية في التحول الرقمي ويواكب استراتيجيات قطاع الحج والعمرة في السعودية، حيث يُسهم المشروع في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 عبر تطوير آليات التواصل والتفاعل الرقمي، وتوفير بيانات دقيقة وتحليلات آنية لصناع القرار، الأمر الذي يتيح التدخل السريع وتسهيل إدارة الحشود الكبيرة وضمان تقديم خدمات عالية الجودة، كما يدعم التطبيق التنوع الثقافي واللغوي لضيوف الرحمن عبر نظام متكامل يضمن وصول المعلومات لجميع المستفيدين بطريقة دقيقة وسهلة.
منظومة ذكية لرصد وتحليل الكثافة البشرية
أوضحت الجهات المشرفة أن تطبيق “خطى مكة” يعتمد على تقنيات الملاحة اللحظية وأجهزة الاستشعار، ويتفاعل مع المستخدمين عبر منصة رقمية تندسج فيها نظم التحذير الذكي والتمييز اللوني، ويعرض بدائل عملية للمسارات لتفادي مناطق الاختناق، ما يُمَكّن الزوار من تجنب الازدحام وتحسين تجربة الحركة داخل المشاعر المقدسة، كما أكدت الإدارة أن المنظومة تتيح تحليل البيانات الميدانية بشكل فوري لتعزيز كفاءة الخدمات وبيئة العمل، وترفع من جاهزية فرق التنظيم في مواسم الذروة.
انعكاسات المشروع على حركة الزوار والتنمية المستدامة
تسعى الجهات المتعاونة في المشروع لتحويل تطبيق “خطى مكة” إلى نموذج يُحتذى به في العالم الإسلامي، ليشكل أداة فعالة في تحسين تجربة الزوار، وضمان استدامة العمليات وتنظيم المواسم، ويعد المشروع دافعًا لتحفيز المزيد من الابتكارات الوطنية في قطاع الخدمات ويحقق التفاعل بين الكفاءات السعودية والخبرات العالمية، الأمر الذي يُعزز مكانة المملكة كمركز للابتكار والتنمية الرقمية في خدمة الحج والعمرة.