تسعى إدارة مانشستر يونايتد إلى الحفاظ على أحد عناصر الخبرة في الفريق، رغم العروض المغرية القادمة من الدوري السعودي، حيث كشفت تقارير إنجليزية عن نية النادي تمديد عقد مدافعه المخضرم هاري ماغواير بعد المستوى الجيد الذي قدمه خلال الموسم الجاري.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟
ويأتي هذا التوجه من الإدارة في وقت يمر فيه الفريق بفترة غير مستقرة على مستوى النتائج، إلا أن ماغواير استطاع أن يستعيد جزءًا كبيرًا من مستواه الذي جعله يومًا ما أغلى مدافع في العالم، وهو ما دفع مسؤولي النادي إلى التفكير جديًا في تمديد عقده قبل دخوله الأشهر الأخيرة منه.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة «مانشستر إيفينينج نيوز»، فقد بدأت محادثات مبدئية بين ممثلي ماغواير ومدير التفاوض في النادي مات هارغريفز، لمناقشة مستقبل اللاعب الذي ما زال يحظى بثقة المدرب البرتغالي روبن أموريم.
وكانت الإدارة قد فعّلت بند التمديد التلقائي في عقد ماغواير لمدة عام إضافي خلال يناير الماضي، في خطوة عكست رغبة النادي في الإبقاء عليه داخل أولد ترافورد رغم الضغوط الجماهيرية التي طالبت برحيله في فترات سابقة.
لكن مسألة رفع راتب اللاعب ما تزال محل نقاش داخل أروقة النادي، إذ يتقاضى حاليًا 140 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، وهو مبلغ ترى الإدارة أنه يتطلب إعادة تقييم في ظل الوضع المالي الحالي للفريق وتذبذب نتائجه.
يُذكر أن مانشستر يونايتد أنهى الموسم الماضي في المركز الخامس عشر بالدوري الإنجليزي الممتاز، ما حرمه من التأهل لدوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي، بعدما خسر نهائي الدوري الأوروبي أمام توتنهام بهدف نظيف.
ورغم إنفاق إدارة النادي أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني في سوق الانتقالات الصيفية الماضية على صفقات كبيرة مثل ماتيوس كونيا وبريان مبيومو وبنيامين سيسكو، فإن النتائج لم تكن على مستوى الطموحات حتى الآن.
فقد اكتفى الفريق بثلاثة انتصارات فقط في أول سبع مباريات من موسم 2025-2026، كان آخرها أمام سندرلاند الصاعد حديثًا، في لقاء حسمه بهدفين نظيفين سجلهما ماسون ماونت وسيسكو.
وفي المقابل، تلقى الفريق خسائر موجعة أمام أرسنال ومانشستر سيتي وبرينتفورد، ما أثار الشكوك حول جدوى التغييرات الفنية والصفقات الجديدة، ومدى قدرة أموريم على قيادة الفريق للخروج من أزماته.
الأزمة لم تتوقف عند حدود الدوري، إذ ودّع مانشستر يونايتد كأس الرابطة الإنجليزية مبكرًا بخسارة صادمة أمام غريمسبي تاون من دوري الدرجة الرابعة، في نتيجة وُصفت بأنها من أكثر الهزائم إحراجًا في تاريخ النادي الحديث.
وفي ظل هذه الأجواء، حاول أموريم ضخ روح جديدة داخل الفريق من خلال تشكيل "مجموعة قيادة" تضم ستة لاعبين من أصحاب الخبرة، لتولي مهام التوجيه والانضباط داخل غرفة الملابس.
وضمّت المجموعة كلًا من برونو فيرنانديز بصفته القائد الأول، إلى جانب هاري ماغواير، دييغو دالوت، ليساندرو مارتينيز، نصير مزراوي، والحارس توم هيتون، في محاولة لإعادة الانسجام إلى الفريق.
وقال أموريم في تصريحات سابقة إن الهدف من هذه المجموعة هو إشراك اللاعبين الكبار في صناعة القرار داخل الفريق، مؤكدًا أنه ترك بعض الأمور الداخلية لهم لمعالجتها بأنفسهم لإشاعة روح المسؤولية.
في المقابل، تتزايد التقارير التي تشير إلى اهتمام أندية سعودية كبرى بضم ماغواير خلال الفترة المقبلة، في ظل سعيها المستمر لجذب نجوم الدوري الإنجليزي إلى دوري روشن الذي بات وجهة مفضلة للعديد من الأسماء اللامعة.
غير أن اللاعب يبدو في الوقت الحالي أكثر ميلًا للبقاء في أوروبا، حيث يعتقد أن بإمكانه استعادة مكانته الدولية مع منتخب إنجلترا في حال استمر في اللعب بمستوى عالٍ في الدوري الإنجليزي.
وتدرك إدارة مانشستر يونايتد أن خسارة ماغواير في هذا التوقيت ستكون ضربة جديدة لاستقرار الفريق الدفاعي، خاصة مع افتقاد التوازن في الخط الخلفي خلال المباريات الأخيرة.
كما تسعى الإدارة إلى استغلال فترة التوقف الدولي لإعادة ترتيب الأوراق داخليًا، ومناقشة مستقبل عدد من اللاعبين الذين تنتهي عقودهم بنهاية الموسم، ومن بينهم ماغواير.
ومن المقرر أن يعود الفريق إلى المنافسات بمباراة قوية أمام ليفربول على ملعب أنفيلد يوم 19 أكتوبر، في مواجهة قد تحدد الكثير من ملامح المرحلة المقبلة بالنسبة للفريق ومدربه أموريم.
ويرى مراقبون أن تمديد عقد ماغواير سيكون اختبارًا حقيقيًا لمدى قناعة الإدارة بمشروع أموريم، خاصة أن بقاء اللاعب قد يعكس رغبة النادي في الحفاظ على الاستقرار وتجنب بداية جديدة في كل موسم.
في النهاية، يبقى مستقبل ماغواير مفتوحًا على جميع الاحتمالات، بين نادٍ يسعى للعودة إلى أمجاده، وعروض سعودية مغرية قد تغيّر مسار مسيرته في أي لحظة.