تستعد الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة لبدء تنفيذ خطة التعليم المدمج في المدارس المشتركة بالمبنى الواحد، وذلك اعتبارًا من يوم الاثنين الحادي والعشرين من ربيع الآخر لعام 1447هـ الموافق الثالث عشر من أكتوبر 2025م، في خطوة تهدف إلى تطوير بيئة التعلم وتسهيل إدارة الموارد التعليمية بشكل فعّال.
إقرأ ايضاً:إنزاجي يكشف سر تشكيلته المفاجئة أمام الاتحاد .. هذا اللاعب بديلاً لسالم الدوسري!الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتها
يأتي هذا القرار تنفيذًا لتوجيهات وزارة التعليم ممثلة في وكالة التعليم العام، التي تسعى إلى إعادة تنظيم الجدول الدراسي في المدارس التي تشترك في نفس المبنى، لضمان تحقيق التوازن بين التعليم الحضوري والتعليم الإلكتروني دون الإخلال بسير العملية التعليمية.
وتتضمن الخطة الجديدة تطبيق نظام التناوب الأسبوعي بين التعليم الحضوري والتعليم عن بُعد، بحيث تستفيد كل مدرسة من مرافق المبنى بطريقة منظمة ومجدولة بما يحقق الاستفادة القصوى من الإمكانات المتاحة ويحدّ من التكدس داخل الفصول.
وستعمل الخطة على تقليل الضغط على المباني المدرسية التي تخدم أكثر من مؤسسة تعليمية، إذ تهدف إلى ضمان جودة التعليم واستمراريته في ظل تزايد أعداد الطلاب واستمرار التوسع في العملية التعليمية بمنطقة مكة المكرمة.
ووفقًا للتفاصيل التي أعلنتها الإدارة، ستكون مدة الدورة أسبوعين، تتناوب خلالهما المدرستان على الحضور الحضوري والتعلم الإلكتروني بنظام متوازن يراعي خصوصية كل مرحلة دراسية وطبيعة المناهج التعليمية.
وسيكون نظام التناوب في المدارس الأساسية التي تعمل صباحًا بأن يحضر الطلاب حضوريًا يومي الأحد والاثنين في الأسبوع الأول، ويتلقون تعليمهم عن بُعد يومي الأربعاء والخميس، على أن يتم عكس الجدول في الأسبوع التالي.
أما المدارس المشتركة التي تعمل في الفترة المسائية فستبدأ أسبوعها الدراسي بحضور فعلي يومي الأربعاء والخميس، بينما يكون التعليم عن بُعد يومي الأحد والاثنين، مع تبادل النمط في الأسبوع الثاني.
ويُخصص يوم الثلاثاء لتناوب المدرستين على الحضور الحضوري وفق الجدول المعتمد من إدارة التعليم، بما يضمن توزيعًا عادلًا لاستخدام المرافق والمختبرات والقاعات الدراسية.
وأكدت الإدارة العامة للتعليم على أهمية الالتزام بالخطة الدراسية الصادرة من إدارة الإشراف التربوي، مع ضرورة المحافظة على جودة المخرجات التعليمية وعدم التأثير على مستوى التحصيل الدراسي للطلاب.
كما شددت على دور المجتمع التعليمي وأولياء الأمور في دعم تجربة التعليم المدمج ومتابعة التقدم الدراسي للطلاب خلال فترات التعلم عن بُعد لضمان تحقيق الأهداف المنشودة من هذه التجربة.
وأوضح مدير عام التعليم بمنطقة مكة المكرمة، عبدالله بن سعد الغامدي، أن تطبيق الخطة يأتي في إطار الجهود المتواصلة لتحقيق كفاءة تشغيلية أعلى في المدارس المشتركة وتعزيز التكامل بين التعليم الحضوري والإلكتروني.
وأشار الغامدي إلى أن الإدارة وضعت آليات متابعة دقيقة لضمان انسيابية التطبيق الميداني، مع تقييم مستمر لأداء المدارس وتفاعل المعلمين والطلاب خلال فترة التجربة الأولى التي تمتد لأسبوعين.
وتتضمن خطة المتابعة تقارير يومية من قادة المدارس ترفع إلى مكاتب التعليم، إضافة إلى زيارات إشرافية ميدانية تهدف إلى رصد الملاحظات وتقديم الدعم الفني والتربوي اللازم.
وأكد الغامدي أن التعليم المدمج لا يمثل بديلاً مؤقتًا بل توجهًا استراتيجيًا نحو المستقبل، يواكب تطورات التعليم الرقمي الذي تسعى المملكة إلى تعزيزه في ظل رؤية السعودية 2030.
وبيّن أن الخطة تستند إلى تجارب سابقة ناجحة في التعليم المدمج أثبتت قدرة الطلاب والمعلمين على التكيف مع النمط المرن الذي يجمع بين حضور الصف الدراسي والتعلم الإلكتروني.
كما أوضح أن الإدارة تعمل على تفعيل منصات تعليمية متطورة لمتابعة سير الدروس عن بُعد، مع تقديم دورات تدريبية للمعلمين تضمن تحقيق تجربة تفاعلية فعالة للطلاب في جميع المراحل.
وأشار إلى أن نجاح هذه الخطوة يعتمد على التعاون الكامل بين إدارات المدارس وأولياء الأمور لضمان انتظام الطلاب في جميع الفترات وتحقيق الفائدة القصوى من النمط المزدوج للتعليم.
وأكدت إدارة التعليم أن هذه التجربة ستخضع للتقييم بنهاية الفترة الأولى، حيث سيتم دراسة نتائجها ميدانيًا وتحديد ما إذا كانت ستُعمم على نطاق أوسع في مدارس أخرى بالمنطقة.
وتُعد هذه الخطوة إحدى مبادرات التحول النوعي في قطاع التعليم بمكة المكرمة، التي تهدف إلى ترسيخ مفهوم المرونة التعليمية وتطوير بيئات تعلم أكثر استدامة وتكيفًا مع التحديات المستقبلية.